March 5, 2008

ذكريات للبيع



من يبحث عن ذكريات ليشتريها

من يبحث عن أحلام لم تتحقق،

من يبحث عن رغبات لم تكتمل،

من يبحث عن روبابيكيا من الأفكار والحروف والأوهام والخزعبلات والأماني الصدئة والمهشمة،

من يبحث عن مخلوقات لم تظهر للنور،

من يبحث عن كتل هائلة من الأحلام التي غرقت في الظلام،

من يبحث عن فوضى الرغبات التي ماتت في عمر جنيني،

من يبحث عن أحلام للطفولة، وأوهام الشباب التي لم تتحقق

كل هذا للبيع بسعر التراب

كل هذا للبيع بسعر التراب

انفصام




مالذي يحدث حين تجد أن ذاتك منقسمة؟
ربما رأيتم فيلم قاع المدينة، أو فيلم بئر الحرمان لسعاد حسني، إنه يعالج قضية الشيزوفرينيا، أو الانفصام، والانفصام نوعان، مرضي وحميد، والمرضي نوعان، نوع تعرف فيه أنك مريض بالانفصام وتبحث عن العلاج، والنوع الثاني تعرف أنك مريض لكنك غير مهتم بالبحث عن العلاج، والنوع الثالث أنك لاتعرف ولا تريد أن تعرف، وهناك الحميد غير المؤذى، وطبعا ده مش كلام طب، ده كلام جاي من بعض القراءات
المهم نيجي للفصام اللي انت عارف فيه إن إنت مبتلى بذلك ومش عايز تتعالج، لأنك برضه شايف إن العلاج سيفقدك شئ ما، شئ تريد أن يبقى معك ولايغادرك।
هنا تكون المشكلة الحقيقية، خاصة إذا اكتشفت أن الشخصية التي لاتواجه بها الناس هي الشخصية القاتلة لكنها تخرج حين تتضايق، أو حين تشعر بالوحدة، أو حين لايكون للحياة معنى، أي حين تريد تحقيق رغباتك المكبوتة بأي ثمن، هنا تصبح المشكلة حقيقية ومدمرة، فأنت لن تعترف بقيم ولن تبحث عن أخلاقيات، ولن يجذبك لحظة ارتكابك لهذه الأفعال أي معنى للخير
فماذا سوف يحدث بعدها؟؟
أترك ذلك لقدراتكم
المهم، إن الفصام والانقسام خاصية موجودة في كل إنسان، لكنه يتعامل معها بوعي ويضغط حتى تتلاشى أو تبتعد الشخصية غير السوية، بعضنا يتعامل بوعي كامل في إفساد حياة الآخرين، والآخرون منساقون لأنهم سيحصلون على بعض المتع، هكذا تتم الحسبة سريعا، فينهار الإثنان بعد مده لأنهما اكتشفا أنهما حصلا على مايريدان وانتهى الأمر
سينتهي الأمر سريعا كما بدأ وستعود الشخصية القاتلة لممارسة أدوارها في شخص آخر
فالعالم لابد له دائما من قاتل وقتيل
قابيل وهابيل
سواء كانت الشخصيتان في جسد واحد أو كانت الشخصيتان في جسدان منفصلان
عايزين تبقوا إيه؟