September 19, 2007

عشر قصص قصيرة للغاية


(قاتل)
لم أعرف
لم أعرف أنك تتمتع بصفات قاتل حقيقي..
إلا حين شاهدتك تركض عبر الحقول..
لم تكن تلك المشكلة..
ولم تكن المشكلة صوت لهاثك..
لكنك كنت تطأ بأقدامك رؤوس الحشائش..
..
(إثم)
لأني لاأراكم
ظننت أنهم حشوا السجون بوجوهكم الجميلة
ولم أكن أعتقد أبدا
أن - الأسوأ – هو الذي حدث
كانت السجون قد تم حشوها فيكم!!
..
(بحر)
لم يكن صيد السمك عملا سهلا ذلك اليوم..
كان البحر مغتاظا بشكل واضح
وكان مايفتأ يبصق في وجهي
ولم يترك لي أي علامة توحي بأني مرحب بي لديه!!
..
(الجمال)
سألتني امرأة عابرة..
ولم يكن يمكنني التمييز بين العابرات والقاطنات..
لكني أدركت أنها عابرة، فقد كانت جميلة للغاية
ولم تكن تتكلم..
بل فقط تسأل..
..
(حاسة)
حين سقطت ثمرة مانجو ضخمة من سحابة عابرة..
أدركت أن السحابات بجانب أنها تعلمنا كيف نبكي
تحسن أيضا من حاسة التذوق لدينا..
..
(الحقيقة)
حين استيقظت على صوت عصفور صغير
بجوار النافذة..
كان يحذرني من أن الشمس لاتقول أبدا الحقيقة..
كان القمر هو الذي أرسله..
كما قال..
..
(تبادل)
قفزت سمكة إبنتي من حوضها الزجاجي..
ولم أجد بدا من أن أسبح أنا فيه مكانها بعض الوقت
فيما كانت السمكة تطعم ابنتي
جرعة حليبها الصباحي..
..
(نبوءة)
حين همست العرافة في أذني ..
سقطت ثلوج غريبة على المدينة
وتآكل لوح الشوكولاته الذي أحتفظ به لإبنتي
وذبلت الزهور المطبوعة على قميصها الصغير
وشحب وجه باب شقتي..
وغطت الدموع زجاج نافذتي..
بينما أصدرت الحكومة مرسوما
تنادي فيه بإطفاء شموع الموتى..!!
حينها أدركت بأنني فقدت شيئا ذلك اليوم..
..
( حرية)
غادرت مخدع الحرية
كانت نائمة هناك في هذا القصر
القصر المعلق في السماء
وكان أبوللون يشير إلى شئ ما على الأرض
كانت بصمات أحذية رجال الأمن تملؤها
ومقعد الوالي خاليا
وصولجانه مخضب بالدم
وكانت صفحات الجرائد ممزقة
..
(غادر)
حين غادر صديقي البلدة
لم يترك سوى قفل وحيد صدئ
معلق من عنقه على باب منزله
كلما أحسست بالحنين إليه
تطلعت إلى القفل
الهادئ تماما منذ رحيل صاحبه

____________________________

..........

25 comments:

كراكيب نـهـى مـحمود said...

كتاب الحواديت-
لم يكن الولوج إلى صفحاته مستحيلا
بينما بقت عالقه السنوات الثلاثين الاخيرة أدركت ان هناك مشكلة ما في الخروج

دمعات-
تلك التي عملت بشكل متوازي مع حنينها الجارف لحلم لم تعد تتذكره
لانه انتقل من منطقة الامنيات لما بعد الاشتياق وبقت دمعات حائرة تعبر عنه في صمت

وردات جافه-
لم يخبرها احد كيف تتخلص من جثث الزهور عندما تذبل
لا تعرف مقابر إلا تلك التي تحب الذهاب اليها غير انه ليس من الائق ان تحمل لامها وردات ذابله في كل زيارة
ربما دفن الزهور بين طيات الكتب سيحل المأزق


دكتور زين كان اجمل ما حدث في الندوة تشريفك بالحضور - مررت كطيف هادئ طيب جميل وتركت في نفوسنا طيب له عبق الياسمين مودتي

نورسين said...

قاتل.. آثم.. كل من يمنعني عنك ، كل من يحول بيني وبين الغوص في بحر أفكارك .. لألملم أشلائي المبعثرة على أجمل شطأن روحك الواسعة .. لأتذوق بحسك نكهة مختلفة لثمرات عالمي .. لأتلمس حقيقة داخلك النقية فأتبادل معك أنفاسا هادئة ليعلو جذري بمدك
فلتتحقق كل نبؤات العرافات بساعات أو حتى لحظات حرة الهمسات أو حتى اللمسات حينا سيدي نغادر الى عالم الفراشات
تحياتي لك على هذا البوست المضيء بكل عباراته وحروفة
ابدعت حقا

Anonymous said...

ت التعليق و لكنك قد تركت باعماق القلب جفاف كجفاف البحور و عبير فقد مع مرور الوقت
فلم يتبقي سوي شىء واحد هل تعلمه انه قلب بلا احساس و تحمل نتيجته فانت من صنعته
: الامضاء
قلم بلا احساس

_ زين_ said...

الروائية الجميلة نهى
أشكرك أولا على دعوتك لمناقشة روايتك الجميلة، المرهفة الحساسية، وسعدت بلقيا كل اصدقاؤك، خاصة فاوستوس وسهى زكي.
ثانيا تمتعت بقراءة نصك الموازي الرائع، وأتمنى أن تقومي بنشره لديك، لأنه يمتلئ بإحساس يفيض.
كان شرفا لي أن أحضر ندوتك، واتمنى أن تستمر ابداعاتك الجميلة، وعطاؤك المتدفق.
خالص تحياتي واحترامي
____________________
العزيزة نورسين
أعتقد بأنني لم أكن مخطئا على الإطلاق حين قلت بأنني أنتظر كاتبة من الطراز الأول تختبئ داخلك، أمتعتيني بسطورك المضيئة وبإحساسك، ولن يملؤني الغرور، لأنني مازلت طفبلا صغيرا يكتب.
تحياتي واتقديري
____________________
العزيزة قلم بلا إحساس
أعتز بنصك المشحون بالغضب واللهب والدماء، وعلى الرغم مما تدعيه من فقدان للإحساس والعبير وجفاف للقلم، إلا أني أشم عبيرا مختفيا واحساسا لايدانيه احساس في الوجود،وكأني أسمع محمد منير في الجنينه، ولم أفهم هل أنا الذي صنعت قلبك، وصنعت الإحساس وأنت فقدتيهما، فما ذنبي؟؟!.
خالص محبتي وامتناني

عين ضيقة said...

باستثناء بحر وحرية
فالاعمال جيدة الى اقصى درجة
بدأت أقرأ ثم ارتسمت ابتسامة على وجهى ثم اتسعت ثم اتسعت ثم اتسعت

قاتل دى رائعة
وتبادل
كلهم بصراحة
دى مش مجاملة دا بجد

بس باستثناء بح وحرية فلم يصلنى منهما شىء

رائع ما خطت يداك
وان كنا سنختلف على مسمى العمل أدبيا

قصة قصيرة ام لا؟

تحياتى

عندما انتهيت من صنع سفينتى..جف البحر said...

بص ياسيدى هقولك حاجة بس متضحكش عليا ولا تسخر منى
النوع دا من الكتابات الرمزية لا افهمه
وبحس ان معانيه وتفاصيله وكناياته مفهومة عندك انت وبس
وبتهيالى ان كل حد بيحلله حسب افكاره هو
كان نفسى اعلق بشكل اكتر عمقاً او تفصيل
ولوتسمحى تفهمنى النوع دا من الكتابات ايه مسماه او ليه خصائص او لا او هو مجرد خواطر نفسية
وانحنى لك وارفع لك قبعتى الصغيرة لاضفاتك شمعات وشمعات فى سماء ظلام جهلى الدامس
لك منى سيدى كل الحب والمودة

hazem shalaby said...

عشر انحناءات طويلة لك وعشر باقات من الزهور الجميلة لك ولنا عشرات الاهات من الشجن بعد أن ارتحلنا معك فى قصصك العشر القصيرة و لهثنا خلفك عبر الحقول وحشوتنا داخل سجون انفسنا بعد ان كنا نظن اننا ولدنا احراراً .. سبحنا معك فى حوض السمك وذقنا معك طعم المانجو المتساقط من السحاب .. سمعنا همس العرافة ورأينا دموعك على النافذة واكتشفنا أن قلوبنا مليئة بالاقفال الصدئة كما القفل على باب صديقك الغائب ... فشكرا لك دائماً يا ايها الحالم مثلى

شيمـــــاء said...

قاتل افتعل الاثم و هرب الى بحر ظن ان به الجمال و لكن خانته حاسته واكتشف الحقيقة فى تبادل مذهل بين نبوئته و حرية لم ينالها لانه غادر بسرعة

:)

Anonymous said...

حلوة اوي القصص ديه وأستمتعت بيها وانا بقراها بس مش عارفة أقول عليك
إيه روائي ولا شاعر ولاإيه بالظبط كل
تشبيهاتك وتعبيراتك في القصص جميلة أوي ياريت تكتب شعر ولو بسيط تمتعنا بتشبيهاتك الجميلة ديه وعايزة أشوف آخر رواياتك"ملائكة زمن الهزيمة" قولي هتتنشر إمتى علشان مشتقالها جدا
تمنياتي اليك
أيوتة

fawest said...

ارجوك يا د.زين
التنسيق مهم جدا
ويضفى بعدا اخر للجمال
فى مقاطعك النثرية

soha zaky said...

د . زين اشكرك على مقابلتك الرائعة يوم ندوة نهنوه فى الساقية وانا قرأت العشرة قصص القصيرة جدا ولكنهم يحتاجون لكلام طويل جدا شأن رواياتك الرائعة ، بجد ، لك عندى بوستا كبيرا عن اعمالك واتمنى ان أكون فقط 1 % من براعتك فى الكتابة يا استاذنا

إيمان said...

من العشر قصص ....أربعة صاحبونى بقوا فى ذهنى ولم يغادورنى

إثم
لأني لاأراكم
ظننت أنهم حشوا السجون بوجوهكم الجميلة
ولم أكن أعتقد أبدا
أن - الأسوأ – هو الذي حدث
كانت السجون قد تم حشوها فيكم!!

بحر
لم يكن صيد السمك عملا سهلا ذلك اليوم..
كان البحر مغتاظا بشكل واضح
وكان مايفتأ يبصق في وجهي
ولم يترك لي أي علامة توحي بأني مرحب بي لديه!!
..

حين سقطت ثمرة مانجو ضخمة من سحابة عابرة..
أدركت أن السحابات بجانب أنها تعلمنا كيف نبكي
تحسن أيضا من حاسة التذوق لدينا..
..

تبادل
قفزت سمكة إبنتي من حوضها الزجاجي..
ولم أجد بدا من أن أسبح أنا فيه مكانها بعض الوقت
فيما كانت السمكة تطعم ابنتي
جرعة حليبها الصباحي..
..

Anonymous said...

بجد عشرة شمعات رائعة تضئ كلٍ منها الطريق لاحساس اروع بس بجد اكتر واحدة انا مبهورة بيها "تبادل" لاني حسيت فيها مشاعر الابوه الفياضة , والحنان , والتضحية ....لك تقديري
سهام

Anonymous said...

كل واحد منا في هذه الدنيا له ثقافة يعيش بها
رموز فرعونية منقوشة على جباهنا
حصو... ودع... بعض الرمال على شواطئ العيون
مكان في سابع أرض أرى فيه العالم من أعلى
جميل جداعندما تقطع كثير من السنين الضوئية دون تدري
تحياتي ليك يا بوب بجد جامد

_ زين_ said...

العزيزة عين ضيقة
أولا شرفتني زيارتك للغاية، وأحترم رأيك النقدي جدا، والمسألة كما ترين هي استقبال، ماأستقبله أنا قد لاتستقبليه أنتى والعكس، والفن هو الذي يحركنا، ويرتبط ذلك بأحاسيسنا أيضا بشكل أو بآخر وهو ماأستطيع أن أدعيه، على سبيل المثال التعليقات استقبلت مقطع البحر بشكل مغاير، والغريب أنني شخصيا أعتقد أن أفضل المقاطع هو المقطع الأخير، لكنها في النهاية حالتنا المزاجية، ورؤيتنا النقدية، شرفتني زيارتك، وأعتمد على عينك الناقدة في رؤية مالايمكن رؤيته.
خالص محبتي وامتناني

_ زين_ said...

العزيزة أغاني الشتاء
فقط ابدأي بالإحساس بالكلمات، وبعض القراءات البسيطة في النقد الأدبي وتاريخ الحكركة الفنية يمكنها أن تجعلنا نكتشف عبقريتنا، يكفيني في هذه اللحظة احساسك، وبدوري أرفع القبعة لصراحتك وبساطتك الجميلة
أسعد الله أيامك
_______

العزيزة شيماء
أطربني تلخيصك، ففي سطرين قلت ي ماعجزت أنا عن قوله إلى في 60 سطرا
خالص محبتي وامتناني

_________

ياأيوته ربنا يخليكي
الرواية في مطبعة حكومية للأسف بقالها 8 شهور، وقررت أسحبها وأنشسرها في ميرت مطلع أكتوبر، مش الكوبري طبعا
وميرسي ياحبيبتي على كلامك الجميل
تحياتي ومودتي

_ زين_ said...

العزيز حازم شلبي
يعني أقولك إيه، ساعي البريد دق الجرس لأجد كل هذه الزهزر من حديقتك، وظلال الانحناءات مازالت مرسومة في الطرقات، وجميعنا محشوون بالأحلام.. لكن هل يمكن أن تتفق الخرائط مع الأحلام مع القدرات.. مع الدماء التي تلطخ الأرصفة
خالص حبي ياصديقي البعيد

_ زين_ said...

العزيز طه
انت عايز إيه؟
ده آخر علمي في التنظيم، هابعتلك بعد كده قبل مانشر وانت تقوم بالواجب.. أخبار بوستاتك الجديدة إيه ياكبير.
تحياتي وحبي

_ زين_ said...

العزيزة سهى زكي ساحرة الأحلام
أخجلتم تواضعنا، الشكر ليكي إنتي ونهنوه على إني اتعرفت على ناس جميله زيكم كلها إحساس، وفن، وإنسانية تملأ العالم، وبعدين ده إنتوا اللي 100%، يارب اشوفكم دائما على خير، تحياتي لنهنوه الصغيره
حبي ومودتي

_ زين_ said...

الإبنة الغالية أمونة
إنتي تحبي اللي تحبيه بس أنا بحبك انتي وبحب كل كلماتك الصافية، وبحب حبك للدنيا ولأهلك ولناسك وتلامذتك واصحابك وأحلامك..
خالص محبتي وامتناني من صديق لأحلامك

_ زين_ said...

العزيزة سهام
مازالت شمعاتك العشر يضيئون طريقي في الظلام، والحنان هو أقوى إحساس في الوجود..
ميرسي لزيارتك الجميلة
تحياتي وتقديري

________

العزيز سيد سعد
مريت على بيت الحبايب، مش كده
صباح الفل والجمال

fawest said...

حبيبى د.زين
اصلى فى الندوات اللى بحضرها احب ديما ادخل فى جنب تنسيق العمل
بيعطى حيوية للنصوص الرائعة مثل ما ابدعت
معظم الناشرين بيستسهلوا
ولا علامات ترقيم ولا فونط وزلا دياولوا
لكن لما تشوف رواية مثل ن لسحر الموجى أو خارطة الحب لاهداف سويف هتعرف معناها اية التنسيق يضيف للنص ورأيى المتواضع اننا فى المدونات وعلى النت نمللك ميزة التنسيق اون لين مع جوجل
لية نخسرها اما عن القصص مش عارف اقول اية زى مانغا مش عارف اقول اية فى قصتك فى أكسيجين
وعندى قصة جديدة متواضعة فى مدونتى

إيمان said...

أستاذى العزيز وأبى الغالى زين

وأنت أيضا كما تعلم كما أحبك كحبى لأبى

وتعرف حاجة كمان مقولتهاش ليك قبل كده انى كلما رايتك بحس انك فيك ملامح من بابا مع انا بابا عينه عسلى وأقل سمرة ...اية رايك

تحياتى وتقديرى

_ زين_ said...

العزيز فاوست
أنا مش فاهم طبعا تقصد إيه بإمكانية التنسيق .. ورحمة أمي لحد دلوقت.. فيه بتوع تكنولوجيا برضه أحيانا مبياخدوش بالهم خصوصا في رمضان زي حالاتي كده.. وبرضه بقية تعليقك مش واضح، يعني من الآخر نفسك تنشر في أكسجين..
عينيه.. انت تستاهل اكسجين الدنيا كله..
حبي الدائم

_ زين_ said...

العزيزية والإبنة الحبيبة أمونة
لن أنسى اليوم الأول للقائنا، في خضم الأحداث سقطت من ذاكرتي أشياء كثيرة لكني مازلت أحتفظ بصورتنا نحن الثلاثة أمام حجرة القسم ومعك والدك..إنت عارفة أنا بحبك قد إيه وبأتمنى أشوفك أحسن دكتورة في البلد.. في العالم..تحياتي وحبي(
(بالمناسبة هو مش لون عينيه عسلي برضه)
قبلاتي الدائمة