March 30, 2008

الألم ..والضحك


أصعب الآلام


ماتقوليش آلام السنان


ماتقوليش آلام الكلى


ماتقوليش الصداع


قوللي حاجة تاني


طيب ماتزعلش قوي كده اسمع ياسيدي


بالليل كنت باشترى دوا لبنتي من صيدلية في العباسية ، هاتقوللي إيه اللي وداك العباسية وانت في الهرم، اقولك اني ماكنتش لاقيه والساعة جت ثلاثة ونص الفجر تقريبا، السكة بقى من الهرم للعباسية فيها 300 صيدلية، وغلاوتك ولاواحدة فيها، تقولش بأدور على حوت بيرجع تاريخه كده للعصر الحجري، المهم ضربت سيجارة في التانية في التالتة، وكل صيدلية أدخلها ماألاقيش الدواء، اتصل بالدكتور - بالمناسبة هو صاحبي واستحملني كتير الليلة دي - وطبعا لو مش صاحبي ماكانش سألي في وسابني أرن حتى لو استخدمت كل وسائل الاتصال المعروفة، كنت باسأل نفسي لو أنا بانتمي للهنود الحمر في هذه اللحظة أكيد كنت هاأعمل زيهم زمان وابعت رسالة عن طريق الدخان لو السكك كلها اتقفلت، وطبعا ده برضه ماحصلش ، علشان أنا باكتب كتير وبابقى خيالي حبتين، المهم لقيت صيدلية كده مش باينة طالع منها نور خفيف قلت يمكن، استعذت بالله وهباه دخلت الصيدلية وكنت خلاص مش شايف، ضلمت قدام عينيه، وعفاريت الدنيا بتتنطط في وشي، الدنيا ضلمة جوا الصيدلية كمان ونور ضعيف جاي مش عارف من أي خرم في الحيطة، المهم لقيت الصيدلي ، طلعلي منين ماعرفش، قولتله على الدواء، هز راسه وملامحه ضايعه مني تماما وكنت باشد إيدي علشان تنزل على وشه لو قاللي لأ، لكن ده مش ممكن كان هايحصل برضه لأني عمري ماعملت كده، بس باحب اتخيل أحيانا إني أعمل كده،المهم خرجت الحروف منه بردا وسلاما وقال بصوت أجش( وطبعا فهمت إنه كان بيضرب حجر مشروب وطني في الأوضه اللى جوه وبالمناسبة المشروب الوطني ده بيسموه في بلاد الفرنجه الحشيش)، اتنحنح وقال موجود، قمت اتشاهدت، باضرب بعيني يمين، لقيت ست عجوزه قاعدة على كرسي بتتفرج على ورق كوتشينه في إيدها، كنت متأكد تماما انها مش شايفة حاجة، لكن كانت ملامح ابتسامة كده مستخبية على وشها، المهم غاب الصيدلي واضطريت اضرب سيجارة تاني وانا واقف، وعزمت عليها بسيجارة خدتها، ولعتهالها دون أن ننبس ببنت شفه - حلوة بنت شفه دي-، أخيرا وبعد طول انتظار، خرج المحروس وعلبة الدوا في ايده وابتسامة انتصار على وشه، ماعرفش ليه حسيت انه عامل زي ارشميدس بالضبط وهو بيجري ملط في الشارع والناس بتتفرج عليه وبيقول لقيتها لقيتها، كان المشهد كله سريالي، اكتملت حلقة السريالية بعد ماأخدت العلبة ودفعت تمنها وزياده كمان إكراما له، الحقيقة هو ماعملش حركة ممكن يبين لي منها إنه هو هايرجع الباقي، قلت فدا البنت، المهم وانا باجري على العربية لقيته متكوم جنبها على كرسي بعجلات، إزاي ماشفتهوش ساعة ماوقفت ، وفتحت الباب ودخلت الصيدلية، كنت ساعتها بافكر في دخان الهنود مش كده، كان بيبص للسما، كان جميل بشكل مرعب، لكنه كان بيبص للسما وبيبتسم، طلعت الست العجوز، السيجاره في بقها، مدت إيدها وسحبته قدامها بعد ماإديتله ورق الكوتشينة ، أكنه قفش على صرة دهب ، وبإيدين معووجه غريبة مسك الكوتشينه ورفعها للسماء وضحكته المكتومة طالعه زي العسل ، هما الاتنين ماشيين في عز الليل ناحية الميدان كأن معاهم تاج الجزيرة.।

فجأة لقيتني باضحك، باضحك عالي قوي، باضحك عالي قوي في ميدان العباسية

ونسيت اللي كنت بأفكر فيه كله

نسيت وانا بابص على جامع النور

اللي شهد كل آلامي

يسمع الآن ضحكتي

اللي نسيت بها كل الآلام اللي كنت باتكلم عليها

في صحتكم الضحك.. وماأشوفش فيكم ألم