November 9, 2008

العالم الآخر والفراشات



ألاحظ اليوم بكثير من الدهشة البريئة ذلك الكائن الذي يطير بين الزهور الصفراء والزرقاء الكبيرة، لاأعلم على وجه التحديد اسما له، لكنه كان شبيها بقمر ينتمي لعالم آخر، حجمه دقيق للغاية، يمتلئ ظهره بدوائر حمراء وبيضاء وسوداء، ألوانه الثلاثة المتناقضة تحجب كينونته الحقيقية عني، تحجب عني مدى علاقته بهذه الزهور الملونة، يطير في رقة متناهية، بينما أحاول طاقتي أن ألمح أجنحته الشفافة الجانبية، التي كانت ترتفع وتنخفض في سرعة لايمكنني ملاحقتها، كنت ألهث سريعا من محاولة حساب عدد حركات أجنحته لكني كنت أفشل سريعا أيضا.
أحسبه ملاكا جديدا ينضم لطابور الملائكة التي امتلأت بها مخيلتي الحمقاء ذات السرعة العالية في معالجة أفكار مستحيلة، لا تدعني هذه الأفكار أهنأ أبدا حتى بشروري الصغيرة، مثل الركض وراء الصراصير البنية وقلبها على ظهرها لبرهة ورؤيتي لها وهي تفرفر وتضرب بأقدامها الكثيرة في الهواء، هل كانت تختلق هذه الحركة التي كنت أراها قريبة الشبه بحركة أخي الصغير النائم على ظهره يضرب بكفية وقدميه الصغيرتين للغاية الهواء أيضا، كان هناك شبها غريبا بينهما، رغم أنهما ينتميان لعالمين متناقضين، لكننى كنت أفترض أن هذه الصراصير هي أبناء عمومتنا ، وهذا الافتراض كان لايمكن أن أصل إليه لو كنت أفكر بطريقة عاقلة، لكن أقدام هذه الحشرة الكثيرة المتلئة بشعر من نفس اللون كانت تجعلني أضحك، كانت أقداما صغيرة للغاية وكثيرة أيضا للغاية، أما هذا الكائن الدائري الملون فكانت تلك هي المرة الأولى التي أراه فيها، تحمله الريح في هدوء فيدور على نفسه عدة دورات حتى يستقيم إلى الوجهة التي يريدها، وحين نفخت فيه ارتفع قليلا في الهواء، كان يرتفع ويهبط ويتمايل طبقا لاتجاه نفخاتي، كنت أحاول النفخ بقوة، وكنت أشعر بأنه سعيد باللعب معي، حتى اختفى فجأة، أدقق على سطوح الأزهار وبين أورا الشجر الكيفة لكنه كان قد اختفي، اختفى تماما.
حاولت التحديق بين جذور وسيقان الأزهار المتشابكة، لكنني كنت أجد الظلام دامسا للغاية هناك، بينما تنغرس يدي ذات الأصابع الصغيرة وتختفي تحت الأوحال، أوحال الطين المتراكمة بفعل أمطار الليلة السابقة، تغوص فيها تاركة خلفها فقاعات هوائية على سطح الماء، فقاعات صغيرة لاترى وفقاعات أكبر تحبس داخلها صور صغيرة لي تتناثر على سطح الماء الغليظ بفعل الرمال الطينية المختلطة به، كان الظلام كثيفا في المسافات المطمورة في الأسفل، لكني لم أتعب أو أتراجع، كانت بعض الزهرات الصغيرة الصفراء تسقط تحت قدمي وركبتي فتنسحق في الأوحال البريئة الساكنة، الساكنة تماما، التي لايسكنها سوى تلك الجذور التي تحاول الصعود لسطح الرؤية، كأنها كانت تريد أن ترى العالم هي الأخرى، وكانت قدمي الصغيرة حين أقف أجدها تشكل خطوطا ومنعرجات لاتنتهي، إلى أن عثرت على الكائن اللطيف واقفا هناك تحت تلك الزهرة البيضاء الوحيدة على بعد عدة مسافات قصيرة عني، كأنه اختار كوكبا آخر ليقف عليه، وكان بجانبه كائن آخر من نفس النوع، كأنهما اختارا معا هذا الكوكب الأبيض الصغير المنزوي بين الكواكب الصفراء والجذور ليقفا عليه، كانا ساكنين تماما، إلى الحد الذي شعرت معه بتوقف كل الأشياء عن الحركة، كأن الحياة كلها توقفت هناك، لتبوح لي بسر لم استطع أن أفهمه أبدا، صمت هائل ليس له حدود، فبدأت أتراجع سريعا وأنا أتخيل أنني أتسبب في كوارث لاحصر لها، كوارث كونية متداخلة بسبب ماتفعله قدماي وكفاي، وحين بدأت في التراجع كانت الجذور والسيقان تلتئم من جديد، تتراجع إلى ماكانت عليه هي الأخرى قبل مجيئي، وأخيرا انغلق العالم الذي انفتح أمام عيني، كأنه لم يكن موجودا من قبل.

August 13, 2008

بدون صورة

أدور في كل بلاد العالم
لاأكاد أتوقف
اركض لاهثا
كل شئ فاقد للمذاق

فقدت حاسة التذوق أخيرا
كنت أتمسك بها إلى أن أدركت أن كل شئ مر
وأن المذاق سيكون ثابتا لن يتغير
أين منكم من يدلني على نبع يحمل كل مذاقات العالم؟

July 16, 2008

الكلام والحرية


تعلمت أن الحرية أولها كلام
الحرية لدينا أولها كلام وآخرها كلام
ولاشئ آخر
كيف تكون فنانا دون حرية
كيف تكون عالما دون حرية
كيف تكون مواطنا دون حرية
كيف تكون إنسانا دون حرية
بالطبع لن يتكلم أحد
لأنهم يخافون الحديث عن الحرية
ولايفهمون ماهي الحرية وماهي قيمتها
لأنهم اصبحوا عبيد ذواتهم
وبعضهم يريد ويبحث في الأحاديث الجانبية
الحرية أصبحت تأثير جانبي لشئ اسمه الرغبة في الكلام
لا يدركون أبدا أن الكلام كان أول مزايا الحرية
في مجلس الشيوخ اليوناني القديم منذ مايزيد عن 2000عام
كانت الجلسة تفتتح بكلمة حاجب المجلس
من يريد أن يتكلم
..هههههه
لاأحد يريد أن يتكلم في الحرية
الكل يريد أن يتكلم في همومه الشخصية
لم يعد الوطن سوى مجموعة من الهموم الشخصية
صباحكم نادي!

July 9, 2008

لاصق الأحلام لايعمل جيدا


إعادة لأول بوست نشرته يوم 12/7/2007بمناسبة مرور عام على مدونة تسابيح
كان البحر ملتحما تماما بالسماء في تلك اللحظة الخيالية، لايمكنني تحديد أيهما السماء وأيهما البحر، كأنهما كائن واحد غير منفصل، لولا خمس نقاط ضوئية خافتة، تتلاشى أحيانا وتظهر أحيانا معلنة عن نفسها أنها موجودة بشكل ما، على الناحية الأخرى إلى يساري كان لسان المنتزه يمتد إلى البحر، وكان خيالي يكمل صورة الأشجار السوداء المتناثرة على سطحه ككومة كبيرة معلقة في الهواء بعيدا عن الأرض بأمتار قليلة، وكانت جذوعها مختفية تماما بفعل الأضواء الشديدة القادمة من أسفلها، فكانت تبدو وكانها متكأة على تلك الأضواء الطافية من أسفلها، كأن الأشجار ترفرف بعيدا عن الأرض، وكنت أحدثها في هذه اللحظة عما أراه أمام عيني، عن البحر الملتصق بالسماء وأمواجه الهامسة التي كانت تحكي شيئا للريح لايمكن إدراكه، كأن أحدهما يغوي الآخر، إلا أنها قالت لي فجأة بأنها لاتحب البحر وبأن أخيها قد مات فيه منذ أعوام قليلة ماضية، وصمتت قليلا تلتقط أنفاسها، فيما كانت تسقط كل الأشجار المعلقة بالأضواء ، وكانت الأضواء نفسها تتفجر وتتلاشى وكأن البحر قد بدا صراعه في التخلص من السماء، وكانت الأضواء الخمسة تنحنى لتظهر كخيط ضوء طويل أحمر اللون، وكان صوت الموج يعلو والرياح تزمجر في عنف معلنة عن قوتها، كانت كل خيالاتي تتفكك وتسقط أمامي، وحين عاد صوتها الشاحب للهمس مرة أخرى معتذرة عما قالته، كنت أرى السماء تنفصل تماما عن البحر، وكانا يتصارعان الآن على من يحتل الخطوط الأمامية من نهاية العالم، كنت أعلم تماما الآن بأن لاصق الأحلام لايعمل جيدا هذه الليلة!!

July 5, 2008

في الصيف لا أكتب.. فقط أتصبب عرقا


لأني مش لاقي حاجه أكتبها

قلت أدعوكم على ندوة لدماء أبوللو

الأربعاء القادم بمكتبة مبارك العامة بالدقي بشارع الطحاوية على النيل5.30 الساعة
بعد الظهر يوم 9/7
وحيث أنني متوقف عن الحراك والتنفس منذ مطلع الصيف ولأني شخص غير صيفي تماما
فقررت أجوس في البلاد مثل الوطواط وسوبرمان
اللي يقدر ييجي أهلا وسهلا واللي مايقدرش أهلا وسهلا
واللي عاوز نسخة من الرواية وماخدش أهلا وسهلا
تحياتي وتمنياتي

June 14, 2008

أصدقائي الخونة



هل يمكن أن يكون اصدقاؤك خونة
أصدقاؤك من البشر والأشياء
ألا تعتقد أن أشد أعداؤك ضراوة هم من كانوا أصدقاؤك يوما
ألا تعتقد معي أنك ممكن أن تنام ملئ جفونك إذا كان خلافك مع أعداء طبيعيين
ولن تنام أبدا إذا كان خلافك مع أصدقاء سابقين
ألا تعتقد مثلا أن الأشياء التي أحببتها يمكن أن تتحالف ضدك يوما ما
سيارتك إذا قامت بحادث
ورقة كتبت عليها بعض شئونك الخصوصية ووقعت في يد أعدائك
الورقة كانت صديقتك يوما ما
هل هناك حل لأن يكون أصدقاؤك هم أصدقاء أبديين
وليسوا أبدا
أصدقاءك الخونة؟

June 3, 2008

فيه حد مش متضايق





إيه اللي مضايقك


  • إنت
  • اللي بتحبه
  • فكرة الحب نفسها
  • الفلوس - مامعاكش فلوس
  • - قارفينك الأصدقاء
  • الأهل-تاعبينك وزانقين عليك
  • الشغل وحش
  • الزملاء
  • المكان مزنق عليك وخانقك
  • الوطن، احساسك بالانتماء بيقل
  • مشاكلك الشخصية لاتنتهي
  • القدر مستقصدك
  • مافيش حاجه ماشية معاك صح
    **********
  • اختار
  • بعض من دول

  • كل دول

  • ولا حاجة من دول

    *******

    طب في رأيك ..إيه الحل

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    حاجة تفقع مش كده

  • May 24, 2008

    تسابيح اتخرجت من أولى ابتدائي ياولاد



    نزولا على رغبة الجماهير العظيمة - ماعرفش ليه يعني- نقدم اليوم تهنئة كبيرة قوي لإبنتنا الجميلة الصغيرة تسابيح على نجاحها الباهر الذي حققته في أصعب سنوات الحياة الدراسية وانتوا عارفينها طبعا..
    لأ مش ثانوية عامة
    الأصعب
    أولى ابتدائي يابهوات بتقدير اكسلنت
    هي قالتلي اكسلان يابابي
    وطبعا لأني مش ابن ذوات مافهمتش حاجه
    المهم خرجنا وجبنا عروسه كبيييييره قوي
    عملتلها زحمة عالسرير
    وتعالى شيل يابابي
    طيييييييط
    افرحوا ياولاد

    May 22, 2008

    حزب راديكالي تقدمي جديد



    المدونين حزب راديكالي جديد في مصر..
    مصر اللي بنحبها كلنا ومكويين بنار حبها..مصر اللي بنحبها وبنحلم بيها..
    لو افترضنا ان مطلوب مننا نشارك بشكل منظم في بناء نهضة مصر..ونكون حزب مثلا
    فهل أنتم مع تكوين هذا الحزب أم ضده:
    1-نعم .. أنا مع تكوين حزب من الشباب فقط المثقف
    2- لأ..لست مع الفكرة لأسباب خاصة
    3- شوفلك حاجه تاني إحنا مالناش في الكلام ده كفاية نتكلم
    وممكن تبعتوا لكل الناس تسألوهم
    بس حاجه بسيطه خالص
    تحياتي

    May 20, 2008

    عن العبد لله!!



    نزولا على رغبات الجماهير العظيمة - تقولش هتلر بيخطب- نبضات وفاتيما وكثير من الأصدقاء المدونين، نعلن نحن العبد لله واحد من صعاليك مصر المحروسة،
    الممسوسة،
    المهووسة بأن بطاقاتنا الشخصية
    السرية
    والعلنية
    تحتوي على مايلي:

    هواياتي : من الأفضل أن لاتكون لك هواية- بداية ماتطمنش خالص مش كده-، وإذا كانت لك هواية في كتابة الروايات زي حالاتي كده - ودي حاجة مزعجة جدا-، فالمشكلة ستكون أعمق في حياتك، لن تشعر بالراحة على الإطلاق، الثقافة فعل يجبرك على الصدام مع السلطة، ومع كل ماهو خارج عن ناموس الحياة، فعل تحريضي تماما، لكن رحمة الله واسعة إذ جعلني أعشق الموسيقى خاصة الكلاسيكية، والشرقي القديم، وأحلى هواية لي وهي هواية متركبة – تقولش مركبها في معمل-، حين أجلس في حديقتي الصغيرة استمع لعبد الوهاب أو باخ –سيان- وأجلس لقراءة عمل أدبي ,احتسي فنجانا من الشاي وسيجارة، ثم أغرق في التهويمات الداخلية، إنها اللحظة التي أنتظرها دائما فأنفصل فيها عن الحياة، وأعيش في عالم آخر ، أعيش حياة لايعلم عنها أحد شيئا، إنها لحظة حياتي الحقيقية التي لايعترف بها هذا العالم!
    هواياتي الحقيقية:القراءة- الكتابة – الموسيقى -الشطرنج بحكم الجوائز اللي أخدتها-
    ثانيا اشهر عيوبى : أستطيع ابتلاع كل أنماط الشخصيات، دون أن أملك القدرة على العصبية، في الليل، في الهزيع الأخير من الليل، يمكنني أن أبكي متخلصا من كل ماله من وطأة فوق قلبي، متسامح إلى الدرجة التي تجعل بعض الناس يشكون في قدراتي العقلية، لكني أحيانا، ماأكون ثورجيا فظيعا، حين أشعر بأن العلم أو الأدب قد تعرضا لطعنات من جاهلين، وحين أشعر بأن السلطة تستغفلنا.. السلطة من الآخر بتستغفلنا، برضه الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة واللي بيجيلي على هيئة وسواس قهري، لأن الرواية هي الاهتمام بتلك التفاصيل.. لكني أيضا أتسامح!
    ثالثا حاجات بكرها جدا.. أنا ثم أنا ثم أنا..نرجسي حتى في الكراهية
    رابعا حاجات بحبها اوى ومش بمل من تكرارها: علي الحجار – عبد الوهاب- فيروز:أي ابتسامة أشوفها على وش أم حمادة فراشة مكتبي وهي بتدعيلي .. وتتمنى أن ترى ابنها مثلي ..بابقى عايز أقولها والمصحف انتي واخده في مقلب!
    خامسا سؤال بيستفزنى جدا ؟ لما يجيني واحد طوله مترين وعمره تلاتين أربعين قول خمسي ستين سنه ويسألني أقرا إيه يادكتور عشان أبقى مثقف؟ بالذمة ده سؤال.. طبعا مافيش فايده أبدا؟
    سادسا امنيتى فى الحياه : أن أكتب الرواية كأني أعزف وأن أعزف كأني أرسم.. وأن أرسم أساطيرا جديدة للعالم
    سابعا حاجه مؤمن بيها جدا : أقدارك ترسم بقدر أطماعك..كلما كنت أقل طمعا في الحياة كلما كانت أقدارك رحيمة بك.. إعشقها تماما فتهبك ماتريد!!
    ثامنا اكثر حاجه فاشل فيها: إني أعزف بيانو.أخدت ميت كورس ومافيش فايده..بس تعرفوا ألذ حاجة إنك تعرف إنك فاشل ومع ذلك تستمر ..هو أديسون أحسن مني يعني..فشل 1799 مرة..لما أبقى قده هاأبطل!
    تاسعا وظيفه بحبها : كل حاجة اشتغلتها حبيتها..وكل حاجة حبيتها إديتني زي ماإديتها..الحاجة الأخيرة اللي عاوزها إني أتفرغ للرواية وكتابتها تماما وأن لاأعمل في أي شئ آخر!
    عاشرا وأخيرا وصلت للنهايه مثلى الاعلى فى الحياه : دون كيشوت.. لأنه قاتل أوهامه قبل الحقيقة.. إذا استطعت أن تتغلب على خوفك وأوهامك ستكون أفضل انسان في الحياة!
    امرر التاج الى
    صديقى العزيز فاوست الفيلسوف الصغيرر
    الفنان التشكيلي الصغير سيد سعد صاحب مكسرات
    القاصة الجميلة المتمردة سهى زكي وياريت بنتها اللي تجاوب معلش بقى!
    ابنتي وتلميذتي أمونة صاحبة مدونة شخابيط
    مي بهاء صاحبة القصيدتين الجامدتين قوي صاحبة مدونة نص دستة

    لمزيد من التفاصيل عني يمكن الرجوع للينك التالي :
    http://www.awttar.com/modules.php?name=News&file=article&sid=1493

    May 17, 2008

    وديعا تماما دون مبررات محكمة



    الآن بعد هذه السنوات..
    انتهى كل شئ..
    كل شئ أصبح كالرماد الذي حاول الوقوف في وجه الريح..
    وجه الريح الذي لايترك شيئا خلفه..
    وجه الريح الذي لايمكن رؤيته..
    وجه الريح هذ اللعين غير المرئي..
    كان قلبي قد توقف عن الخفقان..
    أصبح قلبا وديعا دون مبررات محكمة..
    ولم يكن قلب حبيبتي أقل من قلبي وداعة..
    أصبحنا كليلة استسلمت للنهار..
    النهار الذي حاولنا التمرد عليه..
    وفي النهاية عشقناه..
    هكذا الحياة..
    إن لم تستطع أن تتمرد على قدرك اعشقه..
    بمرور الزمن أدركت أنني أعشقها هي ولكن دون تمرد..
    اكتشفت أنني أعشقها..
    أعشقها وكفى!
    ليس مسموح لي بخطوة أخرى خارج دائرة العشق الساكن..
    تعلمت أيضا أن اعشق أقداري..
    نعم..نعم..
    أنا أعشق أقداري..
    أعشق أقداري أيضا بلا مبررات محكمة!
    أنا الكائن الوديع تماما..
    ذو القلب الأكثر وداعة..
    كل شئ وديع الآن في العالم
    ولكن..
    دون مبررات محكمة!
    الصورة من:

    May 4, 2008

    من منا ليس في حاجة للوحدة أحيانا!



    من أصعب الحاجات
    إني ألاقي حد حاسس إنه وحيد..
    واكتشفت إنه مش حد واحد..
    اللي حاسين بالوحدة ناس كتير قوي؟
    كنت باسأل نفسي ليه؟ ليه الناس بتحس بالوحدة بالذات؟
    صدقوني ماكانش فيه فرق في النسبة
    بين اللي عايشين عزاب ولا المتجوزين ولا حتى اللي بيحبوا..
    يمكن كانت عالية أكتر عند المتجوزين..
    لكن - ولأني دكتور وده غصب عني- كانت نسبة هامشية لاتستحق التوقف..
    الوحدة مرض من أمراض العصر الحديث..
    فكل شئ يسير بسرعة حتى العواطف..
    ليس هناك تمهل في الحب كما ليس هناك تمهل في الأكل..
    كل شئ يركض سريعا..
    سريعا كقطار يركض فوق جثثنا الوحيدة..
    عايز كل واحد يقول لنفسه ليه هو عايش وحاسس بالوحدة..
    الإجابة أول الطريق للشفاء..
    وعلى الرغم من ذلك.. أكثر العظماء لم يستطع التخلص منها تماما..
    لماذا..
    لأننا في حاجة للوحدة أحيانا!
    محبتي

    April 29, 2008

    مروه ناجي..تذكروا هذا الإسم جيدا


    مروه ناجي شابة مصرية جميلة
    من بساطتها يمكن لعينك أن تعبرها دون توقف
    متى تتوقف
    حين تسمع صوتها
    إنها أم كلثوم الجديدة
    بالصدفة..الصدفة البحتة قادتني لساقية الصاوي
    كانت تخيم على كآبة عادية للغاية مثل التي تخيم عليكم أيضا فلاتعلمون إلى اين المسير؟
    لقيت نفسي في ساقية الصاوي بالليل
    قعدت سمعتها
    تحفة
    تحفة إلهية
    أم كلثوم على ليلى مراد على ورده حاجة كده من بتوع زمان
    وبرضه من بتوع دلوقتى الجمال زي شيرين كده
    المهم
    الحكاية ومافيها إنها أطربتني حتى النخاع
    حفلتها القادمة في مايو في الساقية أيضا
    يمكنكم الحكم..هاتلاقوا جمهور كتير
    بس فعلا
    موهبة بجد
    تحياتي
    وأهو كله فن

    April 27, 2008

    وهم المتجوزين عملوا إيه؟



    من المواقف
    اللي مش طريفة خالص
    انك تضطر أحيانا ترد على مكالمات من النوع الحريمي
    خصوصا قبل ماتروح البيت
    المهم تنسى المكالمات
    وتروح تتغدى وتنام
    وهى - المدام طبعا- بشوشة في وشك وعادي خالص
    والعيال بيجروا وبيلعبوا..
    وحماتك اديتك تليفون جميل وقالتلك يابني وياعينية؟
    حلو كده..
    فجأة تلاقي اللي بيزغدك في جنبك وانت نايم
    تفتح عينيك وتقوم تفز من النوم تلاقيها قدامك
    خير يامدام
    مين دي اللي اسمها سوسو اللي على موجودةعلى التليفون بتاعك
    سوسو مين
    هي بغيظ طبعا، مانت أصلك بتستهبل - في نظرها طبعا-
    أهو بص
    تبص انت في الموبايل وطبعا مانتش شايف حاجة
    مانت كنت نايم؟
    وتحلف بكل اللي ماتوا لك انك ماكلمت واحدة اسمها سوسو
    بس على مين ياحلو
    انت كلمت سوسو؟
    كلمت سوسو ولا ماكلمتهاش؟
    تقدر تنكر؟
    وينتهي الموضوع وهي بتأكد على الحكاية..
    إنك تعرف واحدة اسمها سوسو..
    زمان كانت الزوجة هي اللي بتروح لأمها مش كده؟
    طبعا انت عارف مين اللي بيروح لأمه دلوقت؟
    قابلني لو هاتفلح!!

    - مقتبس من بلوج جديد كنت ناوي افتحة وبعدين لقيت الأفضل كله يفضل في تسابيح

    April 19, 2008

    هم المصريين جرالهم إيه؟




    أشاهد واقفا أمام ستاد القاهرة
    سيارة نصف نقل تمتلئ على آخرها بعمال شركة حكومية
    جميعهم يرتدي فوق رأسه أشكالا مختلفة من الطواقي والقبعات
    ذقونهم جميعا غير حليقة
    لكنهم يبتسمون
    تتوقف السيارة في الإشارة تأتي أمامها سيارة مرسيدس جديدة ، تفتح الإشارة ينطلق سائق النصف نقل بسرعة
    تتحرك المرسيدس أمامه ثم تتوقف فجأة دون مبرر
    يخبطها السائق من الخلف مع صرير فرامل وصراخ
    يسقط بعض العمال الجالسين على حواف السيارة الخارجية إلى الأرض
    صاحب السيارة المرسيدس يهبط وهو يتطلع للسائق ثم يخرج مسدسا
    "آى والله مسدس"
    السائق ينهار ويضع رأسه بين كفيه
    في الخلف الجميع يهبط يحاول أن يحمل الساقطين الذين اختلطت دماؤهم بالأسفلت الأسود اللامع غير النظيف
    صاحب المرسيدس يضع المسدس على رأس السائق
    "يعني بدين أمك هو أنا ناقصك
    صرخات من الخلف إصابة خطيرة لإثنين
    " تصدق بالله لو ماكنت سواق كنت فرغت ده في نافوخ أمك
    لم أفهم مطلقا هذه العبارة..!
    "ياأمه" يصيح أحدهم من الألم
    ينتهي الموقف العبثي بعد دقائق
    عربة الأسعاف وصلت والمرسيدس جالها الونش
    الاسعاف ترفض حمل الرجلين
    لم يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق
    المرسيدس حملها الونش وذهب
    تركت سائق عربة الاسعاف يتجادل مع السائق
    فيما حمل أحدهم الجريحين إلى أقرب مستشفى

    كان أحدهما ينتع من قلبه
    "يا أماااااااااااه"

    April 16, 2008

    أن تكون نرجسيا أحيانا؟!





    أعتذر عن التأخير في الكتابة لكني أردت أن أكون نرجسيا بعض الشئ اليوم وأنشر حوارا قامت به معي السيدة الشاعرة الجميلة شريفة السيد، ونشرته في عدد كبير جدا من المدونات والمنتديات على الإنترنت وفي بعض الصحف العربية
    !!فليكن ..اليوم للنرجس
    احترامي لكم جميعا

    الأسطورة والسحر.. في رواية "دماء أبوللو"
    حوار مع زين عبد الهادي



    (الجزء الأول)
    - أكتب الرواية لكي أشعر أنني إنسان، إنسان واحد وليس جزءا من آخرين.!
    - لأني لاأستطيع التمرد على قدري فإن علىَّ أن أعشقه..!
    - الرواية هي روح هذا المجتمع، وهي الإنسان في بحثه عن حريته وفردانيته.!
    - حتى الذين حصلوا على أهم الجوائز الأدبية لم يتخلصوا من عيوب الكتابة.!
    - أضع نفسي مكان القارئ وقت الكتابة.. لذلك أكتب ما يمتعني ويمتعه.


    حوار مع زين عبد الهادي..... أجرته: شريفه السيد
    مثلما كانت رواية (دماء أبوللو) للدكتور زين عبد الهادي محتشدة بالأسئلة الكثيرة التي تبحث عن إجابات.. ذهبت إليه محتشدة أنا الأخرى بأسئلة تتعلق بالكتابة الروائية وبالإبداع عموما، وعلاقته بالإبداع العلمي عنده باعتباره أستاذا لعلم المعلومات في جامعة حلوان المصرية.. ذهبت محتشدة بأسئلة أخرى تتعلق بروايته الأخيرة التي أحدثت جدلا كبيرا في الشارع الإعلامي والثقافي.. وعلاقتها بروايتيه السابقتين (التساهيل في نزع الهلاهيل) و(مرح الفئران).. وهل لها جزء ثانٍ في خطته القادمة .. ولماذا اتجه لاستخدام الأسطورة فيها.. ولم يكن ذلك مطروحا من قبل في إبداعه..
    سألته أيضا عن الحقائق والمجردات، واكتشفت أنه رجل يختنق من عالم مزدحم ومتخم بالملصقات الإعلانية التي تغطي سماء الشوارع في مدننا، حين أشار إلى ديناصورات عصر المعرفة، وعالم التكتلات الصناعية العظمى.. ووصلت معه في النهاية إلى أن الرواية هي المخلِّص والمَخرج الوحيد من هذا الكهف الذي حُشرنا فيه مع تلك الديناصورات الملونة.
    الدكتور زين عبد الهادي يكشف أسرار الكتابة عنده.. من هنا بدأت الحوار التالي معه:
    - نعرف أن دماء أبوللو ليس عملك الأول، وقد قرأت روايتيك السابقتين.. أرى أن أعمالك السابقة ليس بينها وبين هذا العمل أي علاقة على الإطلاق، هل أنا على حق؟
    - أولا: ليس بالضرورة أن تكون هناك علاقة بين جميع أعمالي إلا إذا كانت أجزاء لعمل كبير وضخم مثلا...
    ثانيا: الحقيقة كما تعرفين أنه ليست هناك حقيقة على الإطلاق، فكل شيء في هذا العالم قابل للشك، وجميعنا كبشر نملك تراثا أسطوريا عريضا، الكثير من الروائيين يرتحلون إلى أرض الأسطورة يوما بعد آخر، فكما لا يمكن لنا أن نعيش كبشر دون أن نشرب الماء، فلا يمكن لروائي أن يكتب دون أن يقرأ الأسطورة ويعيها ويهضمها ويعيد إخراجها للعالم، أرى الأمر هكذا في الكتابة، من هنا كانت دماء أبوللو التي تستغل الأسطورة في السرد الروائي كمرحلة أكبر وأعلى تكنيكيًا وفنيا من وجهة نظري.
    لكن العلاقة بين أعمالي السابقة وهذا العمل على وجه التحديد هي علاقة روحية أكثر منها علاقة شكلية، إنهن – رواياتي- هن بنات أفكاري، يحملن أفراحي كما يحملن أحزاني التي أطرحها على الصفحات البيضاء للعالم، إنه أنا هذا المهووس بآلام البشر، جميعنا يبحث عن سر الآلام، عن نهاية لها، لكن كما تعرفين، لا نهاية لما هو غير مؤكد.
    - ما السر الذي يدفع أستاذا لتكنولوجيا المعلومات إلى الكتابة الروائية، فكما أعلم فإن تجربتك طويلة في تكنولوجيا المعلومات، فما هو السر وراء اتجاهك للكتابة الروائية؟
    - لست متأكدا تماما من أن هناك أسرارا وراء اتجاهي، فالأمر ليس جديدا في عالم الكتابة هناك علماء هم في نفس الوقت أدباء، ولكن دعيني أحكي لكِ شيئا حدث لي حينما كنت طالبا في قسم المكتبات والمعلومات بآداب القاهرة عام 1977، كنت جالسا في هذا اليوم على السور الحجري المواجه لقسم الفلسفة، أشاهد عن عمد سقف السماء الذي كان مكشوفا أمامي، وكانت حبات المطر تتساقط من ثقب ما هناك، حين سقطت بين يدي فجأة ورقة تمتلئ بحروف زرقاء، كانت قصة قصيرة في نصف صفحة عن فتى حين يهبط غرفته يجد أن الماء الآسن يرتفع فيها كل ليلة دون أن يفعل هو أو ذويه أي شيء، حتى أتى اليوم الذي غطى الماء الآسن رؤوسهم دون أن يفعلوا شيئا أيضا، شيء ما جعلني أرتعد، قبلها كنت أعمل في كثير من المهن وكنت أقرأ بشكل مستمر، لكن ما حدث في تلك اللحظة جعلني أدرك أن مصيري بشكل أو بآخر ارتبط بالكتابة، أنا أكتب منذ زمن طويل، لكن مسألة النشر لم تكن تعنيني، إلى أن أدركت أنه قد حان الوقت، لا أستطيع القول بأنني تأخرت طويلا، لكنها الحياة، تلقي بسفننا على الشواطئ التي تختارها لنا، إنه قدري، وبما أنني لا يمكن أن أتمرد على قدري فعلي أن أعشقه!
    - بالفعل للكتابة في البدايات عيوب كلنا يعرف هذا.. ويدركه مع الوقت .. بعد الرواية الأولى والثانية هل أدرك زين عبد الهادي عيوب الكتابة عنده وتلافاها في دماء ابوللو.؟
    - أنا لم أتخلص من عيوب الكتابة الروائية بعد، ويسيطر عليَّ هاجس أحيانا؛ بأنه حتى أولئك الذين حصلوا على أهم الجوائز الأدبية لم يتخلصوا من عيوب الكتابة، لكنني أحاول إخراج أفضل ما لدي، وهذا هو المهم، أحاول المشاركة في المسيرة الثقافية للحياة التي بدأت بكتاب الموتى وتاريخ هيرودوت، وقبلها تلك الرسومات التي كانت على جدران الكهوف، إنها الأمل الوحيد – الحروف والرسومات والموسيقى – الأمل الوحيد في البقاء والوجود، نحن وجوديون شئنا أم أبينا، ومُدَّعون أيضا، وآلهة صغيرة في ذات الوقت.
    - إذن كيف ترى دماء أبوللو من وجهة نظرك وأنت مؤلفها..؟؟
    - دماء أبوللو رواية بسيطة للغاية، هذه هي المرة الأولى التي يتحقق فيها أمامي المبدأ الذي يقول: كلما كانت الفكرة بسيطة كلما كانت جميلة، روح الإبداع في البساطة، حتى في العلم كلما كان المبدأ العلمي المكتشف بسيطا كلما كان أكثر إبداعا، ربما هذا السبب، وبما أنها عمل بسيط فقد وجدت طريقها سريعا بين الروايات العديدة التي ظهرت هذا العام.
    - علمت أن دماء أبوللو باعت في الليلة الأولى من عرضها في السوق 150 نسخة.. وكانت ليلة رأس السنة الميلادية بالتحديد ... هل كنت تتوقع لدماء أبوللو كل هذا النجاح..؟
    - أنا واحد من محبي المتعة في الفن، بجانب الفن للحياة، لا يمكنني قراءة عمل غير ممتع، أنا أضع نفسي مكان القارئ وقت الكتابة، وأعتبر نفسي ناقدا فنيا وناقدا أدبيا وناقدا اجتماعيا وقت كتابة النص.. لذلك أكتب ما يمتعني وبالتالي يمتع القارئ. أحاول أن أشرك القارئ في متعتي بحروفي التي أدعي أنها صادقة.. والصدق يتبعه التصديق.. لا يمكن أن تكون صادقا ولا يصدقك القارئ.
    - هذا هو عملك الثالث.. فما السبب وراء انتشاره وذيوع صيته دون أعمالك الأخرى؟
    - لا أستطيع الإجابة بشكل حاسم، لكنني أكتب منذ الثمانينيات، لم أهتم إطلاقا بمسألة انتشار عمل أو عدم انتشاره، لقد أصدرت ثلاثة روايات من قبل، يمكن القول بأنها روايات التجريب، لقد كنت أجرب، ولم أكن مؤمنا تماما بأهمية ما كتبت أو عدم أهميته، فهذه المسألة أتركها للقارئ، خاصة وأن عالم الرواية الآن عالم مزدحم للغاية، لا يمكنك أن تدعي فيه ما هي أفضل رواية، فلكل عمل جانبه الشيق والجميل والإبداعي، كل عمل أيضا له عيوبه، وأعتقد أن البساطة في دماء أبوللو هي سر نجاحها أو انتشارها كما تقولين.

    - من يقرأ النص يتوقع أن الراوي الطفل هو أنت.. ما مدى صحة ذلك وهل لعبت ذكريات الطفولة بقلمك وقت الإبداع الروائي.؟
    - أصدقك القول .. "دماء أبوللو" عمل مشهدي، امتلأ بكثير من المشاهد والتفاصيل خاصة حياة الصغار في مدينتي الساحلية، الكتابة عن حياة الأطفال مسألة في غاية الصعوبة، لكنها ممتعة بالنسبة لي، فأنا لم ولن أتخلص من الطفل الذي بداخلي إنه أنا، أنا الطفل الذي يقف أمام العالم مندهشًا من كل شيء ، حتى من العادي.
    وقد أردت أن أعيد بناءَ الحياة بعد الهزيمة مباشرة، أعيدها في شكل طفل هو بطل القصة الذي يُترك وحيدًا في المدينة بعد الهزيمة؛ حيث يواجه أقداره وهو متجاذب الأطراف بين أبوللو هذا الإله جالب الفرح والشمس، والراهبة اليونانية كريستينا، التي كانت كهفه حين يضيق العالم، وعمه خُضير الذي يتسكع معه في الشوارع بعد نهاية المدينة، حيث يغرق في الخمر ويتوه ويتمزق بين عشيقته وابنته من عشيقته السابقة، وخيالات أسرته التي لا تفارقه وبين أصدقائه الصغار.
    - وما الذي استثار حفيظة طفلك لكل تلك الأسئلة التي تموج بها الرواية..؟
    عندما تموت المدن وتحتفل بانتهائها، فلا تعود المدينة مدينة، إلا في عقول من عاشوا فيها، أما هي فقد تغيرت تمامًا، تشوهت ملامحها، انهار بحرها، وانهارت الحياة اليومية التي كانت تقطنها، انهارت الشوارع فخلت من الباعة والمارة والمتسكعين، حتى السماء أصبحت سماءًَ متجمدة، سماءً بلا طيور أو حتى سحابات تداعبها، هكذا استثيرت حفيظة هذا الطفل في محاولة جاهدة لفهم العالم المتغير من حوله.. وإيجاد مبررات لهذا التغير الكبير إلى الأسوأ.. لأنه لا يزال يتلبس مبدأ الفضيلة ببراءة الأطفال التي نعرفها. البراءة التي يتم خدشها وإيذاءها أحيانا.. لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي .. بل لا بد أن تتأمل ما يحدث وتحاول إيجاد تفسير له.
    - حين أنهيت قراءة "دماء أبوللو" أدركت أنها لم تنته بعد، فالنهايات مفتوحة على مصراعيها، فهل هناك أجزاء أخرى لها؟
    - أجزاء أخرى؟!.. حسنا.. دعيني أكشف لك سرا.. نعم.. الجزء الثاني منها يحمل عنوان "أبوللو وظلال الآلهة" ولا أدري إن كان سيصدر هذا العام أم في العام المقبل، لقد أنهيته منذ عدة أسابيع، لكنه مختلف تماما عن الجزء الأول الممتلئ بالتفاصيل..
    الجزء الثاني يحاول التعمق في أصول الأفكار والنظريات، المشكلة التي تواجه الروائي في العمل هي كيف يجعل ذلك الشيء ممتعا، الرواية يجب أن يستمتع بها القارئ ويجب أن تدفعه للتفكير في مناطق جديدة، ربما لم يفكر فيها من قبل، لكنك لن تفعلي بها شيئا بعد ذلك، المهم أنني أكتب وأعبر عما يدور حولي من متناقضات..

    - هل لدى زين عبد الهادي الروائي طموح معين من وراء الكتابة الروائية تحديدا ؟
    - لم تستطع روايات كثيرة أن تغير العالم، فقط البعض القليل، هل يمكنني أن أفعل ذلك، لا أدري، أتمنى، وأحلم مثل البقية من إخوتي الروائيين، فنحن جميعا نقف في طابور طويل، وعلى الأقدار أن تختار أحدًا منا لتدفعه للأمام قليلا كل فترة، لا أعلم ما الذي يمكن أن يحدث، لكني في هذه اللحظة مخلص تماما لما بدأته.
    - دعني أتطرق لسؤال يتعلق بكتاباتك العلمية، وفي ظني أن ذلك سيكشف عن العلاقة بين الكتابة العلمية والكتابة الأدبية، ما هو الفارق في اللحظة التي تكتب فيها عملا علميا وبين آخر أدبي، أو روائي على وجه التحديد؟
    - كأنك تسأليني ما الفرق بين الاحتراف والهواية، أليس كذلك؟، لعلني لا أكون مغاليا حين أدعي أن هناك نوع من التوهج الذي يحدث أثناء الكتابة، فالعمل العلمي الرزين لا يحتمل الخطأ، ويجب أن أتحلى بالهدوء والمثابرة للكشف، وأن أستعرض كل ما كتب من قبل حول القضية، كما يجب أن أكون سرياليا أحيانا كما أشار سارتر ذات يوم، فالعلم في جوهره محض خيال نحاول تحقيقه، قد ننجح وقد لا ننجح، أما الرواية فهي خيال محض لا يتحقق غالبا إلا في خيالنا أيضا، يمكن تحقيق بعض القيم، لكنها تظل خيالا.
    الرواية تسعى لدعم الخيال، والخروج من العالم الحقيقي الذي نعيشه، يجب أن تتسم الرواية بطبقات من السريالية، بزخارف خيالية متعددة، ولا يتأتى ذلك إلا بالإغراق في الخيال، كيف أمارس هذا الخيال بشكل يدعم خيال القارئ ويستطيبه في ذات الوقت؟ هذه هي المعضلة، كيف لمستويات السرد، واللعب الجيد، أن تنال استحسان القارئ والناقد..
    - اللعب مع القارئ أم اللعب بأفكاره.؟
    نعم الرواية هي كيف تلعب مع القارئ تلك اللعبة المتخيلة وتدمجه فيها، وتجعله يعيش معك هذا الواقع المتخيل، هناك مدارس متعددة للرواية كما تعلمين، وفي العلم أنت أمام أربعة أو خمسة مناهج لا نحيد عنها وهناك التزامات محددة في العلم، أما في الرواية فأنا غير ملتزم بأي شيء، أنا أطلق لخيالي العنان، ستجدين العلماء المبدعين المخترعين كذلك، لقد تحول العلم الآن إلى الشركات العالمية التي تقود عملا جمعيا تحقق به سيطرتها على العالم، الرواية عمل فردي وسيظل فرديا،
    - إذن هناك فروق في الأهداف؟
    - الفرق بين الرواية والعلم التطبيقي والاجتماعي – خاصة في الدول المتقدمة – أن العلم عمل جماعي الهدف منه التحكم في الحياة الإنسانية، أما الرواية فهدفها التحلل أحيانا من كل ما هو معاكس لحرية الإنسان، هي بحث عن الحرية في الجانب الآخر من الحياة، في جانب الخيال، أما العلم فيبحث عن كيف يمكن السيطرة على الحياة إلى ما لا نهاية بهدف - أسخر منه أحيانا – حرية الإنسان، هذا هو التناقض بين الاثنين، كلٌ يبحث عن حرية الإنسان من وجهتي نظر متعارضة، بين حرية الخيال التي توفر قدرا من الآدمية، وتحقيق كل الخيالات الإنسانية بهدف توفير الرفاهية الكاملة للإنسان، السؤال إذا توافر كل ذلك؟ كيف يمكن البحث دائما عن مزيد من الحرية، مزيد من الخيال، الرواية هي التي تقدم ذلك الآن وإلى الأبد، لأنها تعبير عن روح الفردية، روح الفردية هي التي قدمت للعالم كل ما هو فيه الآن من رفاهية، العقل الجمعي عقل مركب لا يمكن إدراك اتجاهاته، عقل في غاية القوة، لكنه ضعيف لأنه انفلت لتحقيق هدف محدد هو العلاج والرفاهية، الإنسان في حياته كفرد يستخدم عقله الفردي في مزيد من الخيال لكي يتحرر من سيطرة العقل الجمعي، العقل الجمعي يتمثل في القانون على سبيل المثال، ومع ذلك ما زالت هناك جرائم، نحاول تحديدها بمزيد من القانون، القانون يسعى للقبض على كل ما هو منفلت، الخيال في الرواية هو لحظة الانفلات من القانون، الخيال هو لحظة الانفلات دون جريمة حقيقية، ومع ذلك إذا كان الفكر والخيال في بعض المجتمعات يمكن أن يؤذي فإنه يحارَب وبعنف من قبل العقل الجمعي للمجتمع، أحيانا أشعر بأننا في معضلة، لكنها تظل معضلة الانسانية كلها،
    - ألا يمكن الجمع بين الاثنين..؟؟
    - السينما مثلا يمكنها الجمع بين الاثنين، لكنها تقدم صورة محددة، الخيال فيها محدود ومحدد، الرواية والحروف والموسيقى واللوحة الفنية تقدم الحرية الحقيقية، الفن هو الحرية الحقيقية، لأنه فردي، والعلم هو الحرية المزيفة لأنه جمعي، لصالح مدعين، وباحثين عن مزيد من الأموال، حتى اختراع أي دواء يفقد مصداقيته حين يتحول للشركات لأنه أصبح مجالا للربح، الشركات العملاقة التي بُنيت على العلم هي التي تحكم العالم، وهي أكبر ديكتاتوريات موجودة، أقوى حتى من الحكومات الديكتاتورية،

    - إذن الرواية بالفعل هي المخلِّص المنشود للبشرية من قيود العولمة التي يدعى أنها انفتاح وتحرر..؟
    - الرواية هي الحالة التي أتخلص فيها من هذا الإحساس الثقيل، الحالة التي أتحرر فيها من كل شيء، الرواية هي روح المجتمع، وستظل، هذا المجتمع الذي يطلقون عليه الآن مجتمع المعرفة زورا، الرواية هي روح الخيال، وهو ما يمكن أن يجيب الآن على تساؤل لماذا هناك روايات كثيرة في الوقت الحاضر!!.

    - دعني أسألك هذا السؤال.. بماذا تفسر كثرة الروايات الآن والاتجاه الشديد إلى الرواية وبهذا الشكل الواضح.. هل أصبحت الرواية ملجأ ومم؟
    - الروايات الكثيرة هي تعبير عن عودة روح الفردانية للعالم، الرواية هي روح هذا المجتمع، الرواية هي الإنسان، كم منا يشعر أنه محصور الآن بسبب كم الآلات والدعاية في كل مكان، هذه الملصقات التي تمثل في رأيي كائنات خرافية متوحشة، ديناصورات عصر المعرفة، التي تلتهمنا، فلا تترك لنا صورة فقط، إنها تلوث روحنا من الداخل، لصالح الشركات العملاقة، كيف الهروب من تلك الديناصورات الملونة، الرواية أصبحت كثيرة لأن هذا هو الحل الوحيد الذي لجأ إليه الإنسان للهروب من توحش مجتمع المعرفة البغيض، فليكن، لنقرأ لبعضنا البعض، لنمارس خيالنا معا، فليست هناك حلول أخرى!
    - ألا تعتقد أن هذا الرأي سوف يثير كثيرا من الأقاويل؟ أعني كأنك تبحث عن المدينة الفاضلة؟
    - إن أدوارنا الآن كعلماء أو أدباء هو إعادة بناء صورة الحرية كما ينبغي أن تكون، يجب البحث عن رفاهية الإنسان دون مزايدة، المدينة الفاضلة ستظل هاجسا إنسانيا تلقائيا، طالما هناك شرور وآثام، لماذا أكتب الرواية؟ لكي أشعر أنني إنسان، انسان واحد وليس جزءا من آخرين!

    لم أكتف بهذا القدر من الأسئلة في الجزء الأول من حواري معه، الذي كشف عن أن أرواحنا ستظل دائمًا قلقة، طالما ظلت القيود، وطالما ظلت الآثام والآلام، وأننا في عالم الزيف سنظل نبحث عن الحقيقة.. لذلك سأعود بالجزء الثاني من الحوار..


    بقلم الشاعرة والكاتبة
    شريفة السيد

    March 30, 2008

    الألم ..والضحك


    أصعب الآلام


    ماتقوليش آلام السنان


    ماتقوليش آلام الكلى


    ماتقوليش الصداع


    قوللي حاجة تاني


    طيب ماتزعلش قوي كده اسمع ياسيدي


    بالليل كنت باشترى دوا لبنتي من صيدلية في العباسية ، هاتقوللي إيه اللي وداك العباسية وانت في الهرم، اقولك اني ماكنتش لاقيه والساعة جت ثلاثة ونص الفجر تقريبا، السكة بقى من الهرم للعباسية فيها 300 صيدلية، وغلاوتك ولاواحدة فيها، تقولش بأدور على حوت بيرجع تاريخه كده للعصر الحجري، المهم ضربت سيجارة في التانية في التالتة، وكل صيدلية أدخلها ماألاقيش الدواء، اتصل بالدكتور - بالمناسبة هو صاحبي واستحملني كتير الليلة دي - وطبعا لو مش صاحبي ماكانش سألي في وسابني أرن حتى لو استخدمت كل وسائل الاتصال المعروفة، كنت باسأل نفسي لو أنا بانتمي للهنود الحمر في هذه اللحظة أكيد كنت هاأعمل زيهم زمان وابعت رسالة عن طريق الدخان لو السكك كلها اتقفلت، وطبعا ده برضه ماحصلش ، علشان أنا باكتب كتير وبابقى خيالي حبتين، المهم لقيت صيدلية كده مش باينة طالع منها نور خفيف قلت يمكن، استعذت بالله وهباه دخلت الصيدلية وكنت خلاص مش شايف، ضلمت قدام عينيه، وعفاريت الدنيا بتتنطط في وشي، الدنيا ضلمة جوا الصيدلية كمان ونور ضعيف جاي مش عارف من أي خرم في الحيطة، المهم لقيت الصيدلي ، طلعلي منين ماعرفش، قولتله على الدواء، هز راسه وملامحه ضايعه مني تماما وكنت باشد إيدي علشان تنزل على وشه لو قاللي لأ، لكن ده مش ممكن كان هايحصل برضه لأني عمري ماعملت كده، بس باحب اتخيل أحيانا إني أعمل كده،المهم خرجت الحروف منه بردا وسلاما وقال بصوت أجش( وطبعا فهمت إنه كان بيضرب حجر مشروب وطني في الأوضه اللى جوه وبالمناسبة المشروب الوطني ده بيسموه في بلاد الفرنجه الحشيش)، اتنحنح وقال موجود، قمت اتشاهدت، باضرب بعيني يمين، لقيت ست عجوزه قاعدة على كرسي بتتفرج على ورق كوتشينه في إيدها، كنت متأكد تماما انها مش شايفة حاجة، لكن كانت ملامح ابتسامة كده مستخبية على وشها، المهم غاب الصيدلي واضطريت اضرب سيجارة تاني وانا واقف، وعزمت عليها بسيجارة خدتها، ولعتهالها دون أن ننبس ببنت شفه - حلوة بنت شفه دي-، أخيرا وبعد طول انتظار، خرج المحروس وعلبة الدوا في ايده وابتسامة انتصار على وشه، ماعرفش ليه حسيت انه عامل زي ارشميدس بالضبط وهو بيجري ملط في الشارع والناس بتتفرج عليه وبيقول لقيتها لقيتها، كان المشهد كله سريالي، اكتملت حلقة السريالية بعد ماأخدت العلبة ودفعت تمنها وزياده كمان إكراما له، الحقيقة هو ماعملش حركة ممكن يبين لي منها إنه هو هايرجع الباقي، قلت فدا البنت، المهم وانا باجري على العربية لقيته متكوم جنبها على كرسي بعجلات، إزاي ماشفتهوش ساعة ماوقفت ، وفتحت الباب ودخلت الصيدلية، كنت ساعتها بافكر في دخان الهنود مش كده، كان بيبص للسما، كان جميل بشكل مرعب، لكنه كان بيبص للسما وبيبتسم، طلعت الست العجوز، السيجاره في بقها، مدت إيدها وسحبته قدامها بعد ماإديتله ورق الكوتشينة ، أكنه قفش على صرة دهب ، وبإيدين معووجه غريبة مسك الكوتشينه ورفعها للسماء وضحكته المكتومة طالعه زي العسل ، هما الاتنين ماشيين في عز الليل ناحية الميدان كأن معاهم تاج الجزيرة.।

    فجأة لقيتني باضحك، باضحك عالي قوي، باضحك عالي قوي في ميدان العباسية

    ونسيت اللي كنت بأفكر فيه كله

    نسيت وانا بابص على جامع النور

    اللي شهد كل آلامي

    يسمع الآن ضحكتي

    اللي نسيت بها كل الآلام اللي كنت باتكلم عليها

    في صحتكم الضحك.. وماأشوفش فيكم ألم

    March 27, 2008

    أن تقابلهم بلا موعد سابق




    هذا الصباح، لم أكن أنتظر ملائكة، أو فراعنة قدامى، لكنه حدث، فهم أحيانا مايأتون فجأة، كان جالسا في العربة بجوار السائق وقد أغفى، ملامحه السمراء وشاربه الدوجلاس الرقيق، وأنفه التي تنفتح وتنغلق في حركة رتيبة متمهلة، ويده الملقاه في إهمال على مسند النافذه الزجاجية، كل ذلك يوحي بوجه يمكنك أن تعبره، تعبره ولاتتوقف، لكن انعكاس شمس الصباح على نصف ذقنه بينما غابت بقية الملامح في ظلال العربة الداخلية، يلفت إنتباهك إلى أنك في حضرة أحد الفراعنة القدماء، اكتملت الصورة بالمرأة التي كانت تجلس خلفة مباشرة والمتلفحة في السواد، كانت كبيرة في السن بالشعيرات البيضاء القافزة من خلف طرحتها الشفافة، وبجوارها تجلس شابة ترتدي نفس الملابس، لاتكاد تظهر عيونهما، وكان الشارع يفتح عيونه بعد ليل طويل قضاه مابين غطيط ولهب، وحين وجدا أنني أتطلع إليهما، اقترب وجه المرأة العجوز من زجاج النافذه ليغمر وجهها الضوء، وكانت عيناها محشوتان بدموع متوقفة، إلا أنها سرعان ما ابتسمت، وكان الفرعون القديم يحرك رأسه لتستقبل الشمس
    الصورة من:
    http://www.dkimages.com/discover/Home/History/Africa/Ancient-Egypt/Mummification/Mummies/Mummies-18.html

    March 25, 2008

    الليلة أنت لمن؟



    الليلة أنت لمن
    الليلة أنت لمن
    للعاهرات فى طرقات شنغهاى
    للقوادين
    للشحاذين
    لأرباب السوابق حارسى الحانات
    للآهات
    الليلة أنت لمن
    ..
    الليلة أنت لمن
    للبيتزا الايطالية
    لمارجريتا
    لسيسيل
    لعابرات السبيل
    الليلة أنت لمن
    ..
    الليلة أنت لمن
    للدكتورة نوريا عاهرة السبعين
    للصديق وانج وحديثة عن الفلسفة
    الليلة أنت لمن
    ..
    الليلة أنت لمن
    للتشيكية
    للبلجيكية
    لليهودية
    الليلة أنت لمن
    ..
    الليلة أنت لمن
    ..
    الليلةُ
    ..
    ألليلة أنا لك فقط ياحبيبتى
    أما غدا فأنا لا‘أعرف أنا لمن
    لا أعرف أنا لمن
    لاأعرف أنا لمن
    من وحي إحدى الليالي في بكين
    2003

    March 23, 2008

    بمناسبة عيد الأم



    هذا أول مقطع من روايتي القادمة "الأورمان - تاثير جانبي" لم أجد أفضل منه لأحتفل بعيد الأم
    إلى أمي
    في الخريف كان يحلو لأمي أن تسحبني من يدي لنسير سويا تحت الأشجار بجانب سور حديقة الأورمان، فتسقط على رؤوسنا أوراق شجر
    الأكاسيا الصفراء وزهور البونسيانا البيضاء والحمراء الملاصقة للسور المنحني ككائن شفوق، فتهبط لتجمع كومة من الزهور المتساقطة وتضعها في هدوء في حقيبة يدها التي كانت بيضاء دائما، ولم تكن تتنازل عن القبض على كفي الصغيرة فلاتتركها أبدا وهي تعبئ حقيبتها بيدها اليسرى، بينماعيناها معلقتان بعيدا، نحو قمم الأشجار الخضراء التي تتخللها أشعة الشمس الحانية ، فتبدو في تلك اللحظة كآلاف من رماح ذهبية تخترق فراغ القلوب
    هكذا كانت أمي دائما، وهكذا كنت أنا ومازلت، لكن أين كفها مني الآن، أصبح كفي وحيدا بعد رحيلها أمد به في الفراغ،أتحسس دفء كف أمي الذي أصبح بيني وبينها ملايين السنوات الضوئية، وكانت الأشجار أمام عيني مغطاة بتلك الطبقة الباردة، كأنني كنت في عالم آخر، عالم معادي تماما للعالم الذي ذهبت إليه أمي وتركتني هنا وحيدا
    أمي لكي التحية والسلام ولتنم روحك مطمئنة، أما أنا فقد فضلت أن أعيش بلا روح في هذا العالم البارد
    إبنك

    March 18, 2008

    ملامح مصرية تغيب




    في مطار شرم الشيخ، وجدته هناك كان يركض بين الحقائب ضاحكا لايكاد يظهر من الأرض كأنه ضرب مع الببرونة حجرين إنرجايزر، فلاأكاد ألاحقه من شدة سرعته، كنت أعتقد أنه نمساويا أو من دول شمال أوروبا حيث كان أشقر الشعر، وكانت أمه الأجنبية تقف بجانبه تلاحقه بعينيها وهو يعيث فسادا في كل ماتطوله يداه الصغيرتين، فهو يجر نمره الصغير من قدمه ليمسح به بلاط المطار، ويتوقف أمام عربة أطفال ليرفع قدم طفلة صغيرة تحتها ليرى ماتحت قدمها، وأخيرا ليستقبل صراخ أمها بابتسامة قاتل أثيم لايهنز له جفن، وحين واجهني فجأة أدركت أنه مصري الجذور كانت ملامحه عاتية، فقط الشعر الأشقر هو الذي كان يعطيه هذا المظهر الغريب فقد كان ذو شفتين غليظتين وأنف أفطس إلا قليلا، وعينان مسحوبتان من الجانب وتلك القورة المصرية القحة التي أدركها جيدا، حاولت التحدث معه بالألمانية التي لأأدرك منها الكثير، لكن أمه ابتسمت وقالت لي كلمه بالعربية فهو يعرفها جيدا، تناول الحجر الثالث من إنرجايزر وانطلق يتحدث بطريقة جعلت كل من بالمطار حولنا يسقطون على الأرض

    تفحصت مرة أخرى ملامحه التي بدأت تتوارى خلف الملامح الأوروبية، كأن وجهه يصر على ألا يفقد تلك الملامح، لكني كنت أقف هناك متأكدا أن التغيير الشامل سيحدث يوما ما، كما كانت أحجار إنرجايزر تعمل جيدا.

    March 12, 2008

    بائعة الخبز


    حين أقترب من الفسطاط، أعلم أنها تنتظرني هناك، فقد اعتادت أن أمر عليها كل يوم إثنين لأشتري منها خبزا، ولم يكن سر زيارتي لها في الخبز اللذيذ الذي تقدمه، لكن بحكم توقفي والعشرة الصامتة التي نشأت بيننا مع الوقت، وكانت ابتسامتها حين تراني تفتح أمامي كل أبواب الأمل المغلقة داخلي منذ أزمنة، فقد كنت أعيش وحيدا منذ قررت أن أرحل لمدينة أخرى، فات على ذلك زمن طويل ولم أعد أذكر سبب رحيلي، كانت ذاكرتي الجديدة هناك معلقة على ابتسامتها المسائية الرائقة، في المرة الأخيرة حاولت أن تتكلم، ووجدت أنها قد صبغت شعرها كله باللون الأحمر فأشرت إليه متسائلا، ابتسمت في خجل لذيذ كخبزها تماما وتطلعت للسماء بعينيها الذكيتين اللامعتين، دسست الجنيهات في كفها المتصلب المشدود
    ثم قمت بوضع الخبز في سيارتي وتطلعت إليها مرة أخرى في ابتسامة حانية، كانت جالسة على مقعدها المصنوع خصيصا لها، تنام نصف نومة تقريبا عليه ، مادة بقدميها الساكنتين، وكنت أعلم أن شللها الرباعي لم يردعها عن أن تشعر بالأمل।
    تحياتي لها

    March 5, 2008

    ذكريات للبيع



    من يبحث عن ذكريات ليشتريها

    من يبحث عن أحلام لم تتحقق،

    من يبحث عن رغبات لم تكتمل،

    من يبحث عن روبابيكيا من الأفكار والحروف والأوهام والخزعبلات والأماني الصدئة والمهشمة،

    من يبحث عن مخلوقات لم تظهر للنور،

    من يبحث عن كتل هائلة من الأحلام التي غرقت في الظلام،

    من يبحث عن فوضى الرغبات التي ماتت في عمر جنيني،

    من يبحث عن أحلام للطفولة، وأوهام الشباب التي لم تتحقق

    كل هذا للبيع بسعر التراب

    كل هذا للبيع بسعر التراب

    انفصام




    مالذي يحدث حين تجد أن ذاتك منقسمة؟
    ربما رأيتم فيلم قاع المدينة، أو فيلم بئر الحرمان لسعاد حسني، إنه يعالج قضية الشيزوفرينيا، أو الانفصام، والانفصام نوعان، مرضي وحميد، والمرضي نوعان، نوع تعرف فيه أنك مريض بالانفصام وتبحث عن العلاج، والنوع الثاني تعرف أنك مريض لكنك غير مهتم بالبحث عن العلاج، والنوع الثالث أنك لاتعرف ولا تريد أن تعرف، وهناك الحميد غير المؤذى، وطبعا ده مش كلام طب، ده كلام جاي من بعض القراءات
    المهم نيجي للفصام اللي انت عارف فيه إن إنت مبتلى بذلك ومش عايز تتعالج، لأنك برضه شايف إن العلاج سيفقدك شئ ما، شئ تريد أن يبقى معك ولايغادرك।
    هنا تكون المشكلة الحقيقية، خاصة إذا اكتشفت أن الشخصية التي لاتواجه بها الناس هي الشخصية القاتلة لكنها تخرج حين تتضايق، أو حين تشعر بالوحدة، أو حين لايكون للحياة معنى، أي حين تريد تحقيق رغباتك المكبوتة بأي ثمن، هنا تصبح المشكلة حقيقية ومدمرة، فأنت لن تعترف بقيم ولن تبحث عن أخلاقيات، ولن يجذبك لحظة ارتكابك لهذه الأفعال أي معنى للخير
    فماذا سوف يحدث بعدها؟؟
    أترك ذلك لقدراتكم
    المهم، إن الفصام والانقسام خاصية موجودة في كل إنسان، لكنه يتعامل معها بوعي ويضغط حتى تتلاشى أو تبتعد الشخصية غير السوية، بعضنا يتعامل بوعي كامل في إفساد حياة الآخرين، والآخرون منساقون لأنهم سيحصلون على بعض المتع، هكذا تتم الحسبة سريعا، فينهار الإثنان بعد مده لأنهما اكتشفا أنهما حصلا على مايريدان وانتهى الأمر
    سينتهي الأمر سريعا كما بدأ وستعود الشخصية القاتلة لممارسة أدوارها في شخص آخر
    فالعالم لابد له دائما من قاتل وقتيل
    قابيل وهابيل
    سواء كانت الشخصيتان في جسد واحد أو كانت الشخصيتان في جسدان منفصلان
    عايزين تبقوا إيه؟

    March 2, 2008

    فيه حد مش متضايق





    إيه اللي مضايقك


  • إنت

  • اللي بتحبه

  • فكرة الحب نفسها

  • الفلوس - مامعاكش فلوس

  • - قارفينك الأصدقاء

  • الأهل-تاعبينك وزانقين عليك

  • الشغل وحش

  • الزملاء

  • المكان مزنق عليك وخانقك

  • الوطن، احساسك بالانتماء بيقل

  • مشكلك الشخصية لاتنتي

  • القدر مستقصدك

  • مافيش حاجه ماشية معاك صح
  • بعض من دول


  • كل دول


  • ولا حاجة من دول


    طب في رأيك ..إيه الحل


    حاجة تفقع مش كده

  • مؤتمر الرواية : برضه حاجه تفقع


    بعد شوية تحايلات وخناقات وزعيق في التليفون ومحاولة عمل لوبي جامد زي اللوبي اليهودي كده وافق واحد من المسئولين على حضوري مؤتمر الرواية على اعتبار إن سني مناسب للحضور وإني مش أندر إيج وإني ممكن أفهم، على اعتبار يعني إني لسه أول مرة أظهر بين الناس الإليت دول، الحقيقة أنا بأشكره على سعة صدره وعلى سماحته لي بالحضور، وأنا مش فاهم بصراحة ليه دلوقت أنا كنت عاوز أحضر، على اعتبار إني باكتب رواية يعني ، وكان بيتهيألي وأنا رايح إني كنت عامل زي طفل رايح يركب مراجيح مثلا، وإني ممكن أغير - مانا باكتب بقى وبأحب أعيش أحلامي، وأعطي أي منظر جديد في الموضوع।


    إلى هنا والأمور ماشية عال، وبعدين رحت أول جلسة وكانت ورشة عمل عن "أسئلة الرواية الآن"، واكتشفت بعد خمس دقائق من القعدة اللي حضرها الحقيقة مجموعة هايلة من الروائيين إن اللي احنا بنتكلم فيه مالوش دعوة بموضوع الورشة، وإن كل واحد بيتكلم عن نفسه وعن همومه، وفيه ناس ماعندهاش حاجة تقولها، وفيه ناس تبص في عينيها تقولك هو إحنا قاعدين هنا ليه، وفيه ناس عماله تحرق سجاير عمال على بطال، وفيه ستات روائيات مالهومش دعوة بالقضية خالص، ولما حسيت بالبتاع ده إللي إسمه إنهاك قمت خرجت للطرقة رايح الحمام بعد إيقاف الجلسة ، قابلت رئيس الجلسة، سألته سؤال عبيط كده: إنت إيه رأيك في الجلسة؟ قاللي الناس اللي جوه دي عندها شهوة للكلام، ولع، ماحدش بيسمع!!


    بس خلاص!


    وانتهى الموضوع وانا في الحمام باشد السيفون


    خالص تحياتي للرواية

    February 28, 2008

    حاجة تفقع : بطاقة تموين


    أعلن بكامل قوايا العقلية أننا أرض خصبة جدا للعب في دماغنا
    كما أننا مشروب وطني ممتاز للمسئولين عن أكلنا وشربنا
    يعني أنا راضي ذمتكم لأني مفقوع جدا من كل اللي بيحصل اليومين
    مش عارف قريتوا عن النية الجديدة للحكومة الرائعة في توفير بطاقة تموين جديدة للناس اللي محتاجين الدعم॥
    فاخترعت اختراع رائع اسمه شهادة ميلاد رقمية من الشهادات الجديد ة اللي عاملينها علشان إيه يحصرونا!
    فقوم إيه ماحصروناش! لأن إحنا شعب غاوي طوابير ! والحكومة بتستمتع جدا بوقوفنا في الطوابير! ليه.. كنوع من التعذيب غير المنظور وأيضا
    لأنه بيستهلك وقتنا بشكل كبير جدا، وإحنا أساسا مابنبصش على إن إحنا نريح نفسنا، كل شوية طوابير، وده بيثبت إننا ناس الوقت عندها مالوش معنى
    بذمتكم شفتم الحياة وسخة قد إيه؟
    المهم استمرت حكاية الطوابير فقوم إيه لقوا قدامهم عشرة مليون بني آدم ودول اللي عرفوا
    أمال اللي ماعرفوش يبقوا قد إيه؟؟
    المهم الناس حتى بعد الحكومة مارجعت في كلامها وحبت تبقى حنينة الناس برضه كانت واقفة في الطوابير، سلوك معدني مالوش حل الحقيقة..
    المهم يعني من الآخر فيه رسالتين لازم أقولهم:
    للحكومة : بطلي مقالب في الناس
    وللناس: انتم مش هاتبطلوا حاجتين، مش هاتبطلوا تصدقوا الحكومة ولا هاتبطلوا وقوف في الطوابير!!
    ويا ما لسه هانشوف من ماما الوحشة اللي اسمها الحكومة!!
    صباح الفقع

    February 26, 2008

    حاجة تفقع


    مين عنده نفس للكتابة
    الناس بتخر حزن لامؤاخذه
    مافيش حاجة بتفرحها
    هيصوا حبتين عشان كاس أفريقيا، وبعدين غمهم عصام الحضري رغم حقه الكامل في الحياة، بس ازاي يعيش واحنا حاقدين عليه ونقول ماعندوش انتماء، إزاي يعني أمال مين اللي كان واقف في جون منتخب مصر، أبويه لامؤاخذه، أنا شايف إننا مزودين المسألة حبتين، وآجي أبص على الكتابات بعد انتهاء المباريات في كأس أفريقيا، ألاقي الناس بتتكلم في الفلوس اللي خدها اللعيبة، وحاجات كده من نوع " مش كان أحسن لو بنينا مدرستين" أو اشترينا كام جاموسة للفقراء، أو فرقنا كحك على روح المرحوم اللي مات " أي حد مات، وبعض المواقع من الناس اللي مفروض إنهم أكثر ثقافة، تحط استطلاعات رأي مريبة، حاجة لامؤاخذه يعني، لامؤاخذه حاجة وسخة، أنا كان هايجيلي كساح، وإسقربوط، وملاريا، وأم أربعة وأربعين، إيه كتير إننا ندفع شوية فلوس عشان نفرح، ولاكتير الفرحة على الناس، واللي خلق الحضري ماخلقش غيره، (أقولكم إيه تيجوا نعمل منتخب وطني مننا نلعب بيه كوره وياخد كاس أفريقيا بدل اللعيبة دول)..
    ياخلق ماتستكتروش تمن الفرح على الناس..
    حاجة تفقع!!
    ملحوظة:معلش يانوراي هي كانت طالبة حزن بس النهارده أحسن
    الصورة من:
    www.ahlydevils.com

    February 24, 2008

    رائعة جديدة للشاعر العراقي عبد الرازق عبد الواحد


    مَن يَرى الآنَ أبعَـدَ مِن أنفـِهِ ؟
    مَن يدافِع عن كـَفـِّهِ
    فـَيَقـول تـَحَسـَّسْـت حتى نـخاع ِالأصابعْ
    وهوَ مَقطوعَة ٌ كـَفـّه وأصابعه ؟

    سوفَ أ عـلِـن أنـِّي مصَدِّ قـه
    فإذا كانَ مِن د ون ِصَوتٍ ،
    فإنـِّيَ سـامِعـه
    إنـَّما يَصرَخ الحـرّ مِن حَبل ِصوتِ الضَّميرْ !

    منذِرا ًأو بَشـيرْ
    سـَأقـول بأنَّ القـيامَة َلـَمّا تـَقـمْ ،
    رَغمَ هذا الحَريقْ
    إنـَّهـا في الطريقْ
    فـَليـهَيِّءْ هـواة الحَرائِق ِأنفـسـَهم ..
    جـِذعـَهم والنـِّطاقْ
    مثـلـَما هَيـَّأوأ لاشـتِعال ِالعراقْ !

    سـأقول بأنـّا دَفـَعـنا بأبنـائِـنا
    وبأحشـائـِنا
    وَبـِما لا يرى مِن خـَرابِ النـّفوسْ
    وَسـَيَدفـَع مَن أوقـَدوها بـِضَوءِ المَحاجـِر ِ
    حـَدَّ اشـتِعـال ِالـرّؤوسْ
    يا لـَحَربِ الـبَسوسْ !




    سـَأقول بأنَّ الذين َيَجوبونَ مِلْءَ شـَوارِع ِعَمـّانَ
    يَسـتـَنجـِدونَ بأبوابِ كلِّ السـَّفاراتِ
    لـَن يَغـفِروا ..

    كلـَّما عَبَرَتْ في الشـَّوارِع ِسـَيّارَة ٌ
    وَعلـَيهـا اسم بَغـداد
    طارَتْ مَحاجـِرهم خَلـفـَهـا
    وهيَ عالـِقـَة ٌبـِحروفِ العراقْ !

    سـَأقول بأنـَّهمو إذ يَطوفونَ كلَّ الأزِقــَّةِ بَحثـا ً
    زقـاقا ً زقـاقْ
    لـَنْ تـفـارِقـَهم شـرفات الـرَّشـيدِ
    ولا شـَكل بابِ المعـَظـَّم ِ
    لـَن يَجـِدوا مثـلَ ذاكَ الهـَواءِ هـَواءا ً
    ولا مثـلَ مائِـكِ دَجلـَة ماءا ً
    لـَه نـَفس هـذا المَـذاقْ
    طائـِلا ًما يَطول الفـِراقْ..
    وَسـَيَنظر ناظِرهم في الوجوهْ
    وَسـَيَسـأل
    هَل كلّ مَن يَتـَكـَلـَّم بالعـَرَبيـَّةِ
    فـِعلا ًأخـوهْ ؟!

    أفـَيبصِر مَن يبصِر الآنَ أبعـَدَ مِن أنفـِهِ ؟؟

    كلّ كـَفٍّ عـلـَيهـا عَلامَه
    كلّ نـَصْـل ٍتـَخَضَّبَ مِن دَمِنا
    سوفَ يَبقى يَـنِـزّ دَما ًلـِلـقـيامَه !
    والذينَ بَكى مِقبـَض النـَّصل ِبينَ أصابـِعـِهـِم
    وهيَ تـَغـرزه في أضالـِع ِأطفالـِنا




    سوفَ تـَغـدو أصابـِعـهم مثلَ أختـام ِبابِ جَهـَنـَّمْ
    كلـَّما أمسـَكـَتْ وَردَة ً
    أحرَقــَتـْهـا.. لـِيـَوم ِالقيـامَه !

    إنَّ أبوابَنـا الآنَ مَهـجـورَة ٌ
    والضَّمائِرَ مَسـجورَة ٌ
    والسـّؤال الذي لا يفـارِقـنـا
    مَن أفـادَ مِن النـَّار ِمنكـم ؟؟

    إنـَّه نـَفس ذاكَ الـدَّم ِالـ أنفـَقَ العـمرَ
    مسـتـَنزَفا ًبينَ سـاحاتِكم
    في فلسطين .. في مصرَ
    في عَتـَباتِ دِمشقَ
    وفي كلِّ أرض ٍصَرَختـم عـليها
    وها أنتـم الآنَ تـلغـونـَه
    وتـهـينونـَه
    وَتـَخوضونَ فيهْ
    دونَ أن يَذكـرَ الأخ منكـم
    ولـَو ذِمَّة ً لأخـيـهْ !

    هـَل لـِناظِرِكـم أن يَرى الآنَ أبعـَدَ مِن أنفـِهِ ؟!
    أنْ يَرى أنَّ كلَّ بلادِكـم الآنَ
    تـَنتـَظِر الدَّورَ
    كي تـَنتـَهي لـِمَصيرِ العراقْ ؟
    أنَّ هذا الخناقْ
    إذ يـضَيـَّق حتى على عنـق ِالطفل ِفي أرضِنا ..
    أنَّ هذا الـدّوارَ ،
    وهذا الضّيـاعْ
    أنَّ هذي الوجوهَ التي تـَتـَسـاقـَط بينَ المَرافيءِ
    باحثـَة ًعن شـِراعْ


    هيَ أوجهـكـم كـلـِّكـم في غـَدٍ
    عـندَما يسْـقِـطونَ بَـقـايا الـقِـناعْ ؟!

    لا تـَقـولوا الوَداعْ
    كلـّنـا في غـَدٍ راحِـلـونْ
    كلّ هذي العـيونْ
    سوفَ تـَنشـَف أدمعهـا مِن مَحـاجـِرِها
    قـَبلَ أن يَشـمَتَ الشـَّامِتونْ ..


    ولأهـلي الذينَ بـِعـَمـّانَ دَمعي
    وَكـَسـْرَة ضِلعـي
    لأوجاع ِهذي القـلـوبْ
    لـِحَيرَتـِهـا في الـدّروبْ
    لـِتـَوطينـِهـا
    أنْ تـقـَطـِّعَ كلَّ شـَرايينـِهـا
    ثمَّ تـَمضي إلى أيِّ مَجهـولـَةٍ لا تـَؤوبْ ..

    أيـّهـا الحـائِرونَ بأولادِكـم
    أينَ تـَمضونَ عـنهم
    وأينَ بـِهـِم تـَرحَـلونْ
    أيّهـا الموجَعونْ
    يا شـَريدي مَنازِلـِكـم
    يا مقـَطـَّعَة ًكلّ أرسـانِهـِم
    وَمهـَدَّلـَة ًكلّ أغـصانـِهـِم
    يا غـَريبونَ حـَدَّ الهـَوانْ
    يا مقـيمونَ في لا مَكـانْ
    لـَكـم زاخِـرات دموعي
    وَدامي ضلـوعي
    وأوقـِد في كلِّ لـيـل ٍشـموعي
    لأبكي بـِلـَيـل ِالـعـراقْ
    على وَطن ٍكلّ شـَمْـل ٍبـِهِ
    موغـِلٌ في الفـِراقْ ..


    February 14, 2008

    كان عندي طير لسهى زكي





    سهى زكي

    سهى زكي

    سهى زكي

    من لايعرف سهى زكي

    هاتلاقوها بنت بلد حقيقية، ودايما باشوفها مع بنتها نهى ماسكة في ديلها، ممكن تقعد تضرب معاها سيجارتين وتتكلم في كل حاجة وماعندهاش تابوهات، كده يبقى نص الجنان، النص التاني هاتلاقيه في قصصها التي تهتم فيها بتفاصيل الأحاسيس الحمقاء التي تنتهبنا جميعا، لكنها مع كل هذا الجنان الفني، فهي أم وشخصية لاتملك سوى أن تخلع لها القبعة، وأن تبجلها تماما، فهي مقاتلة حقيقية في هذه الحياة الملتاثة التي نعيشها، تعرف كيف تقرأ مستقبلك من نظرة في عينيك، لكنها لم تستطع أن تقرأ مايخبئه لها هذا القدر القاس، إنها الأديبة والكاتبة والأم النبيلة سهى زكي।

    هذه حسب معلوماتي المتواضعة للغاية مجموعتها القصصية الثانية، عمل رائع تماما لايستحق فقط القراءة، لكن يستحق أن يحتل مكانه على رفوف قلوبنا، تحية لها هذا الكائن المحلق في سماء الأدب بشويش، وتحية لإبنتها التي تذكرني دائما بأنني أيضا أب، وتحية لنهى محمود هذه المصيبة المتحركة الممتلئة فنا وموهبة ولفاوست الآتي من جحيم الأدب رابعنا في الجريمة।

    فالنتين أتى!



    إلى جميع الأخوة والأصدقاء
    إلى جميع الأحبة العلنيين
    إلى جميع الأحبة السريين
    إلى الآباء والأبناء والصحبة الطيبة
    عيد فالنتين جميل وسعيد مع كل الأحبة
    الصورة من :
    www.istockphoto.com

    February 10, 2008

    من لايعرف رجاء النقاش؟



    من أرق الناس الذين من الممكن أن تقابلهم في حياتك
    من أشرفهم في زمن عز فيه الشرف
    من أقلهم كلاما في زمن ملأنا فيه الدنيا ضجيجا॥
    نان وناقد عظيم في زمن قل فيه العظماء॥
    إنا لله وإنا إليه راجعون
    بيوجرافي :
    ولد محمد رجاء عبد المؤمن النقاش في سبتمبر أيلول 1934 بمحافظة الدقهلية بشمال البلاد وتخرج في قسم اللغة العربية بكلية الاداب بجامعة القاهرة 1956 وقبل تخرجه اتجه الى النقد الادبي وعرف بدراساته التي كان تنشر انذاك في مجلة (الاداب) البيروتية.
    وبدأ رحلة النقاش مع الصحافة في مجلة روز اليوسف عام 1959 ثم تولى بين عامي 1969 و1971 رئاسة تحرير (الهلال) أقدم مجلة ثقافية عربية وانتقل عام 1971 رئيسا لتحرير مجلة (الاذاعة والتلفزيون) وجعل منها مطبوعة ذات توجه ثقافي حيث نشر رواية (المرايا) لنجيب محفوظ مسلسلة قبل صدورها في كتاب.
    وسافر الى قطر مديرا لتحرير صحيفة (الراية) ثم تولى رئاسة تحرير مجلة (الدوحة) منذ تأسيسها عام 1981 حتى اغلاقها عام 1986. وعاد النقاش الى مصر كاتبا بمجلة المصور في نهاية ثمانينات القرن الماضي ثم تولى رئاسة تحرير مجلة (الكواكب) في التسعينات وفي السنوات الاخيرة أصبح كاتبا متفرغا بصحيفة الاهرام.
    ومن كتبه النقدية (ثلاثون عاما مع الشعر والشعراء) و/أبو القاسم الشابي.. شاعر الحب والثورة/ و/عباقرة ومجانين/ و/نساء شكسبير/ و/عباس العقاد بين اليمين واليسار/ و/قصة روايتين/ وهو دراسة نقدية فكرية مقارنة لروايتي (ذاكرة الجسد) للجزائرية أحلام مستغانمي و/وليمة لاعشاب البحر/ للسوري حيدر حيدر.
    وبرز النقاش منذ كان في مطلع العشرينيات ناقدا يعبر من خلاله الادباء العرب الى الحياة الادبية وقدم عددا من أبرز المبدعين الذين يكبره بعضهم سنا ومنهم الروائي السوداني الطيب صالح الذي أعاد النقاش اكتشاف روايته الشهيرة (موسم الهجرة الى الشمال) والشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي الذي كتب له مقدمة ديوانه الاول (مدينة بلا قلب) والشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أصدر عنه عام 1969 كتاب (محمود درويش شاعر الارض المحتلة).
    ونال النقاش جائزة الدولة التقديرية بمصر عام 2000.
    وكرم النقاش في يناير كانون الاول 2007 في حفل بنقابة الصحفيين بالقاهرة حيث نال درع النقابة ودرع مؤسسة (دار الهلال) ودرع حزب التجمع.
    وينتمي النقاش الى أسرة ضمت مثقفين بارزين فكان أخوه الراحل وحيد النقاش مترجما وناقدا وأخوه فكري النقاش مؤلفا مسرحيا وتولت أخته الناقدة فريدة النقاش رئاسة تحرير مجلة (أدب ونقد) لنحو عشرين عاما ثم أصبحت منذ نهاية 2006 رئيسة تحرير صحيفة (الاهالي) لسان حال حزب التجمع اليساري


    الصورة من غلاف عدد الهلال من موقع
    www.elaph.com

    February 5, 2008

    بين رمسيس والجلاء


    زمان - ليس بالبعيد تماما - كنت أسير في شارعي رمسيس والجلاء على راحتي ولم أكن أواجه أي مشكلات، كان الأمر بسيطا للغاية وكانا - الشارعان - ممتلئان بعربات بائعي الفول في الصباح الباكر حيث كنت أعمل عاملا بمطبعة الأهرام، كنت أقف هناك على ناصية شارع مسرح الجلاء على عربة الفول أقطع الرغيف وأضعه في الطبق الممتلئ وأنا اشعر براحة -غائبة اليوم- وأحاول أن أقرأ قصة ما مما في جيبي، فيما ألاحظ على البعد الأستاذ الكبير حسنين هيكل وهو يهبط من عربته باشّاً في وجوه الجميع، ثم يدلف من الباب الزجاجي، كنت أعلم أن مصيري ينتظرني هناك في أحد تلك الأركان المعتمة، السماء مفتوحة على مصراعيها تلقي فوق رأسي ببعض حبات المطر، فأركض بينما ينزلق من قدمي الحذاء الكاوتش الأبيض، وأحتفظ في جيبي بتلك القصص وكانت غالبا لأجاثا كريستي أو أرسين لوبين أو ألفريد هتشكوك وكنت في طريقي للتعرف على جورجي زيدان وعلي الجارم ونجيب محفوظ، الآن أن تسير في شارعي الجلاء أو رمسيس فأنت تريد الانتحار، فالطريق في رمسيس مغطي بالجسور الأسمنتية فلايمكن رؤية السماء، هذا الإله الحجري الجديد، هل قابلت آلهة حجرية من قبل يمنعون عنك رؤية الله؟! هذا ماحدث، وفي شارع الجلاء، وكلمة الجلاء تعني الحرية ، فأنت لاتملك الآن مزية المشي فيه، يمكنك التسكع على الأرصفة التي تقلصت للغاية وحذار السقوط من على الرصيف غير المحايد على الإطلاق، فقط المتر الداخلي من الرصيف هو الذي يمكنه أن يتعاهد معك، لكنه ينسى كل عهوده في لحظة إذا شعر بالازدحام، وهو ازدحام غير مبرر في الكثير من الأوقات، أما أنا فكنت قد أسكنت عربتي للرصيف المواجه لمبنى الاتصالات القبيح، لكني كنت أعلم أنه هناك في مكان ما يمكنني أن أرى قلب القاهرة لكني أحبها بنت اللذين ولاأملك من أمر نفسي شيئا، وتأكد إن بنت اللذين بتحب اللي بيحبها وتخلص للي بيخلص لها।॥

    بنت الذين القاهرة!!
    من وحي ردي على نوراي
    الصورة من
    marmad.files.wordpress.com

    February 3, 2008

    تهيؤات شتوية



    بالأمس كنت أسير في شارع جانبي يقع مابين شارعي الجلاء ورمسيس، كانت الساعة الخامسة تقريبا، الزحام طبيعي، والجو مائل للبرودة قليلا، ومسرح الجلاء يعرض مسرحية أفيشاتها تظهر مجموعة من النساء العاريات - في هذا البرد - وبينهن يقف ممثلان ينتميان لزمن انتهى।
    لم يكن المشهد التالي مسليا على الإطلاق، لكنه حدث، خرج فجأة من باب جانبي رجل مصاب بشلل أطفال بعكازين يرتدي بلوفر صوف أخضر رخيص وبنطلون جينز باهت وتحت إبطيه بجانب العكازين كيس غامق ضخم، بينما تناثرت بعض حبات عرق متربة على جبينة، إلى هنا والمسألة عادية، توقفت أشتري سجائر وحانت مني التفاتة أخرى ناحية الباب، كان الخارج منه هذه المرة رجل يرتدي بلوفر أزرق باهت وبنطلون جينز متقرح وتحت إبطيه عكازين وكيس غامق بلاستيكي كبير، الغريب أنه كانت له نفس ملامح الرجل السابق تماما।
    وضعت علبة السجائر في جيبي بعد أن أخرجت سيجارة أشعلتها وانطلقت أعبر الشارع حين فوجئت بأن كل من في الطريق كانوا مصابون بشلل الأطفال، تحت إبطهم هذان العكازان والكيس البلاستيكي الغامق ويرتدون أيضا بلوفرات زرقاء باهته رخيصة أو خضراء، كان الشارع كله هكذا।
    وحين تطلعت لأعلى فجأة كان أفيش المسرحية يعرض صورة هذين الممثلين ببلوفراتهما الخضراء والزرقاء وهما يحاولان أن يضحكا واقفين بين هؤلاء النساء العاريات

    ولم أكن أتخيل على الإطلاق!!
    الصورة من :

    "Les Sangs d'Apollo"

    عن دماء أبوللو باللغة الفرنسية

    " Entre Apollo et Abdel Naser"
    "Les Sangs d'Apollo"

    Zein Abdel Hady



    Les sangs d'Apollo est la troisieme roman de l'ecrivain Zein Abdel Hady , Publié dans la dernière semaine de décembre en 2007 , de la maison d'edition Merit , le caire .
    Et cela apres ces deux romans " El Tasahiil " et " Marah el fe'eran " Qui ont été publiés ces deux dernières années .
    Le livre traite dans ce roman la face cachée de la vie egyptienne pendant les dix premiers jours en 1967 , cherches les motifs caches qui redent les egyptians croient en Abdel Naser , et c'est lui qui va les debarrasser de leur douleurs,
    pour découvrir que les dieux que nous faisons rarement nous donnent ce que nous voulons .
    Mais c'est l'amour , l'amour de ces dieux qui détiennent les Rêves , les aspirations et ont la capacité d'y parvenir .
    Mais cela ne marche pas , Étant donné que l'homme est le seul sur la terre qui possède la capacité de réaliser ses rêves .
    Peut-être, nous sommes en désaccord avec Zein Abdel hady ( L'ecivain) et peut-être nous sommes d'accord avec lui . D'accord ou en désaccord sur Abdel Naser , Ou même cet ancien dieu grec , D'accord ou en désaccord avec lui sur la humaitarian situation de l'innocence , qui l'interprétéra a deux niveaux .
    Le niveau du narrateur, l'enfant , l' heros de l'histoire , et le niveau du vieux narrateur que Nous ne savons pas rien de lui sauf à la fin, D'accord ou en désaccord avec lui sur Les raisons de l'effondrement d'un sentiment de citoyenneté, qui confronte la société maintenant .
    Il cherche dans " les racines des choses" et les raisons de dédoublement vécue par la société dans son ensemble ,
    Il cherche parfois loin , plus loin des raisons qui existent maintenant

    Pas l'aléatoire, la prostitution politique , le défaitisme et l'indifférence le résultat d'aujourd'hui , C'est le produit du moment auquel l'ambition n'était pas équilibré avec la capacité de rêver , La volonté politique n'était pas exclusive ,la capacité de réaliser les ambitions n' etait pas exclusive et les rêves etaient plus grand que les deux , De sorte que la communauté s'est effondré .

    Le roman traite l'histoire d' un petit enfant de Port Saïd qui a perdu sa famille pendant les premiers jours de la guerre des six jours , Il n' a que ses souvenirs de sa grand-maman et son grand-père , Ses souvenirs avec le dieu grec, Apollon qui lui a sauvé de placettes et les épineux événements qui passent par lui , Ou ses souvenirs avec la grec soeur Christina à qui il s ' echappe quand ses malheurs
    s' accumulent .
    Christina qui meurt subitement d'une balle pendant la guerre, et nul ne connaît la source , At-il prétendre que nous avons été la raison ? , Ou des Israéliens ou l'autre raison que l'on ne comprends plus ou connus , Spécialement les Grecs, qui ont présenté la civilisation égyptienne au monde entier par herodotus , Et aussi ils étaient toujours des fidèles partenaires aux egyptians , Et n' oublie pas que le projet de la highdam a été présenté à Adbel Naser par un ingénieur de nationalité égyptienne et grec origine , Et pourquoi nous ne nous communiquons avec cette nation qui a été un partenaire pour nous dans les bons et mauvais moments .
    La seule personne qui est encore en vie de sa famille son oncle khuder qui a perdu une jambe lors d'une précédente guerre , Il est le symbole d'une personne ordinaire qui ne se soucient pas de ce qui se passe , Alors pourquoi ils prennent des privilèges de la révolution et qu'ils ne prennent pas de privilèges de la royauté , Et ils ne se soucient pas de ce qui se passe , Mais soudain il se retrouve au milieu de la guerre , Il doit s'assurer de son existence , Puis il commence la lutte recherche de lui-même , Il juge tout le monde à cause de ses mauvaises conditions,
    Abandonner sa fille le jour où elle a été un embryon dans le ventre de sa mère , Pour la quitte' lyany ,le grec qui vit à Port Saïd, et il se considère comme un citoyen égyptien défend égypte , N'échappe pas loin de la ville, à l'instar de nombreux egyptians ceux qui ont choisi de rester dans le pays, malgré l'état de guerre .
    Une des plus belles choses présenté par le Roman , ces existants questations concernant la vie declare' par l'enfant dans le premier passage . Où le roman est divisé en trois sections, la première Intitulé "l'ère de l'innocence», le deuxième Intitulé " Hercules candidats " , Et le troisième le titre du roman "les sangs d'Appolo"
    Et pourquoi les sangs d'Appolo , les sange de Abdel Naser , Les sanges de L'oncle Khuder , Les sanges de Christina , et les sanges de l'enfant lui- meme , Ces ce que le roman répondra Par d'autres questations posé par le jeune narrateur .
    L'ecirvain Zain Abdel Hady dans ce roman , renvoie a l'arabe roman la valeur de la foi dans l'autre person , Renvoie au roman un type de produit chimique qui est profondément nécessaire .
    Laissez-nous jeter un coup d'oeil sur les nouveaux produits chimiques, Le roman est un mélange entre le mythe grec et la réalité de l'égypte d'aujourd'hui , Le roman se déplace vers le réalisme magique d'une façon différente qui a été présenté par le latin littérature , Il voit qu'il ya une relation entre le mythe grec et la littérature arabe , Et je crois que c'est un quelque chose de nouveau au roman arabe , Et il a également travaillé à re-découvrir le dialecte Port- Said, il présente de nouveaux vocabulaires pour le lecteur égyptien , Il présente simples sélections avec le dialecte grec avec sa traduction a' l'interieur du text , il présente aussi un enfant qui raconte avec une très simple langage , Pas artificielle , Plus ,l'utilisation de la technique du flash back avec une nouvelle manière qui n'avait jamais été utiliser .
    Il soumettre plusieurs façons de chevauchement avec les règles classiques de la critique , mais c'est la vie, jamais nous donne des justifications pour ce qui nous arrive .
    Mais cela ne diminue pas du tout la valeur de ce merveilleux ouvrage.
    Vous pouvez lire 269 pages, le nombre des pages de cet ouvrage sans se metter debout de votre chaise , vous sentirez le relief de la mer et vos oreilles renvoient les chansons des annees soixante , Vous entendrez les discours d'Abdel Naser et vivrez dans une atmosphère pleine de pureté, de simplicité et de sensibilité , Vous serez enchaînés avec les événements de 1968 , Vous entrerez dans le coeur de l'action ,vivrez avec l'enfant dans ses déplacements , Vous vivrez avec lui dans son imagination , Vous allez rire, parfois à partir de votre coeur, et pleurer . Mais vous n'oublierez jamais ce roman .

    January 29, 2008

    مين مايحبش فاطمة




    بيتهيألي إن من أفضل الأقلام اللي كتبت عندنا كلنا خلال الفترة الماضية قلم العزيزة فاتيما ، يمكنكم الآن زيارتها بسهولة وبدون تذاكر مترو أو أوتوبيسات على عنوانها الجديد
    هاتستمتعوا جدا مع اللي كاتباه، خصوصا عن يوسف ومامته ، خاصة وأنني أعتقد أنها من أهم الأقلام الجديدة في عالم المدونات والمبشرة بخير أصيل.
    وحد يقوللى مين مابيحبش فاطمة؟

    خالص تحياتي لكم جميعا

    January 27, 2008

    عمار يامصر بكتبك وفنانينك




    من حقائق الحياة الثقافية أن معرض الكتاب يعقد الآن بأرض المعارض..
    أعتقد أن تنظيم رحلة بسيطة للمعرض لن تكلف الكثير، أيضا أعتقد أنه من المهم لجميع الأخوة والأصدقاء أن يقوموا بالزيارة وأكثر من مرة إذا لزم الأمر، كنت في زيارة أمس وذهبت لمعرض الإمارات وكان جميلا ومنظما للغاية، بشكل يذكرنا بفشلنا في تنظيم أي شئ، ماعلينا حصلت من هناك على ثلاثة كتب أحدهم لهيرمان هيسه الحاصل على جائزة نوبل للآداب 1961 حيث له رواية ضخمة هي الكرة البللورية، وعلى كتاب عن الأدب الإسباني الحديث وثالث عن تاريخ هيرودوت، المشكلة أنهم كانوا غاليين جدا، لكن الإفلاس حالة شبه دائمة لمحبي اقتناء الكتب وقرائتها، طبعا الهيئة المصرية العامة للكتاب أرحم مليون مرة، يمكنك الحصول على عدة كتب بعشرة جنيهات، آي والله ، عمار يامصر..

    من الحقائق الثانية أني حضرت أول أمس مسرحية ينتهي عرضها اليوم عنوانها "مستر بيدرمن ومشعلو الحرائق" لكاتب ألماني رائع هو ماكس فيشر وفيها يتم محاكمة النظام الرأسمالي كله، من خلال مستر بيدرمن الذي سولت له نفسه الاستيلاء على اختراع أحد موظفيه।
    أعجبت للغاية بتمثيل كل رامي الطنباوي في دور مستر بيدرمن، والممثل الشاب (المصارع) أحمد أبو عميره، والمشكلة إن التذكرة بخمسة جنيه (عمار يامصر) ومع ذلك وعلى الرغم من أن عدد المقاعد المخصصة للجمهور لاتزيد عن خمسة عشر كرسيا، فإن عدد الجالسين لم يتجاوز الثمانية، ثمانية فقط نصفنا بدعوات، عموما، أرجو من منكم أن تنتبهوا جيدا للأسماء التي ذكرتها، ينتظرها مستقبل جميل جميل جميل
    عماااااااااااااااااااااار يامصرررررررررررررررر والله العظيم!!!!

    الصورة من :

    January 24, 2008

    ماذا تسمونه؟!


    أن تسمع ضحكة صغيرة جميلة آتية من الفضاء غير المعروف ॥
    وأن تسمع موسيقى جميلة عزفت بآلات موسيقية ناعمة مجهولة..
    وأن تجد أن عيناك تلمعان بشدة ولا تستطيع السيطرة على مشاعرك التي تتقافز داخلك ككرة مطاطية مصنوعة من الحرير..
    أن تتقافزك اللهفة من شاطئ زمردي التكوين إلى شاطئ متوهج بالحنين والعفرته الصغيرة..
    أن يحدث كل ذلك..
    هل يمكن أن تقل لي ماذا تكون!!
    طبعا كله فكر في الحب..
    وماله..
    لإبنتي تسابيح

    January 20, 2008

    مابين الأرنب والدب







    هل تحب!



    من الغريب أنك عندما تحب فإنك غالبا ماتهدي حبيبتك دبا أو أرنبا ناعما، ولكل من الدب والأرنب معنى مختلف، ولكن عادة مانغفل هذا الأمر إذ يجذبنا لون اللعبة، ونعومتها، معلنين عن رغبة ذكورية في الكرم، ولاأخفي عليكم أن المرأة تحب ذلك، فعدد الدببة والأرانب التي يمكن الحصول عليها كهدايا في العمر يمكن عدهم على اليد الواحدة، عموما أحب أن أطمئنكم بأن الأمر كله فاسد، هيا رددوا خلفي



    فاسد



    ف..ا..س..د




    الصورة من :
    rabbitize.com/rBoutique/rItems/

    January 14, 2008

    الحياة أربعة


    لم أكن مهتما في البداية حين دعاني للذهاب معه إلى سكنه، لكني فوجئت حين وقفنا أمام الباب أنه يضع أقفال أربع عليه قام بفتحها جميعا في هدوء غير مبالغ فيه، وحين دخلنا وجدت بالصالة أربع كراسي وأربع مناضد صغيرة، وأربع أكواب في صينية مربعة ذات أربعة تقاطعات داخلية بحيث يتم وضع كوب في كل منها، وكان التليفزيون صغيرا للغاية حين تطلعت إليه قال لي وهو يضحك تلك الضحكة الملائكية : أربعة بوصة وحياتك، دخت عليه لحد مالقيته !


    جلست على المقعد أحاول أن أفسر الأمر، أما هو فقد دخل وأحضر سخانا بأربعة عيون وفتح علبة من الشاي الصفيح ذات أركان أربع سحرية داخلية في كل منها صنف، شربت الشاي وأخذنا نتحدث في أمور شتى، ثم نهضت راغبا في الخروج، سلمت عليه وتركته في دعة يحسد عليها، في نهاية الطريق وجدته يقف أمام منزله الوحيد فوق الربوة التي يطل عليها يتطلع لأركان العالم الأربع، وحين تطلعت لأعلى وجدت أربعة شموس وأربعة أقمار، كان ذلك غريبا للغاية ولم أكن أحلم!!
    الصورة من :

    January 8, 2008

    متى نتوقف







    فقط



    تعلم..

    تعلم متى تتوقف!!

    فكل حياتك وكل مصيرك وكل آلامك وأفراحك ووجودك مبني على العبارة السابقة

    ابحثوا في تاريخكم الشخصي جيدا

    لانسوا هذه العبارة لأنها الأهم في تحقيق أسطورتك الشخصية


    الصورة من
    en.wikipedia.org/wiki/Image:Stop.svg

    January 2, 2008

    من أجمل كتاباتي في العام الماضي



    تماثيل لحمير صغيرة فاشلة




    ثمة موهبة ما مخزونة كانت لدى أبي لم تظهر إلا بعد أن تغلبت عليه مجموعة من عوامل التعرية الزمانية والاجتماعية، فركن في المنزل لايخرج منه إلا للشرفة وقد لف تحت إبطه جريدته وشيئا ما آخر لايظهر منها، يتطلع من الشرفة قليلا إلى الشارع ثم يجلس على مقعده فيها ولايخرج إلا حين تغيب الشمس، يخرج وقد لف هذا الشئ المجهول في الجريدة وسرعان مايضعه في خزانته الخاصة بحجرة نومه، ثم يغلقها بالضبة والمفتاح ، ويصر على أن لايفتح أحد ما غرفته في يوم غيابه عن المنزل حين يذهب للحصول على أموال المعاش. يظل يعمل في الشرفة منذ صحوه حتي يعود منها منهكا، هكذا كل ليلة، حتى مات ذات صباح بارد، كنا صغارا لانأبه كثيرا لما يفعل، لكن بعد أن مات أصر أخي الأكبر على فتح خزانته ومعرفة سر هذه اللفافات التي كان يدسها هناك، لكن أمي رفضت ذلك في إصرار وغضب، وفي تلك الليلة بعد أن نامت أمي اختلسنا المفتاح أخي الأكبر وأنا ، وكان التوتر قد قضى على بقية أنفاسنا فكادت لاتبين، وفي حجرة أبي أوقدنا مصباحا خافتا كنا نتحرك على ضوءه، وبدأ أخي في محاولة فتح باب الخزانة عدة مرات وكان الباب يصر في كل مرة على الإنغلاق، تطلعت إلى صورة أبي على الحائط، كانت ترتسم على وجهه ملامح تلك الابتسامات الحائرة، هذه الابتسامات الغريبة التي لم أستطع فك طلاسمها على الإطلاق، وحين سألت أخي عنها ضرب كفا بكف، وأدركت أنه هو الآخر لايعلم، حتى أمي لم تعلم سببا لتلك الابتسامات الحائرة التي لازمته في سنواته الأخيرة حتى خروجه من العالم الأرضي منذ ترك الوظيفة وحتى مات، سألتها - ألم تتحول أبدا تلك الابتسامات إلى ضحكات.. لم أره أبدا يضحك ياأمي.. قالت: - ضحك مرة واحدة في صباح رحيله، قال لي بأنه لايجد فائدة من استيقاظه في الصباح، كأنه كان يعلم بأنه لن يستيقظ بعد ذلك أبدا.. كنت أعلم بأن هناك كثير من الأسئلة التي لم أتمكن أنا أو أخي من الإجابة عليها، لكننا كنا نأمل في أن يكشف لنا مابداخل الخزانة عن إجابات على أسئلتنا، كنا نعتقد جازمين بأن سبب ابتساماته الحائرة يكمن في تلك اللفافات المحفوظة في خزانته، أخيرا نجح أخي في فتح باب الخزانة الثقيل، لملمنا اللفافات التي كانت تملؤها، ووضعناها على الطاولة الخشبية التي استقبلتها في ترحاب، وبدأنا في فكها وقلوبنا تنبض في عنف، وحين فتحناها أخيرا لم يكن بداخلها سوى نماذج مختلفة من الخشب لحمير صغيرة فاشلة، إذن كان يحتفظ في خزانته بكل الحمير الفاشلة التي حاول صنعها ولم يستطع، في الصباح أدركت أمي مافعلناه، فأخرجت كل الحمير الفاشلة وأوقدت فيها النار، وكان رمادها يسقط هناك على أرض الشرفة، في ذات الوقت الذي كانت تأتينا فيه صرخات من الشارع لأناس تحترق فجأة