February 3, 2008

تهيؤات شتوية



بالأمس كنت أسير في شارع جانبي يقع مابين شارعي الجلاء ورمسيس، كانت الساعة الخامسة تقريبا، الزحام طبيعي، والجو مائل للبرودة قليلا، ومسرح الجلاء يعرض مسرحية أفيشاتها تظهر مجموعة من النساء العاريات - في هذا البرد - وبينهن يقف ممثلان ينتميان لزمن انتهى।
لم يكن المشهد التالي مسليا على الإطلاق، لكنه حدث، خرج فجأة من باب جانبي رجل مصاب بشلل أطفال بعكازين يرتدي بلوفر صوف أخضر رخيص وبنطلون جينز باهت وتحت إبطيه بجانب العكازين كيس غامق ضخم، بينما تناثرت بعض حبات عرق متربة على جبينة، إلى هنا والمسألة عادية، توقفت أشتري سجائر وحانت مني التفاتة أخرى ناحية الباب، كان الخارج منه هذه المرة رجل يرتدي بلوفر أزرق باهت وبنطلون جينز متقرح وتحت إبطيه عكازين وكيس غامق بلاستيكي كبير، الغريب أنه كانت له نفس ملامح الرجل السابق تماما।
وضعت علبة السجائر في جيبي بعد أن أخرجت سيجارة أشعلتها وانطلقت أعبر الشارع حين فوجئت بأن كل من في الطريق كانوا مصابون بشلل الأطفال، تحت إبطهم هذان العكازان والكيس البلاستيكي الغامق ويرتدون أيضا بلوفرات زرقاء باهته رخيصة أو خضراء، كان الشارع كله هكذا।
وحين تطلعت لأعلى فجأة كان أفيش المسرحية يعرض صورة هذين الممثلين ببلوفراتهما الخضراء والزرقاء وهما يحاولان أن يضحكا واقفين بين هؤلاء النساء العاريات

ولم أكن أتخيل على الإطلاق!!
الصورة من :

19 comments:

كريم بهي said...

اظن انى اول واحد بيعلق
د زين
هى فعلا تهيؤات بس انت نزلت من العربية عشان تتأكد انه مش نفس الراجل ولا كنت نازل بالصدفة
وبعدين دخلت عليك جامد

تحياتى
كريم بهي

فاتيما said...

آه من عينك
ماذا صنعت بغريب مستجير بحماها؟
المح اللؤلؤ فى أغوارها
و أرى الطيبة تطفو
فى سناها
و أراها تخبىء الخلد
لمن باع دنياه و بالروح أشتراها
قربى روحك منى قربى
ظللينى و اغمرينى برضاها
فهيبنى ساعة الصفو التى
تقسم الأيام ما فيها سواها
ثم أمضى لحياة
مرة..
صبحها عندى سواء و مساها
الغالى د.زين
حضرتك متأكد انها تهيؤات شتوية بس موش صيفية خريفية ربيعية ؟؟
ساعات كتير تحس ان الناس كلها بقت شبه بعض من كتر الحزن والضيق المرسوم على وجوههم ..وساعات من شدة لامبالتهم بيك ..بيتهيألك انك لوحدك فى الكون وكله بعد كده بيتساوى دى حالة ملل بتهاجمك والا ايه؟؟
تحياتى من اعماق القلب ..

MKSARAT - SAYED SAAD said...

صدقت يا صديقى البوب الجميل
‏ ‏
أتعلم لو سارت بك قدامك أكثر قليلا في أتجاه جراج العتبة ستجد منطقة ‏تشابكت فيها مجموعة من الطرق المعلقة التى تعتبر آفة القرن العشرين لكن ‏الناس تحرج من قول كلمة آفة ويطلقون عليها كباري،،، ستجد هذة المنطقة ‏أكثر أزدحامأ و سترى من بعيد رؤوس كثيرة جدا تترنح عندما ستقترب ‏ستدرك أن كل من بها يمشون على عكازات خشبية ويرتدون نفس البلوفر ‏الصوف الاخضر ولو امعنت النظر عاليا قليلا في المنطقة الوسطى بين تلك ‏الرؤوس وبطن الكوبري ستجد هنااااااك قبر كبير إلى حد ما هذا القبر ازتان ‏بالجائلين والأتربة وعوادم اتوبيسات الهيئة نصيحة منى اياك ان تستفسر ‏من احد عن صاحب القبر لأنهم لن يدركوا ما تتحدث عنه وأعتقد أنه لن ‏يجبك احد ألا بسخرية،،، اقترب من هذا القبر يا صديقى ولا تخف اعدك ‏بذلك ....لكني أعدك بأنك ستحزن فقط لأنك سترى نفس ... نفس الرجلين لهم ‏نفس ... نفس الصور معلقة على اعلان كبير وسط بعض العاريات بالمناسبة ‏هذا القبر بأسم المسرح القومي اعتقد ان ما تحدثت عنه في مقالتك أنا ‏اخبرتك على مكان قبره عفوا ما يطلقون عليه مسرح قومي خوفا من الحسد ‏
اترك تحياتي للأنامل الفرعونية التى تنقش طريقي بداخلي

نبضات said...

صباح معطر بالورد والياسمين
عنوان البوست ملائم للجو البارد الشتوى الممطر والشمس الدافئه الجميله الذى نعيشه هذه الايام والذى احبه بصفتى كائنه شتويه . عجبنى العنوان وعجبتنى صورة البوست اما التعليق مممممممممم لا تعليق ولكن كلى تشوق لقراءه التعليقات وردود حضرتك عليها فى هذا البوست الغامض واللى اكيد يحمل معنى لم استطيع الوصول اليه
ممكن سؤال : انا مش عارفه اشترى روايه حضرتك منين ؟؟ دماء ابوللو

تحياتى

_ زين_ said...

الكريم البهي
هو المشكلة اني لاحظت ده بعد مانزلت.. وانا مختبئ في بيضتي الحجرية المسماه خطأ بالعربة..
تحياتي ياشاعر

_ زين_ said...

الغالية فاطمة
لأ أنا مابيهاجمنيش الملل لأن بعد العمر ده باعرف أتغلب عليه سريعا.زأنا اللي بيضايقني العجز.. الباكابورت -لامؤاخذه في دي الكلمه يعني - المسمى خطأ بالواقع..يعني مابيضايقكيش؟؟..
بس لو اعرف مين اللي زقنى أنزل من العربية..
صباح الجمال

_ زين_ said...

عرب المحمدي وشبرا والسبتية
بكبورت مسمى خطأ بالواقع..
ليس أكثر ولا أقل..إبحث عن الصراصير
تحياتي ياجميل

_ زين_ said...

الجميلة نبضات
يعني مش عارف أقولك غيه..على الرغم من غموضي أحيانا..لكني أيضا كثيرا أريد فقط أن أترك الصورة التي رسمتها لانطباعاتكم.. يمكنك أن تتعايش مع الصورة المكتوبة لاأكثر ولا أقل.. واقرأي بعد ذلك انطباعاتك الداخلية ولاتخافي.. فالفن ليس له تفسيرات محددة..
بالنسبة للرواية فهي في دار ميريت بالمعرض في سراي 3 أو 4 أو في شارع قصر النيل بجوار سينما قصر النيل بالدور الثاني، أو في عمر بوك ستورز في شارع طلعت حرب بجوار فلفلة..
ولو ماعرفتيش شرفيني خدي نسخة من آخر نسختين أملكهم..
خالص محبتي

Anonymous said...

جميل...أنا لسه راجعة من شوية من السبتية :(

الدنيا كانت زحمة أوي وفرهدت..وأظن أحد الأشياء إللي هونت ع الواحد لما رجع هو البوست ده...

:)

Anonymous said...

جميعنا ممثلون على مسرح الحياة
نرتدى ذات الاقنعه
نرتدى ذات الملابس
ونحمل حقيقتنا فى هذا الكيس الورقى

حتى اذا اصبحنا بمفردنا
خلعنا ملابس التمثيل

وارتدينا الحقيقه

Anonymous said...

انا اسفه يا دكتور زين
بس حبيت استأذن حضرتك

مككن اخد العباره دى من
روايه دماء ابو للو

هناك لحظات نعتقد فيها بأن اختيارنا لأمر ما قد تم على خير ما يرام . لكننا نكتشف أنه كان اختيارا خاطئا تماما، وبأننا نتجرع المر بسبب هذا الاختيار، هذا هو ما حدث تماما

واضعها فى السايد بار عندى فى المدونه
مع الاشاره لمصدرها

شكرا جزيلا

ayman_elgendy said...

افة الاناس تشابههم

لا اذكر اين قرات تلك العبارة...ولكنها تلك احجية وتيمة التشابه التي اوقعنا بها نصك الثري حيث يهمين الخطاب الباكابورتي علي الجميع ليحولهم الي مجتمع كل ناسه علي عكازين ويحاولون الضحك مع النساء العاريات...واه من هيمنة الباكوبورت

خالص تقديري

MKSARAT - SAYED SAAD said...

علم وجاري البحث
:)

_ زين_ said...

شيماء زاهر
نورتي في الشتاء
بس كنتى بتعملي إيه في السبتيه عند الفئران..
نورتي

_ زين_ said...

ياشيرين
انتي تاخدي كل اللى انتي عاوزاه
واشكرك على قراءة دماء أبوللو
ونحن في عالم أقنعة ..أقنعة..أقنعة
خالص تحياتي

_ زين_ said...

أيمن الجندي
صباح الباكابورتات المجتمعية
بس تفتكر الناس متشابهين في إيه بالضبط؟
تحياتي يازعيم

Unknown said...

د\زين

اية اخبارك

كم اشتقت للتمشى فى شارع الجلاء وشارع رمسيس

كم اشتقت لرؤية هولاء الاشخاص الذى توصفهم اذا كان هذا حقيقة او حتى خيال

كم اشتقت لكل شبر فى ارض مصر

تحياتى اشديدة لك ولكتاباتك الرائعة

_ زين_ said...

نوراي
أنا الحمد لله وممكن أكون في الإمارات في إبريل..
أنا الحقيقة زمان كنت بأمشي فيهم، لكن دلوقت بقت مسألة مستحيلة فالطريق في رمسيس مغطي بالجسور الأسمنتية فلايمكن رؤية السماء، هذا الإله الحجري الجديد، هل قابلتي آلهة حجرية من قبل يمنعون عنك رؤية الله؟! هذا ماحدث، وفي ش الجلاء، وكلمة الجلاء تعني الحرية لاتملكين الآن مزية المشي فيه، يمكنك التسكع على الأرصفة التي تقلصت للغاية وحذار السقوط من على الرصيف غير المحايد على الإطلاق، فقط المتر الداخلي من الرصيف هو الذي يمكنه أن يتعاهد معك، لكنه ينسى كل عهوده في لحظة إذا شعر بالازدحام، وهو ازدحام غير مبرر في الكثير من الأوقات، أما أنا فكنت قد أسكنت عربتي للرصيف المواجه لمبنى الاتصالات القبيح.. لكني كنت أعلم أنه هناك في مكان ما يمكنني أن أرى قلب القاهرة الضعيف.. لكني أحبها بنت اللذين ولاأملك من أمر نفسي شيئا.. وتأكدي إن بنت اللذين بتحب اللي بيحبها وتخلص للي بيخلص لها.. لكنها..لكنها..لكنها
كفاية عليكي كده
تحياتي وتقديري..
محبتي الدائم

Anonymous said...

الف شكر يا د. زين
بس انا صراحة لسه ما كملتش قراءه الروايه

لسه ببتدى فيها
والجمله اللى طلبتها دى قرتها عند نورسين

حتى اكون صريحه تماما

الف شكر مرة اخرى يا دكتور زين
وتمت اضافه الجمله للمدونه

جزيل الشكر