March 12, 2008

بائعة الخبز


حين أقترب من الفسطاط، أعلم أنها تنتظرني هناك، فقد اعتادت أن أمر عليها كل يوم إثنين لأشتري منها خبزا، ولم يكن سر زيارتي لها في الخبز اللذيذ الذي تقدمه، لكن بحكم توقفي والعشرة الصامتة التي نشأت بيننا مع الوقت، وكانت ابتسامتها حين تراني تفتح أمامي كل أبواب الأمل المغلقة داخلي منذ أزمنة، فقد كنت أعيش وحيدا منذ قررت أن أرحل لمدينة أخرى، فات على ذلك زمن طويل ولم أعد أذكر سبب رحيلي، كانت ذاكرتي الجديدة هناك معلقة على ابتسامتها المسائية الرائقة، في المرة الأخيرة حاولت أن تتكلم، ووجدت أنها قد صبغت شعرها كله باللون الأحمر فأشرت إليه متسائلا، ابتسمت في خجل لذيذ كخبزها تماما وتطلعت للسماء بعينيها الذكيتين اللامعتين، دسست الجنيهات في كفها المتصلب المشدود
ثم قمت بوضع الخبز في سيارتي وتطلعت إليها مرة أخرى في ابتسامة حانية، كانت جالسة على مقعدها المصنوع خصيصا لها، تنام نصف نومة تقريبا عليه ، مادة بقدميها الساكنتين، وكنت أعلم أن شللها الرباعي لم يردعها عن أن تشعر بالأمل।
تحياتي لها