March 23, 2008

بمناسبة عيد الأم



هذا أول مقطع من روايتي القادمة "الأورمان - تاثير جانبي" لم أجد أفضل منه لأحتفل بعيد الأم
إلى أمي
في الخريف كان يحلو لأمي أن تسحبني من يدي لنسير سويا تحت الأشجار بجانب سور حديقة الأورمان، فتسقط على رؤوسنا أوراق شجر
الأكاسيا الصفراء وزهور البونسيانا البيضاء والحمراء الملاصقة للسور المنحني ككائن شفوق، فتهبط لتجمع كومة من الزهور المتساقطة وتضعها في هدوء في حقيبة يدها التي كانت بيضاء دائما، ولم تكن تتنازل عن القبض على كفي الصغيرة فلاتتركها أبدا وهي تعبئ حقيبتها بيدها اليسرى، بينماعيناها معلقتان بعيدا، نحو قمم الأشجار الخضراء التي تتخللها أشعة الشمس الحانية ، فتبدو في تلك اللحظة كآلاف من رماح ذهبية تخترق فراغ القلوب
هكذا كانت أمي دائما، وهكذا كنت أنا ومازلت، لكن أين كفها مني الآن، أصبح كفي وحيدا بعد رحيلها أمد به في الفراغ،أتحسس دفء كف أمي الذي أصبح بيني وبينها ملايين السنوات الضوئية، وكانت الأشجار أمام عيني مغطاة بتلك الطبقة الباردة، كأنني كنت في عالم آخر، عالم معادي تماما للعالم الذي ذهبت إليه أمي وتركتني هنا وحيدا
أمي لكي التحية والسلام ولتنم روحك مطمئنة، أما أنا فقد فضلت أن أعيش بلا روح في هذا العالم البارد
إبنك