December 27, 2007

إليك ياصديقي الشاعر الصغير ..إليك وحدك


كنت أعلم جيدا حين جلس بجانبي أنه قد باع دمه عدة مرات للتو واللحظة، ليس بهدف أن يحصل على بعض الأموال لينفقها على نفسه، فلقد أتاه زوارا من الصحراء فجأة ليركنوا إليه في المدينة بعض الوقت، فلم يجد سوى هذا الطريق ليفعل ذلك، فقد كنا في نهاية الشهر ولم يكن قد قبض مرتبه البسيط بعد، ولم يكن على استعداد للتنازل عن كبريائه ليطلب من أحدا بعض الأموال على سبيل القرض، كان ممتقع الوجه لايكاد صوته يخرج من بين شفتيه، وكان يدعي بأنه قد أكل لتوه طعام الغذاء وكنت أعلم أنه لايقول الحقيقة، كنت أرى روحه هناك ماثلة أمام عيني تكاد تتلاشى فجأة।

لم أجد أعتى منه في كتابة الشعر، ولا في همس الحيث ولا في صفاء المشاعر، إلى صديقي الشاعر الصغير الذي أكد لي أن الأنبياء الجدد غير متواجدين في كتب سماوية!

December 20, 2007

إلى نائل الطوخي مع التحية


نائل الطوخي لمن لايعرف كاتب رائع صدرت له روايتان من قبل هما «تغيرات فنية» و«ليلى أنطون»، وأخيرا صدرت له رواية جديدة تحمل عنوان "بابل مفتاح العالم" وهي رواية قصيرة غرائبية।

يسعدني للغاية هذا النوع من الروايات الذي يحاول أن يعيد تشكيل العالم من وجهة نظر فلسفية معبأة بوجودية
أعلم أني انتظرت طويلا حتى أكتب عنها لكن ذلك لمقدراتي التي لاأملكها،
لأنها لاتكتفي برأيها في العالم الذي ولد مشوها لاعتبارات بيولوجية واجتماعية فريدة،
لكن نائل يعيد وضعها أمامنا كأنها ذاكرتنا الوحيدة، ويحاول فيها إعادة تشكيل العالم لكنه في النهاية يجد أن العالم الذي خلقة كان أشد تشوها مما بدأ به العالم الحالي، كأنه يعلن أننا حالة ميتافيزيقية مشئومة ومقدرة سلفا، فلايمكنك أن تضع بصمة كبيرة على العالم كله - تعلم عليه كما في العامية المصرية - دون أن تحدث هذه البصمة قدرا من التشويه لايقل عن التشويه الأول।

إنه يمارس اللعبة ذاتها بشكل إنساني من خلال شخصيات ثلاث تحمل جينات هذا التشوه، لكن أين هي الإنسانية إذا كان قدرنا محكوم بتيمات قدرية مطلقة، والخروج عن هذه التيمات يعني أجنة مشوهة، ووجوه مشوهة، وأخلاقيات - إذا كان لها اعتبار - مشوهة، وقدر مشوه، كل الشخصيات لعبت نفس الدور القديم، وبشكل أقسى مما بدأ به العالم، فكيف لعالم محكوم سلفا بالتشويه أن يعيد بناء نفسه بشكل جمالي فلايحصل في نهاية الأمر إلا على عالم أكثر تشوها، هذه الرواية على قصر عدد أوراقها، إلا أنها تحمل نفسا فلسفيا وجوديا ماأحوجنا إليه في ظل هذا الركام من الأعمال التي ليست لها قيمة على الإطلاق.
أيضا من جماليات هذا العمل اللغة الجديدة التي كتب بها، فالسخرية تزدحم متراصة في طوابير غير مستقيمة في أنحاء الرواية التي تشبه "شقة عالمحارة"، وهي العالم الذي يتحدث عنه نائل، فهو عالم قاس لاسبيل للفرار من قدريته، كأنه مكتوب في اللوح المحفوظ أن نظل كذلك، على الرغم من كل أفكارنا المتعلقة بالهروب منه إلا أننا موشومون بهذه الطريقة في التفكير والرؤية والحديث والإنصات، موشومون بانطباعاتنا عن الآخرين، موشومون به في رسم مستقبلنا الغامض، موشومون بفراغنا اللانهائي، موشومون حتى في لحظات الجنس، موشومون في لحظات الفرح، أين هو الفرح، إنها مفردة معطوبة ومملاة لغة لافعلا.
هذه الرواية من النوع الملهم Inspired
لماذا هي كذلك، لأنها نص مفتوح يدفعك لأفكار أخرى وجديدة، وليست رواية ذات حبكة مغلقة، بمجرد أن تنتهي منها تلقيها جانبا، أو تحرك داخلك بعض الانفعالات التي سرعان ماتذوي، فالأمر ليس كذلك لديه بالمرة، إنه يدفعك لمزيد من التساؤلات والصياغات التي لاتلتزم الواقع المعاش منهجا، بل هي ضده على الخط المستقيم، إنها عبثية بيولوجية جديدة، هذا ماأستطيع أن أقوله عنها، تمنيت أن لاتنتهي فقد ملأتني بأسئلة ميتافيزيقية جديدة عن العالم وكينونته وصيرورته!!
العزيز نائل ..أنتظر عملك القادم صديقي العزيز الذي لن يكون أقل توراتية عن هذا العمل الجميل।

كل سنه وانتم طيبين


الأعزاء
كل عام وأنتم بخير
ومتألقين
ومنورين
رغم كل شئ هاتفضلوا منورين
مهما كانت جحافل الظلام كتير
ومهما كانت آلامكم
هاتفضل أحلامكم هي الهادي وهي الطريق
خالص محبتي وتقديري

December 6, 2007

إغلاق النوافذ


ركبت سيارتي في الصباح وأغلقت النوافذ..كان كل شئ في الطريق بارد ومعتم..حتى الأطفال الصغار المحشورون في الميكروباصات نائمون أو ساكنون تماما بينما غابت عني ملامحهم..مرة واحدة..مرة واحدة فقط ..لمحت هذا الكائن الصغير النائم تماما في سيارة المدرسة التي كانت تسير بجوار سيارتي وقد تعلقت حقيبته الزرقاء بكتفيه، لاأدري كيف التقطته عيني رغم الريح والسماء الزرقاء النائمة أيضا، لكنه كان نائما تماما غير عابئ بأي شئ..كان يبتسم وهو نائم يحلم بملائكته، فيما كان بقية الأولاد والبنات مستيقظون يصرخون، أما هو فكان نائما بشكل عنيد فيما كانت الريح تعبث بنا جميعا في الخارج.. أضغط على فرامل السيارة بعنف فتزأر فيما كان قط صغير يعبر الطريق غير عابئ بعشرات السيارات التي تركض من حوله تحولت بعيني بعد برهة فوجدته مازال نائما يبتسم..وكانت نافذة سيارتي مغلقة..

مع الاعتذار للكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد الذي له مجموعة قصصية بنفس العنوان

الصورة من :
picasaweb.google.com/.../NwYYUDgKkQiFSfnXUyeZyQ

December 2, 2007

إلى نهى محمود


العزيزة نهى محمود
صاحبة كراكيب
نداء عاجل لكل من يعثر عليها..
لم أفهم معنى نفاذ الغرض من المدونة..
الغرض ياصديقتي الجميلة هو الكتابة وبناء مجتمع من التسامح والتشارك في الأفكار والمصير..
هذه أفكار لاتنتهي ولاتنفذ ياصديقتي ..
عودي من التيه الذي يفرضه علينا بعض الأغبياء..
عودي من أجل حمارك الأزرق
وارضيتك الزرقاء
وأصحابك من ذوي الدم الأزرق
وتدشينا للفوضى الزرقاء القادمة
الكلمات تتوقف أحيانا..لكن الحب لاينتهي..
فأغراض الكتابة لاتنفذ..
لاتنفذ..
لاتنفذ..
لاتنفذ

الصورة من
blogs.gelman.gwu.edu