March 18, 2008

ملامح مصرية تغيب




في مطار شرم الشيخ، وجدته هناك كان يركض بين الحقائب ضاحكا لايكاد يظهر من الأرض كأنه ضرب مع الببرونة حجرين إنرجايزر، فلاأكاد ألاحقه من شدة سرعته، كنت أعتقد أنه نمساويا أو من دول شمال أوروبا حيث كان أشقر الشعر، وكانت أمه الأجنبية تقف بجانبه تلاحقه بعينيها وهو يعيث فسادا في كل ماتطوله يداه الصغيرتين، فهو يجر نمره الصغير من قدمه ليمسح به بلاط المطار، ويتوقف أمام عربة أطفال ليرفع قدم طفلة صغيرة تحتها ليرى ماتحت قدمها، وأخيرا ليستقبل صراخ أمها بابتسامة قاتل أثيم لايهنز له جفن، وحين واجهني فجأة أدركت أنه مصري الجذور كانت ملامحه عاتية، فقط الشعر الأشقر هو الذي كان يعطيه هذا المظهر الغريب فقد كان ذو شفتين غليظتين وأنف أفطس إلا قليلا، وعينان مسحوبتان من الجانب وتلك القورة المصرية القحة التي أدركها جيدا، حاولت التحدث معه بالألمانية التي لأأدرك منها الكثير، لكن أمه ابتسمت وقالت لي كلمه بالعربية فهو يعرفها جيدا، تناول الحجر الثالث من إنرجايزر وانطلق يتحدث بطريقة جعلت كل من بالمطار حولنا يسقطون على الأرض

تفحصت مرة أخرى ملامحه التي بدأت تتوارى خلف الملامح الأوروبية، كأن وجهه يصر على ألا يفقد تلك الملامح، لكني كنت أقف هناك متأكدا أن التغيير الشامل سيحدث يوما ما، كما كانت أحجار إنرجايزر تعمل جيدا.

7 comments:

Unknown said...

اولا وصف حضرتك جميل جدا بصراحة ابهرني
ثانيا ادعوا معك الا تطغوا هذه الملامح على هذه الروح المصرية الاصيلة والشقاوة الجميله
تحياتي لحضرتك

عندما انتهيت من صنع سفينتى..جف البحر said...

انا عاوزة بس اقولك انك وحشتنى جدا يا دكتور
ومش داخلة اعلق بس داخلة اقولك وحشتنى وكل سنة وانت طيب
وعاوزة اشكيلك منى انى عندى حالة من الملل منى انى اكتب فى المدونة بتاعتى او حتى اعلق عن حد ليه مش عارفة والله
مع انى موضوع التدوين جه فى وقت واخد منى اهتمام
شيلتك همى وزهقتك .. سا محنى يا فندم

tharwat said...

الحمد لله ان فيه ملامح مصرية
فقد قرأت قصة للدكتور مصطفى محمود عن شاب كان يعاني نفسيا من ملامحه الأوروبيه التي فصلته عن المجتمع وتمنى أن تكون ملامحه مصرية خالصة فهو مصري روحا و أوربي ملامحا لكن لا أحد يختار اسمه و لا شكله
ليس هناك أروع من شقاوة الأطفال
وصفك يا دكتور رائع للطفل في مرحلة الشقاوة
لكن هل تتوقع يا دكتور التغيير الشامل هذا سيكون للأحسن أم الأخرى
هل سيثتثمر ملامحه الأوروبيه و التطور هناك أم سيظل حاملا للملامح المصرية و يبقى يا مولاى كما خلقتني؟

tharwat said...

مع إنك يا أحت لماضة عند روح متمردة على الواقع اللي احنا عايشين فيه
لكن الحمد لله لسا بتقولي و تدعي ألا تطغي الملامح الأوربية على الملامح المصرية الأصيلة

Anonymous said...

الدليل الشامل لأحدث المدونات العربية
حوار إسلامي قبطي
حوار عربية أمازيقي
مدونة أبناء القبائل
مدونة شبكة العرب
سياسة - اقتصاد - أدب - تاريخ - دين والمزيد
http://arab-blogs-guide.blogspot.com/
-- شارك معنا برأيك و أمتعنا بدلوك --

•√أريـ السمر ـج√• said...

جميلة جداً جداً

دمت بكل خير

Ahmad Najeh said...

اولا اقدم تحياتي الى دكتور زين عبد الهادي عميد المكتبين الشبان
لي سؤال واحد هو لسه فيه ملامح مصرية اساسا ولا ده اشاعة الغرض منها زعزعة الاستقرار المصراوي الاصيل
المصريين بقوا زي الغرب في بلادهم انا حاسس انها بقت بلد الاجانب كل شى فيها اتباع للاجانب بس الحمد لله ان لسه فيه ملامح مصرية أصيلة في ريف و صعيد مصر هما
دول المصريين الاصليين بس تمشى في الشارع تحس ان كل حاجة بقت أمريكاني ولا ايه بالظبط يادكتور و الاطفال في السن الى حضرتك و صفته للطفل الصغير أكثر من رائع ما أحلي هذا السن و اعتقد في داخل كل مني طفل صغير يبحث عن الشقاوة دائما بس الحال لا يبشر بخير و ربنا يكون في عون الناس في الوقت الحالي اعتقد كلهم يتمنوا يرجعوا اطفال علشان ما يكونش فيها المسئوليات الى مش قادرين يشيلوها
ربنا يتولانا برحمته
و تحياتى لعصر الحرامية في ظل عصر العولمة