December 27, 2007

إليك ياصديقي الشاعر الصغير ..إليك وحدك


كنت أعلم جيدا حين جلس بجانبي أنه قد باع دمه عدة مرات للتو واللحظة، ليس بهدف أن يحصل على بعض الأموال لينفقها على نفسه، فلقد أتاه زوارا من الصحراء فجأة ليركنوا إليه في المدينة بعض الوقت، فلم يجد سوى هذا الطريق ليفعل ذلك، فقد كنا في نهاية الشهر ولم يكن قد قبض مرتبه البسيط بعد، ولم يكن على استعداد للتنازل عن كبريائه ليطلب من أحدا بعض الأموال على سبيل القرض، كان ممتقع الوجه لايكاد صوته يخرج من بين شفتيه، وكان يدعي بأنه قد أكل لتوه طعام الغذاء وكنت أعلم أنه لايقول الحقيقة، كنت أرى روحه هناك ماثلة أمام عيني تكاد تتلاشى فجأة।

لم أجد أعتى منه في كتابة الشعر، ولا في همس الحيث ولا في صفاء المشاعر، إلى صديقي الشاعر الصغير الذي أكد لي أن الأنبياء الجدد غير متواجدين في كتب سماوية!

December 20, 2007

إلى نائل الطوخي مع التحية


نائل الطوخي لمن لايعرف كاتب رائع صدرت له روايتان من قبل هما «تغيرات فنية» و«ليلى أنطون»، وأخيرا صدرت له رواية جديدة تحمل عنوان "بابل مفتاح العالم" وهي رواية قصيرة غرائبية।

يسعدني للغاية هذا النوع من الروايات الذي يحاول أن يعيد تشكيل العالم من وجهة نظر فلسفية معبأة بوجودية
أعلم أني انتظرت طويلا حتى أكتب عنها لكن ذلك لمقدراتي التي لاأملكها،
لأنها لاتكتفي برأيها في العالم الذي ولد مشوها لاعتبارات بيولوجية واجتماعية فريدة،
لكن نائل يعيد وضعها أمامنا كأنها ذاكرتنا الوحيدة، ويحاول فيها إعادة تشكيل العالم لكنه في النهاية يجد أن العالم الذي خلقة كان أشد تشوها مما بدأ به العالم الحالي، كأنه يعلن أننا حالة ميتافيزيقية مشئومة ومقدرة سلفا، فلايمكنك أن تضع بصمة كبيرة على العالم كله - تعلم عليه كما في العامية المصرية - دون أن تحدث هذه البصمة قدرا من التشويه لايقل عن التشويه الأول।

إنه يمارس اللعبة ذاتها بشكل إنساني من خلال شخصيات ثلاث تحمل جينات هذا التشوه، لكن أين هي الإنسانية إذا كان قدرنا محكوم بتيمات قدرية مطلقة، والخروج عن هذه التيمات يعني أجنة مشوهة، ووجوه مشوهة، وأخلاقيات - إذا كان لها اعتبار - مشوهة، وقدر مشوه، كل الشخصيات لعبت نفس الدور القديم، وبشكل أقسى مما بدأ به العالم، فكيف لعالم محكوم سلفا بالتشويه أن يعيد بناء نفسه بشكل جمالي فلايحصل في نهاية الأمر إلا على عالم أكثر تشوها، هذه الرواية على قصر عدد أوراقها، إلا أنها تحمل نفسا فلسفيا وجوديا ماأحوجنا إليه في ظل هذا الركام من الأعمال التي ليست لها قيمة على الإطلاق.
أيضا من جماليات هذا العمل اللغة الجديدة التي كتب بها، فالسخرية تزدحم متراصة في طوابير غير مستقيمة في أنحاء الرواية التي تشبه "شقة عالمحارة"، وهي العالم الذي يتحدث عنه نائل، فهو عالم قاس لاسبيل للفرار من قدريته، كأنه مكتوب في اللوح المحفوظ أن نظل كذلك، على الرغم من كل أفكارنا المتعلقة بالهروب منه إلا أننا موشومون بهذه الطريقة في التفكير والرؤية والحديث والإنصات، موشومون بانطباعاتنا عن الآخرين، موشومون به في رسم مستقبلنا الغامض، موشومون بفراغنا اللانهائي، موشومون حتى في لحظات الجنس، موشومون في لحظات الفرح، أين هو الفرح، إنها مفردة معطوبة ومملاة لغة لافعلا.
هذه الرواية من النوع الملهم Inspired
لماذا هي كذلك، لأنها نص مفتوح يدفعك لأفكار أخرى وجديدة، وليست رواية ذات حبكة مغلقة، بمجرد أن تنتهي منها تلقيها جانبا، أو تحرك داخلك بعض الانفعالات التي سرعان ماتذوي، فالأمر ليس كذلك لديه بالمرة، إنه يدفعك لمزيد من التساؤلات والصياغات التي لاتلتزم الواقع المعاش منهجا، بل هي ضده على الخط المستقيم، إنها عبثية بيولوجية جديدة، هذا ماأستطيع أن أقوله عنها، تمنيت أن لاتنتهي فقد ملأتني بأسئلة ميتافيزيقية جديدة عن العالم وكينونته وصيرورته!!
العزيز نائل ..أنتظر عملك القادم صديقي العزيز الذي لن يكون أقل توراتية عن هذا العمل الجميل।

كل سنه وانتم طيبين


الأعزاء
كل عام وأنتم بخير
ومتألقين
ومنورين
رغم كل شئ هاتفضلوا منورين
مهما كانت جحافل الظلام كتير
ومهما كانت آلامكم
هاتفضل أحلامكم هي الهادي وهي الطريق
خالص محبتي وتقديري

December 6, 2007

إغلاق النوافذ


ركبت سيارتي في الصباح وأغلقت النوافذ..كان كل شئ في الطريق بارد ومعتم..حتى الأطفال الصغار المحشورون في الميكروباصات نائمون أو ساكنون تماما بينما غابت عني ملامحهم..مرة واحدة..مرة واحدة فقط ..لمحت هذا الكائن الصغير النائم تماما في سيارة المدرسة التي كانت تسير بجوار سيارتي وقد تعلقت حقيبته الزرقاء بكتفيه، لاأدري كيف التقطته عيني رغم الريح والسماء الزرقاء النائمة أيضا، لكنه كان نائما تماما غير عابئ بأي شئ..كان يبتسم وهو نائم يحلم بملائكته، فيما كان بقية الأولاد والبنات مستيقظون يصرخون، أما هو فكان نائما بشكل عنيد فيما كانت الريح تعبث بنا جميعا في الخارج.. أضغط على فرامل السيارة بعنف فتزأر فيما كان قط صغير يعبر الطريق غير عابئ بعشرات السيارات التي تركض من حوله تحولت بعيني بعد برهة فوجدته مازال نائما يبتسم..وكانت نافذة سيارتي مغلقة..

مع الاعتذار للكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد الذي له مجموعة قصصية بنفس العنوان

الصورة من :
picasaweb.google.com/.../NwYYUDgKkQiFSfnXUyeZyQ

December 2, 2007

إلى نهى محمود


العزيزة نهى محمود
صاحبة كراكيب
نداء عاجل لكل من يعثر عليها..
لم أفهم معنى نفاذ الغرض من المدونة..
الغرض ياصديقتي الجميلة هو الكتابة وبناء مجتمع من التسامح والتشارك في الأفكار والمصير..
هذه أفكار لاتنتهي ولاتنفذ ياصديقتي ..
عودي من التيه الذي يفرضه علينا بعض الأغبياء..
عودي من أجل حمارك الأزرق
وارضيتك الزرقاء
وأصحابك من ذوي الدم الأزرق
وتدشينا للفوضى الزرقاء القادمة
الكلمات تتوقف أحيانا..لكن الحب لاينتهي..
فأغراض الكتابة لاتنفذ..
لاتنفذ..
لاتنفذ..
لاتنفذ

الصورة من
blogs.gelman.gwu.edu

November 20, 2007

ترنيمات صغيرة




بيني وبين الغناء والموسيقى علاقة أبدية، لكني كنت دائما أفكر اين تذهب الأصوات بعد أن نسمعها، هل تتلاشى، أم تتشتت وتنتقل لعوالم خرى، كان السؤال عجيبا، وإن كنت عرفت إجابته الفيزيقية بعد ذلك، لكني كنت أتسائل أيضا : هناك علاقة كبيرة بين إحساسي والموسيقى التى كنت اسمعها، للوهلة الأولى كنت مخدوعا حين بقي احساسي ورحلت الموسيقى، ثم رويدا رويدا بدأ إحساسي يخفت ، وكنت أستعيده حين أسمع هذه الموسيقى بعد حين، لكن مع الوقت دائما كان يخفت إحساسي وتبقى الموسيقى التي أستعيدها بحركة آلية على جهاز التسجيل، بقيت الموسيقى كامنة هناك على شريط التسجيل يمكن استعادتها في أي وقت، لكن احساسي انتهى واختفى، مات ربما، وربما أصبحت أنا انسان آخر، من المؤكد أننا كل فترة نصبح بشر آخرون، المشكلة هي كيف يمكنني أن أحافظ على احساسي الدائم في تلك اللحظة التي كنت أسمع فيها هذه الموسيقى، انتهيت إلى التوازن، ولكن إذا أردت التوازن فمن المؤكد أنني أضع قطعة من الجليد داخلي، من منا يريد أن يعيش بقطعة من الجليد داخله؟ المشكلة الأخرى أننا من دون قطعة الجليد لن نعيش، وبقطعة الجليد لن نعيش، ولذلك أخذت أدندن بترنيمات صغيرة دائما، تحملني بعيدا عن لحظات الحياة الثقيلة، احتفظت بالموسيقى داخلي، ربما أكون بشرا من دم ولحم واشياء أخرى، لكن من المؤكد أنني جزء من موسيقى العالم التي أسمعها دائما، لأنها أصبحت داخلي، أسمع موسيقى ذاتية حين يكشر العالم عن أنيابه، فأنسى اللحم والدم، وأتذكر بأن الموسيقى هناك في أعماقي، في نسيجي الداخلي، تنسيني كل آلامي واستعيد بها أجمل لحظات الحياة التي أشك أنها ماتت، فأنا أعيش فيها دائما، لم يعد العالم يحتمل شقائنا، فمن المؤكد أنه لن ينتهي، فكل الحوادث قالت لنا ذلك، لا الفستان الأبيض، ولا البدلة السوداء، ولا ربطة العنق الفضية، ولا الصفر الذهبي الذي يوضع في اليد، فليس هناك مقياس عالمي للسعادة؛ لكن من المؤكد أن هناك مقياس روحي للسعادة، عني أنا وجدته في الموسيقى، أحسد تلك الأنامل التي تعزف هذا الشجن، أتمنى حين يحين الميعاد أن أقابل هؤلاء باخ، بيتهوفن، موزارت، شتراوس، اسبينوزا، نيتشه، فان جوخ، سارتر، عبد الوهاب، سيد درويش ، فيروز حتى لو كان ذلك في الجحيم.
يوما ما سأرحل كتلك الموسيقى التي تشتت في العوالم البعيدة، أرحل ومعي تلك الترنيمات التي ساعدتني على اجتياز مأزق قاتل يسمونه أحيانا بالحياة.
الصورة من الموقع التالي:
http://mirror-uk-rb1.gallery.hd.org/_exhibits/natural-science/splash-of-single-drop-in-still-water-pink-and-cyan-rotated-and-cropped-AJHD.jpg

November 13, 2007

فوضى زرقاء - مقطع أول


1- فصل في الحقبة الأولى للأسئلة
كان أمام الراقصة العجوز وقت طويل حتى تظهر، وكان على القمر أن يموت أولا حتى يفسح لها الطريق، لكن الكسول اللعين كان أمامه بعض الوقت حتى يتم الإعلان عن رحيله غير المفاجئ.
بالنسبة إليه الوقت ليس له معنى، إذ يملك الوقت إحساسا مختلفا، كأن له علاقة قديمة بالشيوعية ربما، وربما له علاقة شاذة برؤساء جمهوريات دول العالم الثالث، إذ أنهم لايمرضون أو يكبرون في العمر، وربما من باب أفضل القول بأنه كائن كان من المفترض أن لايكون موجودا، ومن هنا لم يدع إله إغريقي قديم بأنه قد خلقه، يشعر أحيانا – لا..لا.. دائما - بأنه أسوأ حالا من الراقصة العجوز، كأن تكراراته أبدية لاتنتهي، يتحسس رأسه وهو يرفعها لأعلى، ليعود الكونشرتو الجنائزي لتساؤلاته المتكررة من جديد.
"ماذا كان يمكن لسارتر أن يفعل إذا أتى في هذه اللحظة، الآن، في هذه الحقبة التاريخية المائعة، هل كان بإمكانه إن كان يعيش بيننا أن يقدم لنا إجابات جاهزة خاصة لأسئلتنا حول تراثنا التاريخي النبيل وكيف حافظنا على نقاءه مثلا، هل كان سيشعر بالغثيان ويجفل من وجوهنا السوداء المتفحمة، وربما يتعجب في نفس الوقت من العيون الخضر والشعر الأشقر الذي بدأ يغزو بعض أحياء محددة من القاهرة فقط وليس الجمهورية، أم أنه كان سينهي إجابته وينتحر من فوره قائلا على طريقته " لايوجد ماأفعله، فهذا المجتمع بكل مافيه من رذائل خارج نطاق تخصصي الدقيق..!"، حينها، حينها فقط إذا تم ذلك سندرك أننا مجتمع يعج بالبؤساء والمرضى، , فإذا عرضناه لبعض ضغوطنا غير القانونية – التي نعرف جيدا كيف نمارسها – فنجبره على كتابة وصفة طبية لنا مثلا، ربما – أقول ربما- يدعي أنه لايملك أوراقا لكتابة تلك الروشتة لنا، وربما يدعي – وهو يتململ- أنه لايعرف طبيعة هذا الورق الذي سيكتب فيه العلاج، وربما أيضا تسوء به الحال فيتطلع في وجوهنا الطباشيرية الكرتونية– وهو أحد تعبيراته المفضلة - وينكر تماما وبشكل قاطع أنه لايعرف الكتابة، وفي أسوأ الأحوال سيرفع الغليون من على فمه المائي الرقيق ويقول بأنه لايعرف العربية، وربما لتكتمل الحلقة حين ينقح علينا كبرياؤنا – بسبب رفضه المتوالي - سندعي نحن بدورنا بأنه ليس لدينا مترجمين، ولننهي المسألة تماما سنسدد له طعنة أخيرة ونحوله إلى نكرة وننفي أننا طلبنا منه أي شئ، وأنه ليس لدينا الوقت لأطباء عقليين، وأنه من الأفضل أن يقدم نصائحه لبلده.. ثم نسحقه تماما قائلين هذا إذا كنت موجودا بالفعل ياسيد!! ولن ننطق إسمه، وحيث أننا مدربون جيدا على تسديد الإهانات سيكون من الأفضل أن نقول له (يا) فقط دون سيد فهو في نظرنا العبقري غير موجود!!".
المشكلة في ظني أنه حتى إذا كتب روشتة علاج، وسأفترض أنه ترك مهنة الفلسفة وتحول إلى طبيب للحظات وتجرأ وكتب تلك الوصفة الطبية فمن المؤكد أنها لن تكون ناجحة بكل المقاييس، فلا المسكنات ولا المغيبات ولا المسهلات ولا الممسكات ولا الحقن ولا المضادات الحيوية ولا غرف العناية المركزة ولا المطهرات بأنواعها ولا العمليات الجراحية ولا حتى إذا وصف مقاعد جميلة ذات أبعاد مختارة بعناية فائقة - بذكاؤه النادر المعهود - لنساء مثيرات لرجال البلد، لايمكن لكل ذلك أن يعكس هذه الوضعية، أو يخرجنا من هذا الكابوس، أو أن يعيد إلينا حيويتنا".
"سارتر بالذات الذي ألهمنا تلك الأسئلة الوجودية بحثا عن مزيد من الإيمان في هذا العالم، كان يمكن أن يقدم لنا الإجابة، الإجابة النهائية الشافية، كان يمكنه أن يقول لي مثلا – وحين أقول لي تحديدا فأنا لاأعني نفسي لأني للأسف لاأعرفها حق المعرفة، كما أنني لاأمارس أي شوفينية في الإشارة نحو نفسي حين أقول "لي" لكني أحاول فقط تقريب المسألة - يقول :
- يمكنك أن تخرج إلى الشارع وتتحدث إلى الخالق، تعترف بكل أخطائك مدعيا أنك لايمكن أن تعترف مرتين، مرة الآن ومرة بعد بعثك، وأنك تريد أن تحاكم الآن على كل مافعلته، ثم تستريح بعد ذلك، تستريح وتقبض روحك وينتهي الأمر، على الأقل تستريح من هذا الجحيم الأرضي، لم تعد الحياة تطاق في هذا المكان. المثير كما ترى أنك تعيش وتستمر في الحياة، كأن الأمر لايعنيك، ولايمكنك الانتحار، فهو ممنوع عليك، وأنت لاتملك الثروة التي تجعلك تخرج من هنا في هدوء، أو على الأقل تتمتع بتلك المقعدة البيضاء اللامعة إذا كتبتها لك في روشتتي، الغريب أنك لاتملك الآن أو حتى بعد ذلك تلك الشهية لهذه المقعده النسائية التي تسيل اللعاب..
يتململ وهو يتكلف الابتسام " نعم..نعم.. نحن مجتمع خارج نطاق تخصص سارتر، مجتمع لم يوجد من قبل، وأعتقد جازما أنه سينتهي على هذه الحالة..لكن المشكلة أن اللعين لايقدم جابات على الإطلاق!!".
" هيا ياصديقي الفرنسي أجبني، ماذا كنت ستفعل.. هاه ماذا؟!.. أنا.. أنا شخصيا لاأملك سوى الاشمئزاز ومع ذلك أنا ضالع حتى نخاع عظامي الذي ضربه السوس في المسألة، ضالع في الإدعاء بأني لاأرى أو لاأجيد الرؤية، لاأراهم وهم يفعلون مايريدون بنا، لاأراهم وهم يكتبون في الصحف مايريدون، لاأراهم وهم يخطون كتب التاريخ على هواهم، لاأراهم وهم يسمموننا، لاأراهم وهم يبيعون أجسادنا، لاأراهم وهم يرفضون الاستماع إلينا، لاأراهم وهم يزيفون رأينا في تلك الصناديق التي تدرك حين تطلع إليها كم هي كاذبة ورثة وبالية ولا تستحق سوى الاحتقار..لاأراهم..!!.. إذا كنت لاأراهم.. وهم لايرونني، وربما أكون أدنى من أن يرونني، وهو شئ يكاد يكون مؤكدا.. فهل نحن بالفعل موجودون أم أن هذا مجرد كابوس.. هل العالم حقا موجود.. وماهذه الصور التي أراها عن عالم آخر يعيش سعيدا.. هل الجنة هناك.. إذا كانت الجنة هناك فلأعترف وأموت الآن، ولتنتقل روحي إلى هناك.. هل مكتوب علي أن أتعب حتى أصل لهذه الجنة أيضا، ألايكفيني ماأنا فيه على هذه الأرض ..".
القمر يختفي فجأة، ظلال فضية غامقة تلوح من بعيد، تبدأ في التحول إلى هذا اللون البني الذي لايستطيع أن يراه جيدا، الراقصة العجوز الحمراء مازال أمامها بعض الوقت لتحتل مكانها المعتاد على مسرح الأرض، تقوم بحركات الصعود في السماء بخط مستقيم يتسم بالشهوة الجامحة وفي حركة بالية واحدة لاتتغير، لاتتورع عن ممارسة تلك الحركة يوميا منذ مليارات السنين، حتى أصبحت مملة للغاية، ألم تشعر هي أيضا بالملل.. شئ غريب يبعث على الاشمئزاز.. لكنها وهذا هو الأهم تترك لنا بعض الظلال، بعض الظلال التي لاتؤثر".
" ظلال .. نعم .. الظلال .. إذا قلت أنني مجرد ظل يتحرك فلا يخدش حياء ولايضايق أحدا، ظل ليس له تأثير، كلنا ظلال ليس لها تأثير، وهل يكتب أحد ، أي أحد تاريخ الظلال، ..هاها.. ليس للظلال تاريخ، فهي لاتستطيع أن تضاجع امرأة.. وليس لها قضيب، ولم يكن لها يوما تلك المقعدة المثيرة فلاتحتك بالأرضية إذا طلبوها لتمارس الجنس، ولا تشعر بالوردة وهي تسقط على الأرض في حركات دائرية لايمكن تدريسها في أكاديميات الفنون، ولم تسع يوما لتبلل شفاهها بقبلات في الأركان المظلمة، ولاترتدي فستانا بسحاب، ولا تتسلسل كخنفساء عملاقة لتأكل لحوم الموتى، ولا تعرف معنى الرضاعة، ولم ترتاد ماخور مع بعض العانسات، فكيف يكون لها تاريخ!!"
عليه أن يتمنى حدوث فعل من ثلاثة، إما أن يموت الآن وهو جالس على المقعد، أو تبدأ أحداث يوم القيامة ليعترف بجرائمة الخائبة وينتهي الأمر، أو يرحل للضفة الأخرى للكابوس، حيث الحلم، أو تلك الأرض التي يمكن أن يموت عليها مرتاحا، وربما يحتاج الأمر لبعض التوابل، سيتدبر أمرها إذا حدث، لكن على الأقل سيكون الأمر الأخير هو اختياره إذا حدث، فهو ليس مسئولا عن تلك الخيارات الإجبارية التي وقع عليها، اختياره الحقيقي مرهون بلحظة ارتحاله للضفة الأخرى، حيث يمكنه أن يمارس حريته، حريته الحقيقية للحظات قبل أن ينتهي الكابوس والحلم معا، يريد نهاية تليق بالدخول في الحلم، نهاية كالحلم ذاته تأتي وتستمر.
"أنقطع عن العالم، لكني أعي كل شئ.. هكذا يجب أن تكون النهاية" .
ربما كان من المهم الإشارة أيضا إلى أن تحديد الطريقة التي يمكن أن يصل فيها إلى ضفاف الكابوس النهائية كانت مجرد فكرة، ثمة أفكار في العالم ليس لها أدوات محددة للتحقيق، حتى العلامات التي يمكن أن يسترشد بها إلى مجرد بداية الطريق الذي سيسلكه لإنهاء هذا الكابوس لم تكن موجودة أو متاحة بشكل عملي، لكنه في قاع روحه كان يشعر بأنها موجودة بشكل أو بآخر كلغز، لغز عليه أن يقتلع عينيه فيصبح أعمى فلا يستعصي عليه حله قبل فوات الأوان، وقبل أن يطبق هذا الكابوس على روحه فينتزعها، وحين انتزاعها – إذا حدث ذلك – سيشعر بأنه شرب أكبر مقلب في حياته، أكبر مقلب ممكن في الوجود، ببساطة لم يكن لوجوده الصامت والمتكرر معنى سوى أنه سليل أصيل لأكبر فصيلة حمير فاشلة في العالم".
يتطلع إلى التقويم القابع على الحائط الفاشل أيضا الذي لايصلح إلا لعملية تكرارية ليس فيها أي جديد، فهو اليوم تقويم وغدا نفس التقويم وكذلك بعد غد وحتى النهاية، سلسلة متكررة من الإعلان عن تاريخ الإحباط البشري، لاتدركه بقية الكائنات، فهي غير معنية به بشكل أو بآخر، متى أشار هذا التقويم لفشل أكبر، هناك الكثير الحقيقة، لكن حزنه الحقيقي كان في أبريل 1980 حين مات سارتر، وربما في أكتوبر في العام الذي يليه حين مات الرئيس الراحل، كانا متماثلان في تدخين الغليون، الأول أعاد للفلسفة قيمتها، والثاني أعاد للعبث قيمته، يتخيل أحيانا ما الذي سيفعله الرئيس الراحل إذا قابل سارتر في الجحيم، مؤكد أن سارتر بعد جولة طويله في الجحيم سيجده في انتظاره ، سيسأل سارتر الرئيس الراحل وهو يأخذ نفسا عميقا بلا مبرر من غليونه الذي يموت كل لحظة :
- مالذي أتي بك إلى جهنم!
- هاها.. جئت كي أطمئن عليك ألا تعلم أني رب العائلة!!
سيود سارتر لو يطبق على رقبته، لكنه لن يفعل.. سيضحك في برود كعادته إلى مالانهاية ثم يتقيأ ويموت ليفاجأ بالرئيس الراحل مرة أخرى، الذي سيكون عذابه في الآخرة، كأني أراهما الآن
"!

November 11, 2007

فوضى زرقاء


المعذرة لكم جميعا
فقد كانت الأشياء حولي ترقص رقصتها الأخيرة..
كانت الحياة كلها تنفجر وتتناثر
كان كل حب العالم يتبعثر ويتلاشى
كان اللقب الحقيقي لهذه الحالة هو الاكتئاب
لكني اكتشفت أن من قلب الاكتئاب يولد الفرح..
لعله ليس اكتشافا بالمعنى الحقيقي
وإلا كان معنى ذلك أن الجنون يتوسط حلقة الأشياء التي تسكنني
أهلا بكم في موسم الفرح
مع التزامي بأن للفرح معنى مغاير تماما عندي
فهو حالة مؤقتة فقط من التصالح مع الذات
إذ أنني لم أعد أدرك له معنى منذ زمن طويل
أعتز أيضا بأن أقدم لكم مقاطع من الرواية الجديدة قريبا
التي قرأتم عنوانها في الأعلى!
أعتذر مرة أخرى عن الغياب
ولكني لاأستطيع سوى أن أهمهم بتلك التعاويذ الجميلة التي إحداها كلمة
"وحشتوتني"
حبي الدائم

October 29, 2007

عذرا يأ رفاقي هذا موسم الاكتئاب..


الأعزاء.. ليست بي رغبة للكتابة فنحن جميعا في قلب موسم الاكتئاب، كلما تتطلعت إلى كتاباتكم جميعا أيقنت أن جيوش الاكتئاب والاحتقان تحتل مقاعد متقدمة للغاية في قلوبنا.. فأستميحكم عذرا.. ليست لي رغبة في الكتابة إطلاقا، فأنا مشغول بروايتي الجديدة، لكن اسمحوا لي أن أقدم لكم مقطوعة لطيفة من "الغثيان" لسارتر :
" كان الضباب قد انحسر قليلا، وأسرعت في سلوك شارع تورنوبريد، كنت بحاجة إلى أضوائه، ولكني أصبت بالخيبة، كان ثمة نورا بكل تأكيد، وكان يسيل على زجاج الحوانيت، ولكنه لم يكن نورا مرحا: كان أبيض كل البياض بسبب الضباب، وكان يسقط على كتفيك كماء "الدوش".
..
وبحثت فيما حولي عن مرتكز صلب، عن حماية لي من أفكاري، ولكني لم أجد ، رويدا رويدا، كان الضباب قد تمزق، ولكن شيئا ما مغلقا كان يتمطى في الشارع، ربما لايكون تهديدا حقيقيا فهو قد امحى، شفافا. ولكن هذا بالذات هو ماكان ينتهي باشاعة الخوف. واسندت جبيني بالواجهة، ولاحظت على مايونيز بيضة معدة على الطريقة الروسية قطرة ذات لون أحمر معتم: كان ذلك دما. وكان هذا الأحمر على ذلك الأصفر يثير اشمئزازي"
عذرا العالم.. كل العالم حتى أنا في تلك اللحظة يثير اشمئزازي!!

الصورة من :

http://cybermusicalinstruments.com/images/products/EVN4-4black.jpg

October 24, 2007

الألم ..لاتكذبي


مش عارف أقولكم إيه
حبيت أغير كده وأقلب على عبد الوهاب
عبد الوهاب ده حبيبي
يعني ممكن ماأكولش وأقعد اسمعه
اسمعوا لاتكذبي منه
"لاتكذبي
إني رأيتكما معا
ودع البكاء فقد كرهت الأدمعا
ماأهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة
فأنكر وأدعا
وأدعا"
أغنية تعيش
تعيش على طول
تعيش لأن الحاج الشناوي كتبها وهو تعبان..
هي دي النقطة اللي أنا أقصدها
إوعى تندم إنك اتألمت يوم
لأن كتابتك الجميلة منبعها هذا الألم
فليحيا الألم الذي يجعلنا متألقين
- ردا على نورسين وشخابيط وشيرين وفاوست
واي حد مداقش من نهر الألم ولم تهاجمه ديناصورات الوحدة المتوحشة
-للعامية جمالها دائما-
مع إحترامي للفصحى

October 23, 2007

إحساسي




أكتشف الأشياء كطفل صغير
أمسح على ظهر الأشياء كأني أمسح على رأس قط صغير
أحب العصافير الصغيرة.. وتتعلق عيناي بأجنحتها الواهنة وهي تحاول الارتفاع
كلما حاولت حبيبتي
أن تعرف مايدور برأسي
تسقط بجواري مجهدة
عبثا تحاول
ببساطة
لاتعرف أني أعطيتها قلبي
وأصبحت عقلا طائرا مع ذلك العصفور

October 13, 2007

القاتل والضحية


هل يمكنك أن تطلق رصاصة الرحمة على نفسك لتستريح من عذاباتك وجرائمك الغامضة؟
هل يمكنك أن تتوارى عن العالم بعيدا؟
هل يمكنك أن تمحو ذاكرة الأشياء من كل أفعالك الشائنة؟
هل يمكنك أن تعيش الجحيم مرتين مرة على الأرض ومرة هناك بعيدا؟
هل يمكنك أن تعتذر لكل من ارتكبت جرائما لاتغتفر في حقهم؟
هل يمكنك ان تمحو بابتسامتك الزائفة كل الغصات التي تسكن حلوق الجميع؟
هل يمكنك أن تعيد الكون إلى ماكان عليه قبل زيارتك له؟
هل يمكنك أن تعيد إصلاح القلوب التي تحطمت؟
هل يمكنك أن تستمر في الكتابة بعيداعن دماء الآخرين؟
هل يمكنك أن تحل الصمت على العالم فتختفي آهات المحزونين؟
هل يمكنك إعادة كتابة تاريخك المزيف؟
هل يمكنك أن تلملم جراح البؤساء ومن أسأت إليهم؟
هل يمكنك أن تهب من أحببتهم وترك حبك في قلوبهم ألما لاينتهي أن تعيد إليهم قلوبهم القديمة؟
هل يمكنك أن تنتصر على نفسك.. على كبريائك.. على صلفك وغرورك.. وأن ترفع يافطة في الشوارع تعتذر فيها لهم..
هل اعتذارك سيكفي..
المشكلة الدائمة أن القاتل والضحية تبادلا الحب يوما.. فلم تعد تعلم من القاتل ومن الضحية

الصورة من موقع
http://photo.net/gallery/

October 11, 2007

كوووول سنه وانتم طيبين



كل سنه وانتم طيبين
كل سنه وانتم طيبين
كل سنه وانتم طيبين
مغلق لأجازة العيد

October 9, 2007

حكمة الحياة



حكمة الحياة هي:
1- أن لاتكون لديك حكمة!
2- أن لاتكون لديك حكمة ولاتبحث عن حكمة جديدة!
3- أن لاتكون لديك حكمة ولاتبحث عن حكمة جديدة، وأن لاتكون إلا أنت!
4- أن لاتكون إلا أنت!
المشكلة الوحيدة..كما ترى هي..
أنك لاتكون أبدا أنت!!!

October 2, 2007

قفزة السمكة خارج النهر


هل راودك هذا الأمر يوما ما في أحلامك
أحلامك التي أتت من مكان ما
مكان ما هناك...
حيث رسمت للمرة الأولى تفاصيل وجهك
هذا الأمر يتعلق بسمكة
سمكة وثبت خارج النهر لتستقر في كفيك
هذا يحدث أحيانا للبعض..
هل أنت متأكد أن المسألة احتمال؟
احتمال ما بأي شكل من الأشكال؟
إذا كان الأمر احتمالا كما تقول.. وكما تدعي..
فلماذا وقفت في النهر وتوقعت أن تقفز السمكة خارج النهر بين يديك؟
ألا يذكرك هذا الأمر بشئ ما؟
الجبر والاختيار مثلا..
ألم تفكر في الأمر بهذه الطريقة
بأنك تختار ماأنت مجبر عليه
وتجبر على ماستقوم باختياره
وأن المسألة دائما بين بين..
إنها متاهة الاختيار..
إنها شبكة القدر المرسومة بعناية فائقة..
أن توحي لك بأنك قمت باختيارك الحقيقي
بينما كانت الحقيقة عكس ذلك..
وحتى لاتظن أنها مزيفة فأنت أيها البائس تردد بينك وبين نفسك
تلك العبارة المطمئنة، العبارة المورفينية
"إن هذا أفضل اختيارات حياتي؟"!!!

__________________________
الصورة من موقع
http://www.dreamstime.com/fishjump-image186534

September 30, 2007

تاني .. نادي القلوب الحزينة


الأصدقاء والأعزاء
يمكنكم الآن زيارة نادي القلوب الحزينة
فقط تتبعوا اللينك
أكتب قصتك أو أحزانك أو ماتريد في التعليق وسوف أقوم بوضعه في البوست، وعلى ذلك فهو بلوج يكتبه الجميع بدماء قلوبهم، وآهاتهم، ولحظات التلاشي..
هل أطمع أن أبدأ بأي واحد منكم..
أما أنا فسأكتفي معكم بالمشاهده والقراءة والتنسيق ولن أتدخل إلا بتعليقات قليلة
خالص تحياتي وتمنياتي

September 26, 2007

نادي القلوب الحزينة

_______________________________
جمال عبد الناصر إلى جنة الخلد دائما يابطل

_________________________________



" إذا أردت أن تحب.. تعلم أن تحب برفق.. لأنك إذا لم تتقن ذلك.. ستندم إلى الأبد"

هل تعيش الآن.. إذا كانت إجابتك بنعم فلا تكمل القراءة وامض فيما أنت فيه..
أما إذا كانت إجابتك بلا ..إذن :
هل تتخيل أنك تعيش أم أنك تستميت في التخيل أنك تعيش؟
هل ألقيت بورقة طلاق بائن في وجه كل أحلامك القديمة؟
هل تسبح الآن عكس تيار شعورك واحساسك؟
هل ألقيت بقلبك في قعر محيط غير معروف على الخرائط البشرية؟
هل تبكي في الظلام أشباحك التي ماتت وأخذت معها روحك؟
هل تراودك أحلام قديمة حين تكون وحيدا؟
هل تبتسم لخيالات في ذهنك أنت فقط؟
هل تفضل الجلوس وحيدا في أركان معتمة؟
هل تجد في الأطفال مأوى لروحك فتحدثهم بما لايمكن أن تحدث به الكبار؟
هل تخشى أن يقرأ أقرب المقربين إليك أفكارك؟
هل تحلق في السرب؟ في نهايته دائما؟
هل أنت مستسلم الآن لقطار العمر، حيث قطعت تذكرة بلاعودة؟ بلا خروج على القضبان؟
هل أحرقت رداء تمردك؟
هل تفتح عينيك في الصباح على وجه حبيب قديم في مخيلتك أنت فقط؟
هل تغلق عينيك في المساء على نفس الوجه؟
هل تنادي هذا الوجه في بعض الليالي؟
هل تمد بكفيك في الفراغ في قلب الليل تلمس أطياف كفيه؟
حين تأكل لا تتذوق ماتأكله؟ وحين تكون وسط الناس هل تتظاهر بالسعادة؟
هل تشعر بأنك كائن آخر ليس هو الموجود في الواقع؟
إذا كانت إجابتك بنعم على كل هذه الأسئلة فأهلا بك في نادي القلوب الحزينة، وإذا لم تكن فأحذر أن تنضم إلى هذا النادي!
إنتبه من الآن فصاعدا لقلبك جيدا، لاتمنحه لأحد!!.

اللوحة للفنان Daima
http://arthusgallery.com/

September 23, 2007

أن تقف وجها لوجه



أن تقف وجها لوجه
أمام العالم المنزوع الضمير
أمام الشمس التي لاظل لها
أمام قضبان السجان المزروعة على الطرقات
أمام ديكتاتورية الطبيعة
أمام طلقات الرصاص المصوبة إلى عقلك
أمام الأسماك الميتة في نهر أحلامك
أمام فترينات العصر التعس
..
أن تقف وجها لوجه
أمام إحباطات غرائزك الصغيرة
أمام تواطؤ العصافير التي لاتزور نافذتك
أمام خيانة الورود التي تغيب في الخريف
أمام الخرائط التي لم تطأها قدمك
أمام تراثك المحكوم عليه بالفناء
..
أن تقف وجها لوجه
أمام الرياح التي تذروها حروفك
أمام السكون الذي يغتال دمك
أمام القوادين
والجهلاء في الصحف الحكومية
أمام مدافع صمت الآخرين الدنئ
..
أن تقف وجها لوجه
أمام ذاتك المكسورة دون لاصق مؤكد لها
أمام جلاديك في شوارع المحروسة
أمام أمك المختبئة في السماء منذ عقود
أمام مهدك الذي باعه النخاسون بعد أن باعوك
أمام عهود الملائكة التي لم تتحقق
أمام الشياطين السابحين في أوردة أمانيك
..
أن تقف وجها لوجه
أمام عار العالم الذي صنعوه
وأقنعوك أنه عالمك الوحيد
..أن تقف وجها لوجه
أمام كل هؤلاء..
هل يمكنك!!
هل يمكنك؟!
هل يمكنك؟!
يمكنك؟!

الصورة للفنان Storm Thorgerson
من الموقع
http://www.galleryonline.com/

September 19, 2007

عشر قصص قصيرة للغاية


(قاتل)
لم أعرف
لم أعرف أنك تتمتع بصفات قاتل حقيقي..
إلا حين شاهدتك تركض عبر الحقول..
لم تكن تلك المشكلة..
ولم تكن المشكلة صوت لهاثك..
لكنك كنت تطأ بأقدامك رؤوس الحشائش..
..
(إثم)
لأني لاأراكم
ظننت أنهم حشوا السجون بوجوهكم الجميلة
ولم أكن أعتقد أبدا
أن - الأسوأ – هو الذي حدث
كانت السجون قد تم حشوها فيكم!!
..
(بحر)
لم يكن صيد السمك عملا سهلا ذلك اليوم..
كان البحر مغتاظا بشكل واضح
وكان مايفتأ يبصق في وجهي
ولم يترك لي أي علامة توحي بأني مرحب بي لديه!!
..
(الجمال)
سألتني امرأة عابرة..
ولم يكن يمكنني التمييز بين العابرات والقاطنات..
لكني أدركت أنها عابرة، فقد كانت جميلة للغاية
ولم تكن تتكلم..
بل فقط تسأل..
..
(حاسة)
حين سقطت ثمرة مانجو ضخمة من سحابة عابرة..
أدركت أن السحابات بجانب أنها تعلمنا كيف نبكي
تحسن أيضا من حاسة التذوق لدينا..
..
(الحقيقة)
حين استيقظت على صوت عصفور صغير
بجوار النافذة..
كان يحذرني من أن الشمس لاتقول أبدا الحقيقة..
كان القمر هو الذي أرسله..
كما قال..
..
(تبادل)
قفزت سمكة إبنتي من حوضها الزجاجي..
ولم أجد بدا من أن أسبح أنا فيه مكانها بعض الوقت
فيما كانت السمكة تطعم ابنتي
جرعة حليبها الصباحي..
..
(نبوءة)
حين همست العرافة في أذني ..
سقطت ثلوج غريبة على المدينة
وتآكل لوح الشوكولاته الذي أحتفظ به لإبنتي
وذبلت الزهور المطبوعة على قميصها الصغير
وشحب وجه باب شقتي..
وغطت الدموع زجاج نافذتي..
بينما أصدرت الحكومة مرسوما
تنادي فيه بإطفاء شموع الموتى..!!
حينها أدركت بأنني فقدت شيئا ذلك اليوم..
..
( حرية)
غادرت مخدع الحرية
كانت نائمة هناك في هذا القصر
القصر المعلق في السماء
وكان أبوللون يشير إلى شئ ما على الأرض
كانت بصمات أحذية رجال الأمن تملؤها
ومقعد الوالي خاليا
وصولجانه مخضب بالدم
وكانت صفحات الجرائد ممزقة
..
(غادر)
حين غادر صديقي البلدة
لم يترك سوى قفل وحيد صدئ
معلق من عنقه على باب منزله
كلما أحسست بالحنين إليه
تطلعت إلى القفل
الهادئ تماما منذ رحيل صاحبه

____________________________

..........

September 13, 2007

من دفتر أحلامي



لاأعلم ماهو اليوم، استيقظت في دهشة من حلمي،
كان ممتلئا بقوس قزح وأقمار ملونة،
تصاعدت فيه صيحات الأطفال وهم يلعبون،
وكأنني في الحلم تحولت إلى زهرة تحلق فوقها فراشات جميلة تسبح في الهواء.

كتب بورخيس أن الحكيم الصيني زوانج زي حلم يوما بأنه أصبح فراشة وأنه يطير في الحقول ويحلق فوق الزهور، وحين استيقظ تعجب للأمر كثيرا، وتسائل هل هو حقا انسان تحول إلى فراشة، أم أنه فراشة تجلس في السرير الآن تعتقد أنها انسانا؟!

الغريب أنني اكتشفت حين استيقظت أني لست انسانا ولست فراشة، كنت أفكر بأنني زهرة حلقت فوقها فراشة زنج، وان هذه الزهرة تعتقد أنها كانت يوما ما انسانا تحول إلى فراشة واستقر الأمر أخيرا على أن يصبح زهرة.. مجرد زهرة!!.

September 11, 2007

الريح والماء - قصة لإبنتي تسابيح




كان ياما كان فيه فيه عجوزين، عجوزين للغاية، حين فكرا فجأة في أنه من المهم أن يكون لهما من يراعي زهورهما وشجيراتهما وحيواناتهما الصغيرة بعدهما، كانا يتطلعان لبعضهما البعض دون أن يدركا أنهما كانا يتفقان في تلك اللحظة على أمر واحد هو أن يخرجا هناك أمام بيتهما، أمام الماء ويدعوان الله في المساء أن يهبهما هذا الولد.
في المساء تدثرا في ملابسهما الثقيلة وخرجا إلى البحر، وأمام الماء وقفا يدعوان الله أن يمنحهما الولد، وحين انتهيا من دعواتهما، خرج فجأة ولد صغير من الماء، كان جميلا للغاية، وسار فوق الماء حتى وصل إليهما على الشاطئ، أمسك بيديهما، وعاد من حيث أتى، سارا معه دون أن ينتبها إلى أنهم يسيران مثله فوق الماء وكان يسير خلفهما بقية الحيوانات والطيور والأزهار والأشجار، حتى المنزل لم يتركهما يرحلا وحدهما، ساروا جميعا سويا حتى اختفوا هناك في نهاية الماء، فيما غطت سحابة كبيرة الجميع، ولم يعد يسمع سوى صوت حفيف أقدامهم على الماء، هو نفس هذا الصوت الذي نسمعه الآن سويا ياحبيبتي حين تقترب الريح من سطح الماء، إنه صوت أقدام جميع من تركونا ورحلوا إلى عالم آخر، عالم الريح والماء، أخذوا كل عالمهم معهم وهم راحلين، لم يكن يمكن لأن يتخلوا عن هذا العالم. صوت الريح هو صوت أقدامهم ياحبيبتي الصغيرة..
- إيه رأيك في الحدوته..ياتوته..
- حلوه يابابي.. بس ممكن تحكيلي حدوته تانية
- التانية بكرة ياتوته.. يللا ننام كده واحنا بنسمع صوت الريح..سامعاه ياتوت
- سامعاه يابابي
- ده صوت رجلين جدو
وده صوت رجلين ستو
- يعني هم معانا يابابي
- معانا ياحبيبتي معانا.. معانا..
كان صوتي يخفت ويعلو صوت الريح..وكنت أتطلع لنجم بعيد عبر النافذه ، حتى غرقت أنا وهي في بحر الأحلام

كل سنة وانتم طيبن أيها الأحبه




كل سنة وانتم طيبين أيها الأحبه وأجمل من عرفت هذا العام السعيد جدا..
نهى محمود
همسه
فاوستوس
سدرة المنتهى
أمونة
أبو مروان
سهى زكي
أغاني الشتاء
شروق الشمس
فريده مروان
سيد سعد
آية سعودي
سلسبيل
نور
وجميع الأصحاب والأحبة..الحاضرين والعابرين والصامتين.. وكذلك إلى كل الأرواح المحبة للخير في هذا العالم
كوووول سناااااه وانتووووم طايبيييييين
زين

September 5, 2007

الحب



كنت أفكر في ابنتي الصغيرة،
ثم اتاني رنين الموبايل، وكان رمزي يسى يعزف في تلك اللحظة في الإف إم سوناتا ضوء القمر لبيتهوفن،
كانت حبيبتي على الناحية الأخرى من الموبايل
تذكرني بميعادنا القادم هناك في إيزائيفتش في ميدان التحرير،
أكدت حضوري وأنا أتطلع للهواء الناعم الذي يهش وجه المدينة،
اغلقت الهاتف، وتذكرت كتاب "أميرة الثلج" الذي طلبته ابنتي،
توقفت بالسيارة وهبطت إلى مكتبة هاشت في ميدان طلعت حرب،
زخات خفيفة من المطر أتت فجأة لتذكرني بأن ايزائيفتش احترقت منذ عشرون عاما،
وان حبيبتي ماتت منذ خمس سنوات،
من الذي كان يحدثني إذن!!
ابتسمت وتطلعت للقصة في يدي وتذكرت كم كانت حبيبتي تعشق قرائتها لي في أمسيات الصيف البعيد!!

September 4, 2007

ضمير الأشياء



دخلت إمرأة وحيدة صامتة من الباب الذي فتح فجأة إلى داخل الحافلة، كان أمرا عاديا للغاية في هذه الساعة الأخيرة من الليل الصامت، كان الطقس باردا للغاية، لم يستطع السائق المتصلب على عجلة القيادة الدافئة تحت كفيه أن يرى في البداية وجه المرأة، حتى ضوء حافلته الشاحب لم يكشف له عن شئ، كأنه تواطأ معها للركوب، حتى باب الحافلة الذي يتكاسل بشكل غريب عند فتحه، انفتح في سلاسة فائقة، كان في رأيه بابا بلا ضمير، ولكن حين ركبت ورأى وجهها أدرك أن هناك خطأ ما يحدث، لكن لم يعد بإمكانه التراجع، وجهها الفاتن بألوانه الليلية الكاشفة عن مهنتها التاريخية، وتقديمها لقيمة الركوب سريعا وانسحابها إلى قلب الحافلة في الداخل لتجلس في سكون على المقعد الخالي وسط المقاعد الخالية الأخرى، هذه المقاعد التي خلت من الناس، لايدري لماذا اختارت هذا المقعد، لتجلس بعيدا فلا يكاد يراها، كان يشعر بارتياب ما، لقد أخفى الضوء الشاحب وكذلك الباب الخال من الضمير وجهها، وجهها الحقيقي، كأنهما تحالفا ضده في تلك اللحظة، لم يسأل نفسه قبل أن تصعد إذا كان سيقابل وجهها الحقيقي أم غير الحقيقي، لكن هذا الوجه على وجه التحديد، سواء كان وجها حقيقا أم غير حقيقي سيبقى داخل الحافلة حتى محطته، دمدمت شفتاه الباردة بكلمات غير مفهومة، لكن لم يكن لديه حلول أخرى، انطلق صوت الحافلة كاسرا صمت الليل والبرد، وكانت الأضواء تختفي.
اختارت المرأة أن تجلس إلى أفضل المقاعد الممزقة التي كانت تكشف عن عوراتها الممزقة فارتفعت جلودها المهترئة الغامضة إلى الأعلى، وكانت حاشياتها مسكوبة في تكاسل حزين على الجوانب تحكي أسرار ركابها المنسيون، كأنها تحالفت مع كل الأشياء التي خلت من الضمير أيضا في تلك اللحظة، لم يكن هناك أفضل من هذا المقعد ومع ذلك فقد استقبلها المقعد في ترحاب لايتفق وحزنه المسفوح، فجلست وغاصت في داخله، شعرت بالدفء القادم منه فبدأت تغني في صوت واهن خفيض وهي تتطلع إلى اللاأشياء غير الواضحة التي تحوم في الظلام، بينما كانت الأضواء الخجولة تظهر وتغيب فجأة، كانت تغني لحنا قديما، وكان السائق يحاول أن يتعرف على ملامح ماتغنيه لكن لايكاد يصل إليه شئ من ذلك، لايدري لماذا صمت أيضا وأخذ يستمع إلى صوتها الجميلن او بقاياه التي تصل إليه.
لحظات وتوقفت الحافلة، في هذا الظلام وجد مجموعة أخرى من الركاب، كان متأكدا من أنهن مجموعة أخرى من النساء، رفع رأسه إليهن قليلا ليراهن على أنهن من نفس النوعية لكنه توقف مجددا، فليكن، قرر أن لايتطلع إلى وجوههن، مافائدة التطلع إلى الوجوه إذا كان موقفك لن يتغير؟، سيركب الجميع الحافلة، سيتحسسون في حنان تلك المقاعد الممزقة، وسيدخلون من هذا الباب الخال من الضمير.
توقف تماما، وحاول أن يفتح الباب الأوتوماتيكي لكنه لم ينفتح،( إيه هل استيقظ ضميرك فجأة؟)، لم يستجب مطلقا لكل مافعله، كأنه انتقل لعالم آخر فقد فيه كل حواسه، كأن الباب يدور في شوارع الصمت والسكون والظلام، كأن روحه ماتت، كأنه لم يعد موجودا، أو كأنه يدعي في إصرار أنه لم يعد موجودا، كأنه اكتفى فجأة بالمرأة التي دخلت، نهض وحاول أن يفتحه بيديه فلم ينفتح، كأنه قرر أن يظل مغلقا للأبد.
فتح الباب الذي بجانبه وخرج منه، واغلقه خلفه، كانت تلك حركة لاإرادية منه، دار حول الحافله، وتقدم نحو الباب الخال من الضمير من الخارج، من الشارع يحاول فتحه، فلم يفتح، كان الباب قد صمم أن لاينفتح، وقف أمامه مكتئبا، عاجزا عن التصرف، كان الباب قد فقد ضميره تماما، توجه نحو الباب الذي نزل منه، اكتشف أنه انغلق ويجب فتحه من الداخل، وأن الزجاج مغلق هو الآخر، كان قد أغلقه بسبب البرد، كما أن أكرة الباب لاتعمل من الخارج، كأنه أصبح في مدينه تائهه، رجل تائه في مدينة تائهه يخيم عليها الظلام والسكون والبرد، الرفاق اللعينة الثلاث، تحالفوا ضده وهاهو واقف في الخارج يتطلع إلى المرأة الوحيدة في الداخل،الجميلة الوجه، ذات العمل التاريخي، الجالسة على المقعد الذي رحب بها، كانت غارقة في اللاأشياء التي تتكاثر بالخارج، كأنها في عالم وهو في عالم آخر رغم المسافة الضئيلة الي تفصلهما، وفي ذات الوقت تخلق عالمها الخاص بها، لكنه شعر أنهما على حافة عالمين منفصلين، مخلوقات لاتنتمي لبعضها البعض تحوطها اشياء تتسم بالحنان أحيانا، وبدون ضمير أحيانا أخرى، ترحب احيان، وتصد أحيانا أخرى، هاهو قدره قد ساقه إلى أن يكون خارج عالمه الدائم، مقعده وعجلة القيادة الدافئة التي تحتضن كفيه الخشنتين، حتى زوجته لم تكن تستطع احتضان كفيه، فيما كانت عجلة القيادة تفعل ذلك، وبنعومة ليس لها مثيل.
خبط خبطات سريعة متلاحقة تمتلئ بإصرار غريب على الزجاج الغائم، هذا الزجاج الذي يبدو غارقا في بحر لانهائي من العدم، الزجاج هذه الحافة الشفافة، الحافة الرقيقة التي تفصلهما، حافة العالم والعالم الآخر، لايمكن أن تحدد من منهما العالم ومن منهما العالم الآخر، خرجت المرأة من عالمها الداخلي المغلق عليها، انتبهت له ونهضت وهي تبتسم، اقتربت من باب الركاب ومدت بيديها لينفتح الباب فجأة أمامها، كأنه استعاد ضميره المفقود، ليدخل الجميع ضاحكين، وخلفهم السائق الذي عاد لعالمه الذي كان قد فقده من دقائق، يبتسم لها وينسى تماما أفكاره القديمة عنها، ينسى دمدماته وأفكاره القبيحة التي تناوبته لحظة ركوبها، ينسى كل شئ ليتذكر مافعلته، يتذكر مدى عنف الأشياء، ومدى عنف أفكاره، يلعن نفسه في صمت، تبادله ابتسامة وتعود لمقعدها الذي رحب بها في البداية، وكان السائق يتعجب للباب الذي كان ضميره يتحرك منزلقا للأمام والخلف في ذات الوقت، لايأبه إلا لأشياء يعرفها هو شخصيا.

September 3, 2007

أقنعة









أقنعتي متعددة
لايمكن أن أخلع قناعا ليظهر وجهي الحقيقي
نسيت وجهي الحقيقى
أصبح قناعا من تلك الأقنعة
أين جريمتي إذن؟
من وضع على وجهي القناع الأول؟
فليس هناك -للأسف-
ليس هناك
قناع أخير

صباح الازدواجية



كان مفروضا أن نلعب تلك اللعبة مرة أخرى
ولأني كنت كائنا مزدوجا، لعبتها مرة اخرى بشخصية أخرى
ومع ذلك فشلت
مع أنك فشلتي أيضا من المرة الأولى
إلا أنك لم تكررين التجربة
لأكتشف أن شخصياتي تكرر تلك اللعبة مرات ومرات
ولم تكتشف أبدا أنها كانت فاشلة في كل مرة
ترى كيف كنت أرى أني ناجح كل مرة!!

August 30, 2007

تكنولوجيا النساء العاريات


تحولت ثقافة الجنس عبر السنوات الماضية لدى الشباب من المجلات الملونة وأشهرها طبعا البلاي بوي، حيث كانت تمثل كنوزا سرية لدى شباب الستينيات والسبعينيات، وفي الثمانينات ظهرت أفلام الفيديو – أنا مش متأكد طبعا من الوضع في المجتمع المصري خلال هذه الفترة لأني ماكنتش موجود – وانتشرت بشكل فيروسي وبكتيري وارتبطت بالحصول على فيديو لمشاهدتها سواء عن طريق الملكية أو تأجيره، كلنا طبعا شوفنا فيلم "فيلم فيديو" وكان جامد، وفي التسعينيات بدأت تظهر السي دي وأعقبتها شبكة الإنترنت للحصول على تلك المتعة بشكل أو بآخر، ولما المسألة ماعادش نافع فيها الكلام - الناشف - لامؤاخذه، تحول المجتمع كله إلى الزواج العرفي للبنات والشباب، وأصبحت مسألة مثل المجلات أو الأفلام الفيديو او السي دي متروكة للصبية في سن العاشرة والحادية عشرة، ولاأدري طبعا عن الموقف بالنسبة للبنات، وهل كن يختلفن عن الشباب أم لا؟، إنما هذا كان واقع الحال، ولاأدري في الألفية الجديدة ومابعدها مالذي يمكن أن يحدث، إلى هنا والمسألة قد تبدو عادية، غير العادي الآن أنه أصبح بإمكان الصبية أيضا الزواج العرفي وغير العرفي، ويمكنكم بعد التجول في بعض القرى والأماكن المعتمة من التعرف على مايحدث.
أي أن هناك تداول متسارع لثقافة الجنس كلما اتجهنا للأصغر سنا وبشكل أصبح يفوق أي احصاءات أو اسقاطات تنبؤية، وهنا قد أتوقف وأتسائل، مالذي سيحدث بعد ذلك؟ ولايمكنني تحديد إجابة بعينها، مش عارف يعني هاييجي يوم ألاقي عيل بيرضع بيقول أنا عايز أتجوز عرفي!! ..!!

August 26, 2007

أسئلة مشتعلة دائما





(1)
فراشات الحياة السرية
أن تعيش حياتك السرية، فتكتشف أن أحلى أحاسيسك سرية،
وأن أقصى توهجاتك سرية، وأن أعتى لحظات جنونك سرية،
وأن أمتع أحلامك سرية،
حين تغرق في النهاية في هذا الكائن السري الذي تعيشه،
حين تتلفت في النهاية حولك فلاتجد سوى تلك اللوحات السرية التي تملأ العالم حولك..
هل كنت إنسانا سريا إلى هذا الحد الدامي..!!
إذن ماهذه الفراشات التي تحوم هناك..؟!
كيف تطير هذه الفراشات اللئيمة خارج عالمك السري!!
(2)
كرمك الحاتمي
كيف لم أقرأ قبل الآن تلك الأحاسيس الضوئية القادمة من شفتيكي
اللعنة علي إلى يوم القيامة إن كنت أقرأ حروفا فقط من شفتيكي
كيف لم أقرأ قبل الآن ارتعاشات كفيك
كيف تهت عن كل مفاتيح خرائط جسدك
لماذا كانت شفراتك عصية علي
كيف تعاملت معكي ككائن كامل، مغلق،
في الوقت الذي سربتي فيه إلى خارج كونترول جسدك إجابات أجزاءك التي تعاملت معي
كيف كنت بليدا وفاشلا إلى هذه الدرجة،
ومع ذلك كنت تمنحيني الدرجات النهائية في علاقتنا!!
(3)
ديكتاتوريتي تلثم أصابعك
أتحرك نحوك وأهم بترديد مواعظي اليومية عليكي
ذلك حين ألمح أشباح فصولك الباردة واقفة هناك على الرصيف
تضعين إصبعيكي على شفتي
فتسري قبلتي إليهما
فتعود إليكي حرارتك، وتعود فصولك ربيعية
أبتلع مواعظي
وأتحول إلى هذا الكائن الديمقراطي
الذي لم يجد في النهاية سوى ديكتاتوريته لتلثم أصابعك

August 19, 2007

حين غنت أمي



كان يخيل لي أن أمي حين تغني ، تغني لمتخيلين يعيشون فوق كوكب الزهرة، أو أقرب إلينا قليلا، على القمر مثلا أو لبشر يعيشون هناك بين نقطتين مضيئتين في قلب السماء، ولم أكن أظن أن أحدا يمكنه أن يسمعها.
كانت تبدأ في ذلك أثناء إعدادها للطعام في انتظار قدوم اخوتي من المدرسة وكنت أصغرهم، وكنت مستمعها الوحيد، أما فكرة وجود مستمعون آخرون على كوكب الزهرة أو القمر، فذلك لأنني كنت أعتقد اعتقادا جازما لم تستطع أن تفتته الأيام بأن أناسا أجمل منا بكثير يعيشون هناك، وأنهم اصحاب الحق الوحيد – بعدي - في سماع أغاني أمي، وأنه لاأحد على الأرض يمكنه إدراك قيمة غناء أمي، على الأقل في الشارع الذي نقطنه.
بعد انتهائها من أعمالها المنزلية تقوم بإعداد المائدة وتغيير ملابسها، وتضع زهرة بيضاء في شعرها لم أكن أدري من أين تأتي بها، ثم تتوقف عن الغناء، وحين تتوقف أنصت لتلك الخبطات المكتومة التي كنت أسمعها آتية من الحوائط ، وكانت هي تبتسم فكنت أبتسم بدوري، ثم نجلس إلى المائدة ويدخل إخوتي وأبي.
كنت أظن أن تلك الخبطات هي تصفيق هؤلاء الذين يعيشون هناك على كوكب الزهرة أو القمر أو بين النقطتين المضيئتين البعيدتين، وحين يأتي المساء أهرب إلى أحضانها حيث تغني لي في صوت هامس لايسمعه سواي في تلك اللحظة.
وحين ماتت أمي وكنت كبيرا، وايقنت أنني عشت طويلا على الخزعبلات والأوهام التي ترهلت في عقلي، وتأكدت أنا أحدا لم يفتقد غنائها سواي، كان قد مر على وفاتها عدة أيام قليلة، وكنت في المساء وحيدا في المنزل، دق جرس الباب، وكان الظلام مسيطرا، حتى أنه ابتلع كل الظلال التي كان الضوء يتركها هناك على الدرج، وحين فتحت الباب لم أستطع التحقق من ملامح القادم الذي سألني
- انت ابن الست اللي كانت بتغني
- أيوه.. انت مين؟
- مش مهم .. أنا حبيت بس اقولك إننا هناك في كوكب الزهرة نفتقد غنائها للغاية.. البقية في حياتك..!!

August 16, 2007

تماثيل لحمير صغيرة فاشلة




ثمة موهبة ما مخزونة كانت لدى أبي لم تظهر إلا بعد أن تغلبت عليه مجموعة من عوامل التعرية الزمانية والاجتماعية، فركن في المنزل لايخرج منه إلا للشرفة وقد لف تحت إبطه جريدته وشيئا ما آخر لايظهر منها، يتطلع من الشرفة قليلا إلى الشارع ثم يجلس على مقعده فيها ولايخرج إلا حين تغيب الشمس، يخرج وقد لف هذا الشئ المجهول في الجريدة وسرعان مايضعه في خزانته الخاصة بحجرة نومه، ثم يغلقها بالضبة والمفتاح ، ويصر على أن لايفتح أحد ما غرفته في يوم غيابه عن المنزل حين يذهب للحصول على أموال المعاش.
يظل يعمل في الشرفة منذ صحوه حتي يعود منها منهكا، هكذا كل ليلة، حتى مات ذات صباح بارد، كنا صغارا لانأبه كثيرا لما يفعل، لكن بعد أن مات أصر أخي الأكبر على فتح خزانته ومعرفة سر هذه اللفافات التي كان يدسها هناك، لكن أمي رفضت ذلك في إصرار وغضب، وفي تلك الليلة بعد أن نامت أمي اختلسنا المفتاح أخي الأكبر وأنا ، وكان التوتر قد قضى على بقية أنفاسنا فكادت لاتبين، وفي حجرة أبي أوقدنا مصباحا خافتا كنا نتحرك على ضوءه، وبدأ أخي في محاولة فتح باب الخزانة عدة مرات وكان الباب يصر في كل مرة على الإنغلاق، تطلعت إلى صورة أبي على الحائط، كانت ترتسم على وجهه ملامح تلك الابتسامات الحائرة، هذه الابتسامات الغريبة التي لم أستطع فك طلاسمها على الإطلاق، وحين سألت أخي عنها ضرب كفا بكف، وأدركت أنه هو الآخر لايعلم، حتى أمي لم تعلم سببا لتلك الابتسامات الحائرة التي لازمته في سنواته الأخيرة حتى خروجه من العالم الأرضي منذ ترك الوظيفة وحتى مات، سألتها
- ألم تتحول أبدا تلك الابتسامات إلى ضحكات.. لم أره أبدا يضحك ياأمي..
قالت:
- ضحك مرة واحدة في صباح رحيله، قال لي بأنه لايجد فائدة من استيقاظه في الصباح، كأنه كان يعلم بأنه لن يستيقظ بعد ذلك أبدا..
كنت أعلم بأن هناك كثير من الأسئلة التي لم أتمكن أنا أو أخي من الإجابة عليها، لكننا كنا نأمل في أن يكشف لنا مابداخل الخزانة عن إجابات على أسئلتنا، كنا نعتقد جازمين بأن سبب ابتساماته الحائرة يكمن في تلك اللفافات المحفوظة في خزانته، أخيرا نجح أخي في فتح باب الخزانة الثقيل، لملمنا اللفافات التي كانت تملؤها، ووضعناها على الطاولة الخشبية التي استقبلتها في ترحاب، وبدأنا في فكها وقلوبنا تنبض في عنف، وحين فتحناها أخيرا لم يكن بداخلها سوى نماذج مختلفة من الخشب لحمير صغيرة فاشلة، إذن كان يحتفظ في خزانته بكل الحمير الفاشلة التي حاول صنعها ولم يستطع، في الصباح أدركت أمي مافعلناه، فأخرجت كل الحمير الفاشلة وأوقدت فيها النار، وكان رمادها يسقط هناك على أرض الشرفة، في ذات الوقت الذي كانت تأتينا فيه صرخات من الشارع لأناس تحترق فجأة
.

August 14, 2007

صور من بلدنا لسائح أميركي

إيه رأيكم في بلدنا لما تكون حلوة وهادية
دي صور بعتهالي صديق عربي يعيش في أميركا لبعض الأماكن في مصر
كنت باتفرج عليها، وبقول الراجل ده جاب الصور دي منين
أمال التكاتك والناس اللي ماشية بعكس الطريق واللي مش معلقة نمر، ومامعاهاش رخص
والعيال اللي بتشحت عالنواصي راحوا فين
نحتاج أحيانا إلى عين جميلة كي نستطيع أن نراه









August 12, 2007

"بورخيس" صانع الخيال والمتاهات واليقين




يعرف الكثير من الكتاب بورخيس كواحد من أبرز صانعي الخيال والمتاهات في العالم، هذا الذي رأى بعقله مالم يراه الحشد الأعظم من الأدباء وفي النهاية مات ضريرا.
نظر إليه العديد من النقاد والأدباء في عالمنا الذي يتداعى يوما بعد آخر من هذه الناحية، لكن الذي يعنيني هنا هو السؤال الذي طرحه بورخيس على نفسه، وهو كيف يمكن كتابة الأدب في الأرجنتين؟ إن تجربته الروائية – وهو يكتب الشعر والقصة القصيرة – تقترب في كثير من ملامحها من تجربة أديبنا العالمي نجيب محفوظ، بمعنى أنه من المؤكد أن محفوظ طرح على نفسه مثل هذا السؤال، كيف يمكن كتابة الأدب في مصر؟ ربما يتفق الكاتبان في جزء من الإجابة لكنني لاأعتقد أن أحدا من كتابنا الروائيين طرح على نفسه مثل هذا السؤال، فنحن اللااستراتيجيون لانملك هذه الموهبة، ولا إلى هذا الحد من التساؤل، ولابمثل هذا الوضوح في الإجابة، ولا بمثل هذه القدرة على تخطي الحدود!.
لنأتي أولا لمشكلة الخيال في الرواية المصرية، ماهي درجة الاحتفاء بالخيال والخيال الجامح أدعي في الرواية المصرية، لاأجد مثل هذا الخيال لدى أغلب الأدباء تقريبا، ولأدري حقيقة السبب وراء ضمور نزعة الخيال الجامح والمتاهات في الأعمال الأدبية المصرية والعربية بشكل عام، ربما تكون متوافرة في بعض الأعمال الشعرية، لكنها غير موجودة على الإطلاق في الكثير من الأعمال الأدبية.
ربما كان لبعض أعمال كتاب الستينيات نزوع نحو إظهار الخيال خاصة في كتابات ابراهيم عبد المجيد، لكنه وظفة كإطار للعمل، وليس مضمونا في حد ذاته، وصنع الله إبراهيم في (اللجنة)، ولم يلتفت بعد ذلك كثيرا فيما بعد في أعماله إلى تطوير هذه الإمكانية، وسأستبعد هنا أعمال اعتمدت الخيال العلمي كالسيد من حقل السبانخ لصبري موسى، وإن كانت ذات وظيفة اجتماعية، ويلتبس أبعادا واقعية.
المشكلة الأكبر في رأيي أن كتاب أمريكا الجنوبية مثل بورخيس ومن بعده ماركيز وكويلهو استفادوا جميعا من لعبة الخيال التي أطلقت سراحها (ألف ليلة وليلة)، فيما لم نستفد نحن منها كثيرا، بل إن ترشيحهم أو حصولهم على جائزة نوبل كانت هذه واحدة من حيثياتها.
إذا تطلعنا إلى بورخيس فهو قد كتب عن التراث الشعبي الأرجنتيني المتمثل في الكومبادريتو أو المقاتلين بالسكاكين في ساحات أطراف المدن والقري هناك، يمكننا أن نلمح ذلك في مجموعته (تاريخ عالمي للعار)، فيما يمكننا أن نرى شبيه ذلك في حرافيش نجيب محفوظ عن الفتوات المقاتلين بالهراوات.
إذا مضينا بشكل أكبر في تفحص مشكلة الرواية المصرية، لقلت أنها على الرغم من تقدمها للعالمية عبر الكثير من الروائيين، إلا أنها مازالت تفتقد لعنصرين في غاية الأهمية، حيث فكرة العالمية يجب أن تبنى على الخيال الجامح من جانب، وعلى فكرة التسامح من جانب آخر، وهو مايبدو لي كقارئ يأتي من بعيد أنني لم ألحظهما على الإطلاق حتى الآن، لقد قدمنا جميعا للعالم صورة واضحة وغير غامضة عن الحياة المصرية في أدق تفاصيلها وعجائبيتها الحزينة والبغيضة، المفرحة والسعيدة، السوداء والضبابية والزرقاء، لكننا في ظني لم نتفق على رأي جمعي يتضمن مانريد تقديمه للعالم.
إن الديمقراطية في أبسط معانيها وتعريفاتها التي لاتنتهي، تعني الخيارالفردي والشخصي المطلق، لكنها لاتعني أبدا الخلاف الجمعي المطلق، وهو مايزعجني على الساحة الأدبية شأن الكثير مما تعج به حياتنا، فكل يريد أن يصنع مدرسته الخاصة القادمة من الفردية المطلقة، وبالتالي يصبح لدينا آلاف المدارس التي لاتعني واحدة منها لا بالخيال، ولا بالتسامح، وإنما بالواقعية والواقعية فقط، حتى أصبح الكثير من الأدباء ،المصريين ينظرون لأي خيال على أنه واقعية وواقعية مفرطة.. صباح الإفراط الحزين

August 8, 2007

البلياتشو الذي حرق قفاه




الغنا بهدله




"هي الدنيا فيها كام بلياتشو


الزمن لطشو


قفاه حرقه بجاز


الزمن وعده


صدق هاتشو


واهي ضربت شقلباظ"




بيتهيألي الفيلم حلو والأغنية كمان،


وبترجع مدحت صالح لساحة الغنا، بعد سلسلة المسرحيات الهايفة مع الست إياها


بجد استمتعت بيها جدا أنا وبنتي الصغيرة


كل يوم في العربية تقوللي بابي شغل البلياتشو॥


الحقيقة أنا مش فاهم هي فاهمة ولا لأ


بس أكيد مستمتعة زيي بقفا البلياتشو اللي اتحرق بالجاز، الشاعر الجميل أيمن بهجت قمر خللى حتى العيال الصغيرة تفهم يعني إيه جاز!!






August 6, 2007

عن الكتب والحب



الحياة الجديدة لأورهان باموك
على الرغم من أن هذه الرواية نشرت في تركيا عام 1995 ، وتم اعتبارها أسرع الكتب مبيعا في التاريخ الأدبي في تركيا، وعلى الرغم أيضا من أن صاحبها حصل على مجموعة من الجوائز الأدبية العالمية قبل أن يحصل على نوبل، إلا أنها لم تعرف الطريق إلى اللغة العربية إلا بعد إثني عشر عاما عقب حصول أورهان باموك على الجائزة الأشهر على الإطلاق عام 2006.
كما لايمكن التأكيد بأية حال على أن باموك كان ينوي كتابة رواية عن الحب فقط – من وجهة نظره – وتأثير هذا الحب على روح الإنسان بحيث يرتكب أفعالا – حتى حافة الجنون – لم يكن بإمكانه أن يقوم بها في أحواله الطبيعية، لقد استدعى تغير أحوال الرواي أن يعرضه لمسارين مختلفين، أحدهما يتعلق بعلاقته بالثقافة والثاني يتعلق بعلاقته بالمشاعر والأحاسيس وإجمالا بالحب، فعثمان البطل - أو أيا كان اسمه حيث تعددت أسماؤه في الرواية – بطل اجتذبه رحيق لايمكن إلا أن يترك تأثيرا متباينا في حياة الإنسان، هذ الرحيق يتكون في رأيه من الحب والثقافة معا.
يعلن الراوي في مدخل غرائبي " ذات يوم قرأت كتابا فتغيرت حياتي كلها " ، وحين تتقدم في قراءة الرواية قليلا تكتشف بأن هذا الكتاب رآه في يدي فتاة جميلة في مطعم الجامعة، هذا الكتاب يصادفه مرة أخرى وهو في طريقه لمنزله في أحد أكشاك بيع الصحف والمطبوعات، وحين يجد نفسه مدفوعا لشراء الكتاب وتصفحه، يكتشف بأن الكتاب فتح له حياة جديدة موعودة عبر هالة سحرية تظهر مع فتح غلاف الكتاب، تنقلب حياته رأسا على عقب في هذه اللحظة، إنه على وشك أن يهجر كل حياته القديمة ودراسته في الهندسة، يصبح فجأة هائما في تركيا، وفي وديان وسهول الأناضول على وجه التحديد، ومعه حبيبته (جنان) ، بعد أن يرى أن الشخص ( محمد ) الذي كانت تحبه قد قتل رميا بالرصاص في حادث غير مؤكد، فيما كان أبو محمد هذا والذي يدعى دكتور (فاين) قد أرسل خلفه مجموعة من الجواسيس والمتعقبين لمراقبته.
في منتصف الرواية يقول الراوي" دخل البعض في عزلة مع الكتاب، لكن عند بداية الانهيار الجاد، كانوا قادرين على الانفتاح على العالم ونفض حزنهم، كان هناك أيضا الذين حدثت لهم أزمات أو ثورات غضب عند قراءة الكتاب، متهمين أصدقائهم وأحبائهم بكونهم غير واعين بالعالم الذي في الكتاب، بعدم معرفتهم أو رغبتهم في الكتاب، ولذلك ينتقدونهم بلا رحمة لكونهم لايشبهون في أي شئ الأشخاص الذين في عالم الكتاب"، في ظني أن هذا لب العمل، علينا أن نتخيل في تلك اللحظة ماهية هذا الكتاب الذي يمكن أن يحظى بمثل هذا التأثير، خاصة أن لفظة كتاب ترتبط بشكل أو بآخر بالثقافة ، وتأثير الحروف على تغيير العالم.
في جانب آخر يصف باموك أهمية الثقافة قائلا" لكن الشيطان كان غير راض عن سعادتنا، والشيطان هو الذي فكر في المؤامرة الكبرى، واحد من أتباع المتآمر الأعظم كان رجلا يدعى جوتنبرج" وذلك في معرض إشارته إلى مافعلته الكتابة والحروف في تاريخ الإنسانية، وأشار على لسان أحدهم بأن (الحياة هي الكتاب)، وهنا يظهر لنا مأزق هذا العمل فهل الكتاب كان رجس من عمل الشيطان عليه اجتنابه، وبالتالي الحب، وبأن الرغبة في الاكتشاف عمل يتنافى مع الموروث الديني، الحقيقة أن هناك كثير من الأسئلة التي يطرحها عمل باموك، لكن إجابته في النهاية كانت هي الانسحاب وتفضيل الحياة القديمة. يقول في نهاية الرواية "أما بالنسبة لي، جالسا بارتياح في المقعد الأول في الأمام، ناظرا إلى ضوء الشاحنتين القادمتين، أغمضت عيني في ذهول خوف، تماما كما نظرت ذات مرة إلى الضوء الرائع المنبعث من الكتاب، سأنتقل إلى الفور إلى عالم جديد" كان يقصد العالم الذي أتى منه، فلم تكن لديه أدنى رغبة بعد تلك الرحلة المميتة في الحياة الجديدة.
لم تخل رواية باموك أيضا فيمن الاحتفاء بالحياة والأشياء والظلال والأنوار والأحاسيس والنبرات، وقوائم سردية متعددة، فلاتكاد تخلو فقرة من هذه المعاني ، استمتعوا بقرائتها فهي تستحق الكثير!

August 5, 2007

مغامرات ماحدش 3



حبوب منع الحمل،
كوندوم،
بلابيع،
شاي اسود،
شاى اسود مغلي،
قهوة سادة،
قهوة محروقة،
مبولة،
مقعدة قرد (هي اسمها كده يخرب بيوتكم)،
وش مسئول كبير،
اسمه ماحدش..
ماحدش يعرف..
ولاماحدش
وانا وانت..

مغامرات ماحدش 2



(2)
يمكن نفهم،
ويمكن مانفهمش،
أصل احنا مابنفهمش،
ولا احنا باكبورتات،
كل اللي عايز .. ي... إخ خ خ خ خ خ خ
يعمل حاجه فينا،
ولا مين فينا،
ماحدش ده .. عليه حركات،
واحنا برده مابنردش..
بس مابنردش،
اسكت خالص.. مابنردش،
يابني اطرشنا،
مابنردش،
وانا وانت،،
وماحدش،،،
(3)

مغامرات ماحدش 1




الدستور،
الدستور بس،
الدستور وماحدش،
مين عدل الدستور،
الدستور اتعدل ليه،
علشان الاشتراكية.. يمكن..
ماهو مافيش اشتراكية..
ولا عشان بتوع المحاكم
ولا عشان مييييييين؟
ولا عشان احنا ناس مالهاش دعوة..
ماحدش عدله ليه؟
هو اسمه ماحدش
وانا وانت..





إلى صديقي (حميد)

من العجز..
أن أذكرك وأنت بعيد لاتعلم شيئا
ولكن متى لم نكن عاجزين؟!
ومن الحب أن أذكرك وأنت هناك تتنفس الجحيم
من أقوالك الثأرية أن نحرق كل تاريخنا
ومن أفعالك الثأرية
أنك أحرقت تاريخك وحدك
من أقوالك الثأرية أننا يجب أن نخون كل نساء العالم
ومن أفعالك الثأرية
أنك لم تخن إلا قلبك
ولم تخن إلا موهبتك
وحين لم يتبق سوى ضميرك ..
خنته هو الآخر
وأغلقت عليه باب ثلاجة عشرون قدما
وألقيت بمفتاحها في آلاسكا
كيف تكون لك حرارة الكلمات وبرودة الفعل
كيف يكون لك سطوع الشمس وأفول النجم
كيف تكون انسانا جدا
ومنسحبا جدا
كيف تقول الصدق التام
وأنت تعلم أنك تكذب علينا
كيف نحبك حتى النخاع
ونتسائل لماذا أنت هكذا..
خنت قلبك ورحلت وتركتنا
فخانك قلبك هناك
قلبك الذي داست عليه دبابة أمريكية الصنع في العام الثالث والسبعين
وداس عليه عزرائيل حين اختطف منك الكائن الوحيد الذي أحببته
وداس عليه دمك بعد أن تذوق طعم الأوراق الخضراء الجديدة
وداس عليه انسحابك السريع
فلم يحتمل وسقط..
لكنك مازلت حيا تتنفس الجحيم!!
الجحيم!!


August 1, 2007

إعلان هام



ابتداء من هذا الشهر اللعين - ولابلاش علشان نهى محمود ماتزعلش - لكنه ليس فضيلا على أية حال، سوف نقوم بنشر باب بعنوان "ماحدش" وفكرته جاية من الأفراح البلدي بتاعتنا.. قال يعني عندنا أفراح افرنجي!..مش عارف ممكن يبسط مين ويزعل مين لكنه أكيد هايزعل "ماحدش".. تحياتي

إلحقووووووووووووني اتسرقت



صحيت الصبح.. لقيت مراتي بتزعق،
قال إيه؟ الغسيل اتسرق؟
يانهار اسود؟
ومين اللي سرقه..
أكيد الأمريكان..
والأمريكان هايسرقوا غسيلنا ليه..
علشان يعايرونا بيه..
ويعايرونا ليه..
علشان عندنا حاجات وسخة..
وعندنا حاجات وسخة ليه..
حكمة ربنا بقى، إعترض؟..
طب وليه مانضفنهاش.. علشان ماعندناش وقت..
وماعندناش وقت ليه..
هو انا هاحمي العيال وأكلهم واوديهم المدرسة وكمان عايزني أغسل وانت قاعد كده بتلعب في صوابع رجليك ولا نايم وبتحلم أكيد بست تانيه..
هو انت كنت دخلت أحلامي..
عينيك بتلعب وانت نايم..مانت راجل مبصبصاتي..زي عينيك بتلعب وانت صاحي مع الستات الحلوين..
وهو أنا متجوز واحده وحشه..
قول لنفسك؟..
خلينا في الغسيل..
مافيش هدوم تروح بيها الشغل..
ليه ماعنديش غير الهدوم اللي كانت على الحبل ..
كنت غاسله هدومك كلها..
كلها..
أيوه كلها..
كلها كلها؟؟..
أمال كلها نصها..
يعني أنا دلوقت ماحلتيش غير البيجامة اللى أنا لابسها..
أيوه، علشان تترزي وتتهد وتقعد في البيت..
نهضت صارخا وأنا ألعن الأمريكان الذين سرقوا ملابسي وتركوا لي زوجتي الحبيبة

July 31, 2007

كل شهر وانتم طيبين॥ ده مش المرتب!!



الأصدقاء والأعزاء
من حدثوني ومن مروا من أمام الباب
ومن دقوا على الباب
ومن دخلوا من الباب
أعلمكم بأني سعيد للغاية هذا الشهر،
لماذا؟؟
لأنه انتهى أولا..
وثانيا لأني شفتكم كتير برضه وقريت لكم تقريبا كلكم..
صحيح لسه فيه حاجات كتير محتاجة قراءة أكبر وأعمق وأكتر لكن على قد ماقدرت..
كده نكمل أول شهر في تلك المدونة..
أتمنى لكم جميعا كل الخير والمحبة
زين

عقد عرفي



عقد عرفي
قصة قصيرة
كانت تلك المرة الأولى لنا كشهود لعقد عرفي، وكان صاحبنا الثالث هو العريس، كنا جالسين في الحافلة نتضاحك رغم الرطوبة الممسكة بصدورنا، تحاول أن لاتذهب أو تتزحزح، كنا نتحايل عليها بضحكنا وتطلعنا في وجوه الجالسين، استغرقت بنا الحافلة ساعة تقريبا حتى وصلنا، ثم أخذنا ندور في الأزقة والحواري حتى اهتدينا إلى مقصدنا، بمرور الوقت توقف الحوار وأخذنا نقلب البصر في الفراغات المتاحة وساكنيها من الأشياء المتناثرة، كان العريس أكبرنا سنا وكنت متأكدا بأنه يبحث في ذاكرته عما سيحتال به على عروسه الجديدة، هل ينقص من عمره عشر سنوات، أم أنه سيبتلع تلك الحبوب السحرية فتنقص من عمره عشرة أخرى، وكان عليه قبل أن نأتي أن يخضع لعملية صبغ شعر لم تفلح تماما أن تنقص من عمره الكثير، تبقت تلك الخصلة البيضاء في نهاية قفاه، كان يحاول مداراتها وهو يضحك:
- الصبغة خلصت لحد كده !
لم يعرف أيضا ماذا يفعل في تلك التجاعيد الممتدة على صفحة وجهه، إلى أن اكتشف لها علاجا عبارة عن دهان سحري فرنسي يمكنه أن يخفيها تماما، وإن كان الطبيب قد حذره من الافراط فيها خشية إصابته بمرض جلدي عويص، لكن يبدو أنه لم يأبه بهذا التحذير فدفع بالدهان إلى رقبته ليتخلص منها، باختصار كان عمره الحقيقي غير معروفا في تلك اللحظة على الإطلاق، كان قد أنقص من عمره حوالي العشرين عامل أو يزيد قليلا وكان مرتاحا تماما لنتائج ماقام به.
أما صديقي الشاهد الأول، فكان متحيرا بما سيوقع به العقد العرفي الأول في حياته، كان شاهدا فقط، وماضير أن تكون شاهدا، فتسجل اسما ليس اسمك، ووظيفة سرية لاتعمل بها، وعنوان مجهولا ليس له في الحقيقة وجود، وفي النهاية توقع بحروف لاهي بالعربية ولاهي باللاتينية "وإنما تقترب من الصينية - شكلا – مادمت لاتعرفها أيضا"، بذلك يمكنه طمس معالم شخصيته كلها، فلايعرف أحد من في الحقيقة قد ترك توقيعه على هذا العقد!.
أما أنا فلم يكن يضيرني الأمر كله، فقد حسمت الأمر تماما منذ البداية، فالحقيقة ليس لها مكان بين العروسين، وبالتالي فلامعنى لوجودها بيننا وبين العريس، ومادمنا لم نتشرف بمعرفة العروس من قبل، تصبح الحقيقة في تلك اللحظة، محض هراء ودجل "أليس كذلك!"، الحقيقة إذن ليس لها مكان، ولن تكون أبدا مانعني، وهكذا حين دخلت من الباب الذي كان قد فتح ونحن نصعد الدرج وأطلت رأس من فوقه لم أستطع أن أتحقق من ملامحها جيدا، وحين دخلنا منه كنت آخرهم في الصف، سلمت بدوري على اليد المعروقة التي ترك عليها الزمان كثير من الدمغات المتباينة بين حروق وجروح وتجاعيد ذات أشكال واتجاهات مختلفة، كانت لوحة فنية قاسية ليد أم العروس، ورغم ذلك كانت المرأة تجلس في هدوء واطمئنان، تصدر عنها بعض الحشرجات والتمتمات مع ابتسامة غريبة لاتغادر وجهها الغائب في الظلام في نهاية الصالة التي جلسنا بها.
أما العروس فكانت تحاول أن تظهر أكبر قدر من المرح، كنت أشعر ببهجتها الداخلية، وكان نهداها قد برزا قليلا خارج مكمنهما، وكان يمكن بسهولة رؤية بعض العروق الخفيفة التي تناثرت على سطحهما رغم البودرة التي نثرتها فوقهما، وكان فستانها قصيرا يكشف عن قدمين قويتين بضتين لايعيبهما بعض الأظافر المهشمة أو المتآكلة الأطراف، وربما لم تلاحظ هي ذلك، وكانت سنتها الأمامية بها جزء مكسور مع بروز خافت فيها يضفي على وجهها الأحمر بعض البلاهة الخفيفة، لكنها كانت تبدو جميلة، وكنت أدرك أنها قدمت عرضا جيدا للعريس ولنا.
كنت جالسا أملأ ورقة العقد العرفي، وكنت أدرك أنه لاتوجد كلمة واحدة حقيقية فيه، حتى اسم العروس لاأدري لماذا انتابني احساس غامض بأنه ليس اسمها الحقيقي، توقفت قليلا عند تاريخ وفاة زوجها السابق الي كان يبدو أنه لم تمر عليه عدة أسابيع، وحين قدمت لنا الشاي والحلوى أدركت بأن كل شئ معد للمرح والضحك، كان كل شئ مضحكا ومزيفا، أو مزيفا ومضحكا، وكان هذا الأمر في حد ذاته أقوى الأشياء التي دفعتني للابتسام، حين اقترب العريس من رأسي وكانت معه رأس صاحبي الشاهد الثاني أيضا:
- هل في العالم حقيقة أحسن من كده..
هززت رأسي الذي كنت أراه منفصل عما يحدث، فقد قال لي صديقي فجأة أيضا:
- إيه العلاقة بين العريس والعروسة وأم العروسة وبيني وبينك في هذه اللحظة؟
أدركت أن صديقي أيضا كانت تنتابه نفس الأفكار، كنت متأكدا تماما أنا وصديقي بعد أن قمنا بالتوقيع أن لاشئ، لاشئ في هذا العالم يستحق أن يكون حقيقيا، حين يتعلق الأمر بممارسة رغباتنا لايمكننا البحث في تلك اللحظة عن الحقيقة، لكني كنت متأكدا من أن ابتسامة المرأة العجوز الماكرة الغريبة، كانت هي الوحيدة التي يمكن أن أدعي بأنها حقيقية لدرجة الرثاء.

July 30, 2007

من أشعار كفافيس



هذه بعض من أشعار كفافيس من خلال كتابه :
مختارات من ديوان كافافيس
شاعر الأسكندرية (1863-1933)
الترجمة الكاملة عن اليونانية للدكتور نعيم عطية


1- أيام الغد تقف أمامنا مثل صف من الشموع الصغيرة الموقدة، شموع صغيرة ذهبية حارة ومفعمة بالحياة.
( شموع – ص 20)
2- مثلما يتصرف الملوك – هكذا قالوا – بل ذهب .. يخلع جلبابه الموشى بالذهب ويلقي بخفه القرمزي ثم ارتدى مسرعا ثوبا.. بسيطا وتسلل خارجا مقلدا بذلك الممثل، الذي عندما ينتهي العرض.. يبدل ثيابه ويرحل.
(الملك ديمتريوس – ص 22)
3- ذهبت إلى الملك ارتاكسيركسيس.ز فأدخلك إلى بلاطه مرحبا.. يعرض عليك أقاليم، وماشابه ذلك، يوليك حكمها.. فتقبل منقبض النفس شقيا.. هذه الأشياء لاتريدها.. بل أشياء أخرى تطلبها روحك، وعلى غيرها تبكي.
(الولاية – ص33)
4- لاتتردد أن توقف ركبك، لاتتردد أن ترجئ كل قول وعمل، لاتتردد أن تنحي جانبا.. أولئك الذين يحيون وينحنون(سوف..لاتراهم فيما بعد)ولينتظر مجلس الأعيان أيضا.
(الخامس عشر م مارس – ص ص 34،35)
5- عندما تسمع في منتصف الليل فجأة، فرقة من المغنين، تمر في الطريق، غير مرئية،بموسيقاها الصاخبة، بصياحها الذي يصم الآذان، كف عن أن تندب حظك الذي ضاع، وخطط حياتك التي أخفقت، وآمالك التي أحبطت، دع عنك التوسلات غير المجدية.
(عندما تخلى الآلهة عن أنطونيوس – ص 35)
6- إذا كنا قد حطمنا تماثيلها، إذاكنا قد طردناها من معابدها فهذا لايعني على الإطلاق، أن الآلهة قد ماتت.
(أشياء منتهية – ص 36)
7- يتبعه اليونانيون (اليونانيون!) فيما يرى وفيما يفعل
دون مناقشة أو جدال
بل ودون حاجة إلى انتخابات بعد الآن:
فهم يتبعونه، ويتبعونه في كل الأحوال.
(هيرودس أتيكوس – ص 41)
8- يجب أن تكون الكتابة كالمعتاد باليونانية، لامبالغات أو اطراءات طنانة – لانريد أن يأخذ حاكم الولاية الأمر على محمل سئ، فهو على الدوام يتشمم، ويبعث إلى روما بالتقارير – ولكن العبارة يجب أن تتضمن بالطبع تكريما استحقه.
(محب للهيلينية – ص 41)
9- لذا هرع إلى الاحتفال أهل الأسكندرية
يملؤهم الحماس يهتفون
باليونانية والمصرية، والبعض بالعبرية يهللون
مفتونين بالمشهد الجميل
على الرغم من أنهم يعرفون قيمة كل ذلك حقا، ويدركون كم هي جوفاء ألقاب الملوك.
(ملوك الأسكندرية – ص 43)
10- مضى بجشع يكنز ذهبا وفضة، وراح يحملق في الثروات التي تخطف أكوامها ببريقها ناظريه.
أما بالنسبة للانشغال بالبلاد، وتصريف شئونها، فلم تكن لديه أدنى فكرة حتى عما يجري حوله.
(أورفيرينيس – ص52)
11- لابد أن نهايته على نحو ما دونت، لكن هذا التدوين قد فقد، أو ربما مر التاريخ بهذه النهاية مر الكرام، ولم يكترث حقا أن يسجل شيئا بمثل هذه التفاهة.
(أورفيرينيس – ص53)
12- هذا أفضل، على أي حال، لأنه وهو يرقد في هذه المدينة الساحلية، ميتا، سوف يظل أقرباؤه يأملون دوما أن لازال حيا بين الأحياء.
(في مدينة ساحلية – ص 69)
13- لم ينزعج نيرون عندما سمع
في ديلفي نبوءة العراف تقول:
"عليك أن تخشى الثالثة والثمانين"
إنه في الثلاثين، والمهلة التي منحتها له الآلهة
مديدة، فلا داعي لأن يشغل باله منذ الآن بما يدخره له الغد من أخطار السنين
(نهاية نيرون – ص 71)
14- على أن كاهنات معبد دلفي، بعد أن تلقين الهدايا، انتابهن القلق، عما سيطلب منهن تقديمه مقابل هذه الهدايا القيمة. وقد استخدمن حنكتهن كلها ليقررن من من الإثنين، من ذينك الاثنين، ستصدر النبوءة في غير صالحه ومن ثم يجب أن يتقى غضبه.
(رسل من الاسكندرية – ص 73)
15- بكلام وتظاهر، وأحابيل، سأصنع لنفسي درعا فائقا، أواجه به الأشرار دون أن ينتابني منهم خوف أو خوار.
سيؤيدون الإضرار بي، ولكن مامن أحد يقربني سيعرف أين تكمن جراحي، وأين نقاط الضعف في، تحت درع الخداع الذي أرتديه.
(إيميليانوس مونائي، السكندري – ص 77)
16- هذه الغرفة، كم أعرفها، تؤجر الآن. هي والغرف المجاورة، مكاتب تجارية، البيت أضحى كله محال سماسرة، وتجار ، ومقرا لبعض الشركات.
(شمس الأصيل – ص 82)
17- تواعدنا على اللقاء بعد أسبوع، أسبوع لاأكثر....
ولكن ياللقدر، صار هذا الأسبوع الدهر كله.
(شمس الأصيل – ص 83)
18- ولكن الأسى الوحيد الذي عرفته حقا هذه المرأة الطموح،
وتكاد تكون هذه حقيقة مؤكدة، الأسى الوحيد القاتل، الطعنة النجلاء التي لم تتلق غيرها
(على الرغم من أنها لاتعترف أبدا بذلك)
أنها لم تفلح، رغم كل دهائها،
في الاستيلاء على المملكة.
(أناه كومنينوس – ص 85)
19- يا أيها الشجعان الذين حاربوا.
دون أن يخشوا أولئك الذين خرجوا من كل الحروب منتصرين.
لاتثريب عليكم إن كنتم قد هزمتم، فلم يكن الخطأ منكم، وبكل إباء وجلال هزمتم.

(أولئك الذين حاربوا من أجل الوحدة الأيونية – ص 97)

20- صفوة القول :
" أني أسجل عليكم عدم الاكتراث بالمقدسات"
قال ذلك بطريقته المهيبة!
قال "عدم الاكتراث " تصور!
ولكن مالذي كان يأمله في النهاية؟
فليهتم بتنظيم أمور الكهنوت، قدر مايحلو له.

(يوليانوس يسجل عدم الاكتراث – ص 99)

July 25, 2007

احلم




احلم
احلم
وحقق وابتسم
وتعالى فى حضني واترسم
واحلم كمان
بفيونكه حمرا صغيره
ماللى جرى
كانت عيونه مسبله
فاتحلى سكة واسبله
كانت شفايفه مسبحه
وحته منهم مسبحة
احلم معايا
بيوم جديد

July 24, 2007

من جوال أشعاري - صباح ثوري




فى الصباح
تمسح عيناي سطح النهر وأنا أسير فوقه سريعا
ألمح عيناك هناك شلال من السكون والطمأنينة
أتوقف لحظات
أناديك وقلب يقفز بين ضلوعي كطفل صغير
أمام المعبر الأخير ألمحك قادمة ترتدين اللون الأحمر
أحببت اللون الأحمر من أجلك
وتعلمت أن أكون ثوريا
وتعلمت أن أحبك
تعلمت أن أكون ثوريا يحبك
أما أنت فحين تفارقيني
تتركين داخلي ذلك اللحن الثوري القديم
فلا أستطيع أن أتحرك
وأنسى أنى كنت فوق النهر
أعود لأرى بركانا من الحب والرغبة الهادرة
أتحول لكائن آخر
كائن يعشق
كائن يحب
كائن يمتلئ بالثورية واللون الأحمر
كائن يمتلئ بعينيك
عينيك أنت فقط من دون النساء
أنت يا صاحبة اللون الأحمر
أيتها الغيورة حتى النخاع
والمحبة حتى النخاع
والأنثى حتى النخاع
وحريقي حتى النخاع
أحبك
أنت فقط من دون النساء
فأنت امرأة حتى النخاع